الحرس الثوري يعتقل أحد قادته لتسريبه ملف فساد
اعتقلت إيران القائد في الحرس الثوري محمد قائمي بعد اتهامه بتسريب تسجيل صوتي لاجتماع لقادته يتعلق بتورطهم في قضايا فساد مالي.
وقال موقع "إنصاف نيوز" الإصلاحي، إن "محمد قائمي جرى اعتقاله بناءً على شكوى رفعها ضده القائد بالحرس الثوري ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف بسبب اتهامه بالتورط بقضايا فساد مالي".
وكان قائمي يتولى رئاسة شركة ياس للتنمية الاقتصادية، المعروفة باسم "ياس القابضة"، الذراع الرئيسية للمؤسسة التعاونية للحرس الثوري الإيراني، والتي تعمل في مجالات الخدمات والوساطة والإسكان، ولعبت هذه الشركة دورا لتوفير المال لفيلق القدس.
وتم حل "ياس القابضة" بعد انتشار الفساد الذي أدى إلى اعتقال بعض مسؤوليها التنفيذيين في عام 2017، وتم الإعلان عن رقم إحدى قضايا الفساد المتعلقة بهذا الحجز بـ 13 ألف مليار تومان.
من جانبه، أكد موقع "ديدبان إيران"، أنه "من المؤكد اعتقال محمد قائمي لكن أسباب اعتقاله لا تزال غير واضحة"، مرجحاً عودة السبب لما قبل شهرين بسبب شكوى رفعها ضده قاليباف.
ولم تؤكد المصادر الرسمية في إيران الخبر أو تنفيه بعد.
وتعد قضية التحقيق في الفساد الاقتصادي في "ياس القابضة" من القضايا المعروفة في هذا المجال، والتي بدأ التحقيق القضائي فيها عام 2017 أمام محكمة عسكرية، وصدر حكمها النهائي في الأيام الأخيرة من شهر مارس/ آذار من العام نفسه.
وأدين 4 من المتهمين السبعة في القضية، منهم "عيسى شريفي"، نائب رئيس بلدية طهران في عهد قاليباف، وكان المتهم الأول في القضية وحكم عليه بالسجن لمدة 20 عامًا.
وأدت قضية الفساد هذه إلى توسع دائرة الخلافات بين الصقور في الحرس الثوري، حيث اعتبر "عبد الرضا يعقوبي"، المقرب من الجنرال في الحرس الثوري سعيد محمد، أن قضية الفساد في الشركة كانت "أكبر فساد في تاريخ إيران" ونفذتها "عصابات تمارس الضغط والنفوذ على أعلى المستويات السياسية والتنظيمية".
وفي الملف الصوتي يتحدث الجنرال صادق ذو القدر نيا نائب الشؤون الاقتصادية للحرس الثوري، حول الفساد والعلاقات مع المافيا على أعلى مستويات الحرس الثوري الإيراني.
وترتبط هذه الجلسة السرية التي حضرها قائد فيلق القدس السابق الجنرال قاسم سليماني ومحمد باقر قاليباف كان في حينها رئيس بلدية طهران وحالياً رئيس البرلمان، بقضايا الفساد في القوات المرتبطة بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والمؤسسة التعاونية للحرس الثوري وبلدية طهران.
ويكشف الملف الصوتي الدور المباشر لمحمد باقر قاليباف، رئيس بلدية طهران آنذاك، وقاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وجمال الدين أبرومان، نائب منسق الحرس الثوري الإيراني آنذاك، وحسين طائب رئيس مخابرات الحرس الثوري الإيراني.
ويقول صادق ذو القدر نيا في هذا الملف الصوتي إن قاليباف، رئيس بلدية طهران آنذاك، كان منزعجًا جدًا من قضية الفساد المتعلقة بالبلدية والمؤسسة التعاونية للحرس الثوري الإيراني.
وكان حجم الفساد في هذه القضية وصل إلى 8000 مليار تومان.
وفي جزء آخر من هذا الملف الصوتي، قال قائد الحرس الثوري الإيراني آنذاك إن قاسم سليماني كان منزعجًا أيضًا من الاشتباكات بين قادة الحرس الثوري بشأن قضايا الفساد، وتحدث إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية حول هذا الأمر.
وقال جعفري إن "سليماني أبلغ خامنئي إنه مستاء ومصاب باليأس، وأبلغ خامنئي إن مسعود مهردادي أهدر أموالاً طائلة من الخزينة ويجب أن يحاسب".
ولعب مسعود مهردادي، بصفته "الخليفة الاقتصادي" للمؤسسة التعاونية للحرس الثوري الإيراني، دورًا رئيسيًا في العديد من الشركات الاقتصادية وعقود هذه المؤسسة.
وتم القبض على مسعود مهردادي مع محمود سيف في قضية فساد شركة "ياس هولدنك"، وفي مارس/آذار لعام 2021، جرى الحكم عليه بالسجن لمدة عامين.
ورأى بعض المراقبين في ذلك الوقت أن فساد "ياس" يعود إلى تصرفات شبكة من الرجال الأقوياء والمؤثرين في إيران.