وزير خارجية فلسطين لـ"العين الإخبارية": رفضنا أي تواصل مع إدارة ترامب
مشيدا بالمواقف العربية والإسلامية: "كانت على مستوى المسؤولية والحدث"
مع حلول ليل الثلاثاء قبل الماضي، ساد التشاؤم أوساط الفلسطينيين إثر إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته للسلام، لكن اليوم غير ذلك المساء، فالتفاؤل عاد سيد الموقف مع ردود الفعل العربية والغربية الرافضة لما يعرف بـ"صفقة القرن".
تفاؤلٌ ترجمته تصريحات وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في حوار خاص لـ"العين الإخبارية" بعد اجتماعين بارزين أحدهما لجامعة الدول العربية والآخر لمنظمة التعاون الإسلامي اللذين خرجا بالإجماع على رفض الخطة التي يعتبرها الفلسطينيون بأنها قوضت حقوقهم وتطلعاتهم بما في ذلك تقرير المصير والاستقلال.
في الحوار الذي أجراه مراسلنا في فلسطين، أشاد المالكي بالمواقف العربية والإسلامية والأفريقية والأوروبية التي صدرت حتى الآن بشأن خطة السلام، مشيرا إلى أنهم سيتوجهون إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بمشروع قرار بشأن "صفقة القرن".
كما كشف عن محاولات أمريكية باءت بالفشل للتواصل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل الإعلان عن الخطة، مفسرا ذلك بأن "الجانب الأمريكي أراد أن يستغل أي اتصال حتى لو كان فاشلا من أجل الادعاء بأن هناك علاقات واتصالات وتبادل الأفكار فيما يتعلق بالصفقة".
وفيما يلي نص الحوار الذي أجرته "العين الإخبارية" مع وزير الخارجية الفلسطيني:
العين الإخبارية: كنتم في جامعة الدول العربية ومن ثم منظمة التعاون الإسلامي، هل أنتم راضون عن المواقف التي استمعتم إليها؟
المالكي: نعم، أنا أقيمها بأنها مواقف ممتازة، كانت على مستوى المسؤولية والحدث، وهذا ما توقعناه من الدول العربية والإسلامية، رغم ادعاءات بعض الجهات الأمريكية بأن العرب سيُفشلون الفلسطينيين ولن يمرروا أي إدانة أو رفض للصفقة.
لقد خرج قرار جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري كما أردناه، نحن كدولة فلسطين ووزارة الخارجية هي التي صاغت مشروع القرار ولم يجر عليه أي تعديل، فتعليمات الرئيس محمود عباس كانت واضحة بأن هذا مشروع قرار فلسطيني ونحن جئنا إلى جامعة الدول العربية من أجل أن تتبنى الدول جمعاء مشروع القرار وأن تدعم موقفنا وهذا ما حصل.
وعندما ذهبنا إلى جدة في المملكة العربية السعودية نحن أيضا صغنا مشروع القرار الذي قدمناه. وهناك أيضا، لم تطلب أي دولة من الدول الـ57 أي تعديل أو حذف أو إضافة وتم تبنيه بالكامل، وهذا يعني أننا نحظى بدعم وتأييد الدول العربية والإسلامية في موقفنا الرافض لهذه الصفقة ورفض التعاطي معها، وبالتالي نستطيع أن نتحرك على مستويات أكبر.
العين الإخبارية: هل هناك أي خطة لتوسيع شبكة التضامن هذه مع الموقف الفلسطيني؟
المالكي: نعم، قررنا أن نوسع هذه الشبكة الضامنة والداعمة لنا، وبالتالي نحن نتحرك الآن باتجاه الاتحاد الأفريقي، وسيكون هناك أيضا مشروع قرار يتم تبنيه بخصوص القضية الفلسطينية وتحديدا فيما يتعلق بالصفقة الأمريكية الإسرائيلية ورفضها.
أيضا ستكون هناك اجتماعات على مستوى حركة عدم الانحياز ضمن إطار لجنة فلسطين على المستوى الوزاري وسيخرج موقف بالقوة نفسها.
هذا كله سيتم تتويجه بوصول الرئيس محمود عباس إلى نيويورك وخطابه أمام مجلس الأمن، لأن المستمع هناك سيكون مختلفا عن الذين شاركونا أو استمعوا إلينا في الجولات التي سبقت.
سيتحدث الرئيس عباس أمام المجتمع الدولي بكل موضوعية ووضوح عن أسباب رفض هذه الصفقة.
العين الإخبارية: ألا تتخوفون من الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن؟
المالكي: نحن نعلم بأن هناك "فيتو أمريكيا" في مجلس الأمن، ونعلم بأن كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جاريد كوشنير طلب اجتماعا سريعا مغلقا للمجلس يوم الخميس، كخطوة استباقية للتقليل من آثار ما نقوم به وما سينتج عن خطاب الرئيس محمود عباس المرتقب، فهو "كوشنير" يريد أن يقلل من الأضرار التي سوف تصيب إدارته ومصداقيتها على مستوى العالم، لكننا ندرك أن هذه القضايا مصيرية ولا يمكن التردد فيها.
وفي حال استخدام الفيتو سنذهب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت بند "متحدون من أجل السلام" أو لمجلس الأمن للمطالبة بجلسة استماع ومناقشة حول الصفقة، وهناك يتم فقط الاستماع إلى موقف الرئيس محمود عباس ومن ثم نرى ردود الدول الأعضاء.
من المهم بمكان أنه إذا قدمنا مشروع قرار إلى مجلس الأمن أم لم نقدم، فإن هذا لن يمنعنا من أن نتوجه للجمعية العامة للأمم المتحدة وهذا أكيد، لتقديم مشروع قرار نحظى من ورائه بالدعم المطلوب من قبل أغلبية الدول الأعضاء تحت بند "متحدون من أجل السلام".
العين الإخبارية: الاتحاد الأوروبي حذر من أنه لن يصمت على أي خطوات إسرائيلية لضم أراضٍ في الضفة الغربية، كيف تقيمون هذا الموقف؟
المالكي: لقد أصدر جوزيف بوريل، مسؤول السياسة والخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، بيانا قويا وواضحا، وهذا يعزز موقفنا ويجعلنا نذهب بشكل مريح إلى مجلس الأمن للمطالبة بموقف هناك.
بوريل أشار إلى نقطتين مهمتين، الأولى وهي أنه لا يمكن للاتحاد الأوروبي أن يقبل بأي حال من الأحوال أي تغيير على المبادئ التي اعتمدها التي على أساسها شكّل موقفه من الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي والقضية الفلسطينية، وأن أي مقترح أو خطة أو صفقة تتعارض معه لن يتم قبولها أو التعاطي معها.
والنقطة الثانية هي أنه في حال أقدمت إسرائيل على إجراءات من شأنها تغيير الوضع بما فيها إجراءات الضم كما يهدد نتنياهو قبل الانتخابات أو بعدها، فهذا سوف يعني أن الاتحاد الأوروبي لن يقف موقف المتفرج ولن يكتفي هذه المرة بإصدار بيانات إدانة أو رفض كما كان الحال سابقا وإنما سيذهب بعيدا في طبيعة ردود الفعل التي سوف يأخذها وهذا تطور وتحول مهم جدا في موقفه.
العين الإخبارية: كيف سيكون رد الفعل الفلسطيني في حال أقدم نتنياهو على ضم أجزاء من الضفة الغربية؟
المالكي: حتى هذه اللحظة لا نريد أن نحرف البوصلة والنقاش عن الصفقة الأمريكية، فهذه الصفقة هي محور النقاش الذي نتحرك ضده، ولكن بالتأكيد هناك إشارة واضحة للضم في خطة ترامب، الأمر الذي شجع نتنياهو على الحديث عن هكذا إجراءات.
حتى هذه اللحظة لم يتم اتخاذ مثل هذا الإجراء، وبالتالي نحن نركز على الصفقة كما جاءت بمضمونها وبما تحتويه، أما إذا اتخذت إسرائيل إجراءات مرتبطة بالضم فسيكون لكل حادث حديث.
العين الإخبارية: الإدارة الأمريكية حاولت التواصل مع الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية قبل الإعلان عن الصفقة، هل يمكن أن تضعنا في كواليس هذا الأمر؟
المالكي: الرئيس عباس أشار إلى أن الجانب الأمريكي كان يحاول استغلال أي اتصال حتى ولو كان فاشلا من أجل الادعاء بأن هناك علاقات واتصالات وتبادل الأفكار فيما يتعلق بالصفقة، لكننا عندما أفشلنا مثل هذه المحاولة لم يعد بإمكان الولايات المتحدة أن تدعي بأنها كانت على تواصل معنا أو أنها قد سلمتنا أفكارها أو خطتها أو صور عنها، وهذا ما أضعف خطتها بشكل كبير بحيث ظهرت للجميع بأنها صفقة أمريكية-إسرائيلية.
aXA6IDMuMTUuMjI1LjE3NyA=
جزيرة ام اند امز