لبنان "مشلول" من الشمال للجنوب.. ثورة سائقين
أغلقت اتحادات النقل البري لبنان من شماله إلى جنوبه اليوم، وتقطعت أوصال البلاد بالشاحنات والحافلات والسيارات العمومية.
ونفذت الاتحادات إضرابا أطلق عليه "يوم الغضب" اعتراضاً على ما تصفه النقابات بأنه تراجع الحكومة عن وعودها بشأن دعم السائقين العموميين وسائقي الفانات والشاحنات بالمحروقات والأموال ليتمكنوا من مواصلة العمل.
وأقفل السائقون جميع الطرقات الرئيسية، والأوتوسترادات التي تربط المحافظات والأقضية ببعضها، وركنوا سياراتهم وشاحناتهم في وسط الطرق، مؤكدين أنهم مستمرون بعملهم حتى مساء اليوم، وهو ما أعلنوا عنه سابقاً.
وأكد رئيس اتحادات ونقابات قطاع النقل البري بسام طليس أن "ما بعد الخميس ١٣ يناير/كانون الثاني 2022 ليس كما قبله". وقال: "لقد طفح الكيل وكفى وعودا ليست سوى حبر على ورق".
وأضاف: "أن كل النقابات ملتزمة بتحرك سلمي في كل المناطق اللبنانية تحت سقف الامن والاستقرار". كاشفا "أن تنسيقا حصل على أعلى المستويات مع كافة الأجهزة الأمنية لإمرار تحركنا من دون توترات أو صدامات لا نريدها ولسنا من دعاتها".
وحمّل طليس مسؤولية عدم خروج التحرك عن اطاره السلمي إلى الأجهزة المولجة حمايته "خصوصا أن جميع المشاركين سيلتزمون التوصيات التي صدرت عن الجمعيات العمومية وقيادة الاتحادات بالمحافظة على سلمية التجمعات". وتوجه إلى كل المواطنين بالاعتذار سلفا عن إعاقة تنقلاتهم بسبب اكتظاظ عدد الآليات والمركبات التي ستشارك في نقاط التجمع ما سيعوق تنقلهم، لافتا إلى “أن قطاع النقل البري يعمل على الأرض وليس في الجو”.
على أنه في نهاية هذا التحرك سيعلن المعنيون الخطوات المقبلة، وأن هذه الخطوات “ستكون تصعيدية إلى حين تنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع رئيس الحكومة”.
وكان رئيس الحكومة اللبنانية قد وعد السائقين العمومين بتقديم عدد معين صفائح البنزين على أسعار مدعومة، بالإضافة إلى مبلغ مالي شهري، يكون تعويضا من قطع الغيار التي تستهلكها السيارات، إضافة إلى استثنائهم من الضرائب والرسوم التي تفرضها الدولة عليهم. لكن لا شيء تنفذ.
لا نفط ولا جامعات ومدارس
وقبل ساعات على دخول التحضيرات مرحلة الترتيبات اللوجستية للتظاهر وقطع الطرق أعلن تجمع الشركات المستوردة للنفط (APIC)، في بيان، أنه "تضامناً مع تحرك اتحادات ونقابات قطاع النقل البري في لبنان، وحفاظا على السلامة العامة وعدم تنقل صهاريج المحروقات على الطرقات، ستتوقف الشركات المستوردة للنفط عن تسليم المحروقات في مستودعاتها طوال يوم الخميس على أن تعاود عملها كالمعتاد صباح يوم الجمعة 14 كانون الثاني 2022 (غدا)”.
وأعلن وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي إقفال المدارس والثانويات والمهنيات والمؤسسات التربوية الرسمية والخاصة كافة والجامعات اليوم، وذلك بعدما تلقى اتصالات من المراجع الأمنية وضعته في أجواء التحضير لإقفال الطرق والتظاهر غدا.
وأعلنت جمعية مصارف لبنان في بيان أنه "حفاظاً على سلامة موظفي القطاع المصرفي ونظرًا لإمكانية تعثر وصولهم إلى أماكن عملهم بسبب إضراب نقابات واتحادات النقل البري المرتقب غدًا، أوصى مجلس إدارة جمعية مصارف لبنان بإغلاق المصارف يوم غد الواقع في 13 يناير/كانون الثاني 2022".
وعلى وقع الاعتراضات شهدت أسعار المحروقات قفزة جديدة الخميس ، حيث ارتفع سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 3000 ليرة، والـ98 أوكتان 3000 ليرة والديزل أويل 16600 ليرة والغاز 14000 ليرة.
وأصبح سعر بنزين 95 أوكتان: 377800 ليرة. و98 أوكتان: 390600 ليرة، فيما بلغ سعر صفيحة المازوت: 410000 ليرة، والغاز المنزلي 359500 ليرة.
وأصبح سوق المحروقات والغاز المنزلي، يسعر بطريقة يومية بسبب التقلبات الحادة بأسعار الدولار.
وشهد مدخل مصرف لبنان ليل الأربعاء توتّراً كبيراً وأعمال تكسير وإضرام للنيران، في تحرّك يعدّ الأول من نوعه منذ مدة طويلة في لبنان، وسط استنفار أمنيّ.
وحاول عدد من الشبّان اقتحام مصرف لبنان، ما أدّى إلى صدام مع القوى الأمنية التي شكّلت حائطاً بشرياً أمام مدخل المصرف، لكنهم تمكنوا من الدخول الى احد المكاتب وأضرموا النيران داخلها قبل أن تتمكن القوى الأمنية من إخراجهم والسيطرة على الوضع.