"بينا 48" روبوت يحاضر عن "فلسفة الأخلاق"
غذى مطورو "بينا 48" بالمعلومات اللازمة عن نظرية الحرب والفلسفة السياسية
في تجربة فريدة من نوعها، قدم الروبوت "بينا 48" محاضرات في مادة "فلسفة الأخلاق" ضمن دورتين متتاليتين في الأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت.
وأصبح "بينا 48" أول روبوت يكمل مساقاً تعليمياً في الأكاديمية قبل سنوات، ويستكمل اليوم «مشواره العلمي» في إلقاء المحاضرات في مادة صعبة تغطي موضوعات تحتاج إلى نقاش وجدال مع الطلبة مثل «نظرية الحرب العادلة»، و«المنطق الأخلاقي»، ومستقبل استخدامات الذكاء الاصطناعي.
وغذى المطورون الروبوت بالمعلومات اللازمة عن نظرية الحرب والفلسفة السياسية، إضافة إلى خطة الدرس لتحضيره للمساعدة في تدريس طلاب ويست بوينت. وحينما حان دوره ألقى محاضرته بالاعتماد على هذه المعلومات قبل أن يجيب عن أسئلة الطلاب الذين استمعوا باهتمام.
ووفقا لما أوردته صحيفة "الخليج" الإماراتية"، قال ويليام باري، أستاذ المادة في الأكاديمية :"ظن الطلاب قبل بدء المحاضرة أنها مزحة، لكنهم دهشوا حينما تمكن الروبوت من الإجابة عن جميع أسئلتهم. والأمر المثير للاهتمام أنهم لم يتوقفوا عن تدوين الملاحظات. وأضاف: صحيح أن الروبوت ذكر بعض المعلومات الجديرة بالتدوين، لكن نسقه كان أبطأ من نسق الطلاب. ويساعد مستقبلًا في تدريس التلاميذ في المستويات التعليمية الأقل. ونظراً لما يعانيه العالم من نقص في المدرسين اقترح البعض الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لملء الفراغ. ولا شك أن عمل «بينا» 48 لدى «ويست بوينت» سيمهد لمستقبل يحاضر فيه الذكاء الاصطناعي حول العالم في شتى التخصصات من الفلسفة إلى الطاقة".
أما المثير للاهتمام في تجربة «بينا 48» فكان عدم ارتباطه بشبكة الإنترنت خلال إلقاء المحاضرة، والإجابة عن أسئلة الطلبة وكان الهدف من ذلك قياس مدى كفاءته في «فهم» الأسئلة، والإجابة عنها من دون البحث عبر صفحات الإنترنت المتخصصة مثل «موسوعة ستانفورد السياسية»، أو غيرها من المواقع المعنية بتدريس العلوم العسكرية.