من المعاناة إلى التألق.. 96 ساعة ترسم انتفاضة رياض محرز
عانى الجزائري رياض محرز لاعب مانشستر سيتي من تراجع في المستوى والأرقام وعدد مرات الظهور مع حامل لقب الدوري الإنجليزي خلال الموسم الحالي.
ولم يسجل رياض محرز، أفضل هدافي مانشستر سيتي الموسم الماضي،أي هدف ولم يرسل أي تمريرة حاسمة في أول 10 مباريات له مع السماوي هذا الموسم، لكن الأمر اختلف في آخر 96 ساعة، وتحديدا بين يومي الأربعاء والسبت الماضيين.
محرز، هداف مانشستر سيتي الموسم الماضي في كل البطولات بـ24 هدفا، نجح في كسر صيامه التهديفي هذا الموسم، يوم الأربعاء، عبر ركلة جزاء في مرمى كوبنهاجن الدنماركي، في ثالث جولات مجموعات دوري أبطال أوروبا، وصنع هدفاً آخر لجوليان ألفاريز ليكسر نحسه خلال الموسم الحالي.
وبعدها يوم السبت كافأ الإسباني بيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، نجمه الجزائري بمشاركة أساسية ثانية على التوالي ومنحه 70 دقيقة لعبا أمام ساوثهامبتون، لينجح في تسجيل هدفه الثاني هذا الموسم وهدفه الملعوب الأول وهدفه الأول في الدوري الإنجليزي.
وإذا كان محرز له دور في تراجع مستواه وأرقامه هذا الموسم من جانب، فإنه على الجانب الآخر يجب أن تكون هناك أسباب أخرى لهذا التراجع.
هالاند وأسباب تراجع رياض محرز
نشرت صحيفة "مانشستر إيفنينج نيوز" البريطانية في تقرير سابق لها أن تألق إيرلينج هالاند مع مانشستر سيتي هذا الموسم والمتمثل في تسجيله كما كبيرا من الأهداف في فترة وجيزة أخرج رياض محرز من الصورة تماماً.
وفي الوقت الذي سجل فيه هالاند 19 هدفاً في 12 مباراة، أقل فقط 4 أهداف من إجمالي أهداف محرز الموسم الماضي، لم يكن رياض سجل هدفه الأول في الموسم الحالي، مما جعل المقارنات توضع بين النجمين.
لكن الصحيفة الإنجليزية شددت في تحليلها على أن قلة أهداف محرز كان لها ارتباط وثيق بقلة فرص مشاركته والدقائق التي يحصل عليها.
وبحسب موقع "ترانسفير ماركت" العالمي فإن محرز لم يشارك مع مانشستر سيتي، قبل مباراتي كوبنهاجن وساوثهامبتون، إلا في 366 دقيقة، موزعة على 10 مباريات.
ورغم مشاركته، قبل لقاء ساوثهامبتون في 7 مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز فإن إجمالي الدقائق التي حصل عليها النجم الجزائري في البطولة لم يتجاوز 238 دقيقة.
ما الذي يفتقده رياض محرز؟
شهد الأسبوع الماضي تلميحات من قبل بيب جوارديولا إلى تراجع المستوى البدني لرياض محرز، رغم إشادة مدرب برشلونة الإسباني الأسبق بالنجم العربي.
وقال جوارديولا في تصريحات للصحفيين سبقت لقاء كوبنهاجن عن سر ابتعاد اللاعب الجزائري عن مستواه: "هو يعلم ما عليه فعله، أنا أعرف محرز بشكل ممتاز، وأريده أن يعود لأفضل مستوياته، نحتاجه أن يكون في أفضل حال شخصياً، ومن ناحية القدرة والجودة، ومن ناحية حبه للعبة وكيف يستمتع بها".
وأكمل: "الأمر يأتي بشكل تدريجي، وسوف يعود محرز، البداية من الجانب البدني، يجب أن يعود لأفضل حالة بدنية أولا".
واختتم جوارديولا حديثه عن الدولي الجزائري، قائلا: "أما فيما يخص بقية العناصر، فلا يمكنني أن أعلمه شيئا، فهو جيد جداً بما يكفي".
هل زوجة محرز أحد الأسباب؟
الحديث عن الجانب البدني لمحرز جعل البعض يربط بين تراجع مستوى اللاعب وزوجته تايلور وارد، صاحبة الحياة الصاخبة، تلك الحياة التي بات محرز جزءا منها وربما أثرت عليه.
وأصبح رياض محرز منذ نحو عام ونصف تقريبا نجما حقيقيا لمصوري "الباباراتزي"، حيث تحول للاعب كثير الظهور في السهرات رفقة لاعبي كرة القدم، في سيناريو لم يكن معتادا عليه عندما كان لاعبا في ليستر سيتي، وحتى مع بداية مشواره رفقة مانشستر سيتي.
واستعاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي ذكريات الصورة التي ظهر فيها محرز رفقة تايلور، حاملا لمشروب كحولي مع معاناته من زيادة في الوزن بشكل واضح.
ولم يكتف محرز بذلك، بل صنع الحدث منذ أسابيع مضت بانتقاله من إنجلترا إلى فرنسا من أجل المشاركة في أمسية باريسية رغم انطلاقة موسم فريقه بشكل رسمي على كل الأصعدة.
ويبدو جليا أن قائد منتخب الجزائر قد تأثر بنمط حياة زوجته وعائلتها المصنفة ضمن فئة النجوم لدى الصحافة الفنية البريطانية.
كيف عاد رياض محرز إلى مستواه؟
يبدو أن محرز لا يمتلك في الوقت الحالي الجسد المثالي وهو عنصر لم ينكره مدربه بيب جوارديولا بل إنه ذكره به في أفضل لحظات الجزائري هذا الموسم عقب مباراة ساوثهامبتون التي شهدت تسجيل الجزائري هدفه الملعوب الأول.
وقال جوارديولا في تصريحات بعد المباراة عن محرز: "مستواه يتحسن وقد نجح في تسجيل هدف مذهل وأهدر آخر لا يهدره في الطبيعي".
وأكمل: "بشكل تدريجي سيتحسن أداء محرز، هو ليس في افضل حالاته الآن لكنه يتحسن، بالتدريب كل يوم، حتى يكون لائقاً من كل الجوانب ويكون جسده غير ممتلئ، كل شيء بعدها سيعود".
ويبدو أن الدولي الجزائري قام بردة فعل بعد التصريحات السابقة للمدرب قبل لقاء كوبنهاجن أحدثت تغييرا في طريقة حديث جوارديولا عقب لقاء ساوثهامبتون.
وإذا كان المدرب الإسباني قد شدد على أن محرز لم يصل إلى أفضل حالاته حتى الآن، فهذه رسالة تحفيزية أكثر منها انتقادية، بالإضافة إلى أن المدرب يريد وصول نجم الموسم الماضي ومهندس التأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا الموسم قبل الماضي لأفضل حالاته الفنية مما سيعود على فريقه بالإيجاب.
وقد ظهر محرز نفسه في حالة نفسية مرتفعة للغاية في لقاء ساوثهامبتون على عكس ردة فعله عند التسجيل والصناعة في لقاء كوبنهاجن.
وتحدث رياض محرز عقب لقاء ساوثهامبتون قائلا: "تأخري عن التسجيل منذ بداية الموسم كان بالتأكيد أمرا ليس سعيدا لي، لكن الموضوع كان مسألة وقت، وقد سجلت هدفي الثاني بشكل عام والأول لي في البريميرليج هذا الموسم".
ويحاول الدولي الجزائري الخروج من أجواء التراجع بتصريحات تنهي الأمر بأنه ليس إلا مسألة وقت وسيعود لأفضل حالاته، لكن الجانب الخفي هو العمل البدني الذي يقوم به كي يظهر أفضل مواهبه.
بالإضافة إلى أن جوارديولا له دور كبير في القصة، فالاعتماد على محرز مرتين على التوالي بشكل أساسي آتى أكله بشكل فوري وقوي، وهو ما سيضع الضغط على مدرب بايرن ميونخ الألماني الأسبق لو قرر إعادة الجزائري لمقاعد البدلاء في المستقبل.
ويتوقف الأمر في النهاية على الكيفية التي سيكمل بها محرز الموسم وهل سيواصل هذا التوهج الذي حدث خلال آخر 96 ساعة أم سيعود للتراجع.