روبوتات وتقنيات وتطبيقات.. الذكاء الاصطناعي في خدمة ضيوف الرحمن

روبوتات وتطبيقات وتقنيات جديدة وظّفت عبرها السعودية الذكاء الاصطناعي لخدمة ضيوف الرحمن خلال موسم موسم حج 2023.

وبعد أن نجحت السعودية خلال الأعوام الثلاثة الماضية، التي شهدت قيودا على أعداد الحجاج بسبب جائحة كورونا،  في تسخير الذكاء الاصطناعي خلال مواسم الحج للحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن، شهد هذا العام التوسع في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للارتقاء بخدمة ضيوف الرحمن، مع عودة أعداد الحجاج لمستويات ما قبل جائحة كورونا، ووصولهم هذا العام إلى مليون و845 ألف حاج.

ونجحت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) بالتعاون مع وزارة الداخلية ممثلة في مديرية الأمن العام في تطوير تطبيقات ومنصات ذكية لمساندة قوات أمن الحج في تنفيذ مهامهم لإدارة وتنظيم الحشود في المشاعر المقدسة وأثناء أداء النسك في المسجد الحرام ومنشأة الجمرات.

بدورها واصلت رئاسة شؤون الحرمين توظيف الروبوتات للارتقاء بخدمة ضيوف الرحمن  وتهيئة الأجواء التعبدية والبيئة الإيمانية التي تمكن ضيوف الرحمن من أداء مناسكهم بسهولة ويسر.

أيضاً كان لوزارة النقل والخدمات اللوجستية النصيب الأكبر، من التقنيات التي يشهدها موسم الحج هذا العام للمرة الأولى، من خلال إطلاق تجربة الحافلات الترددية ذاتية القيادة، والسكوتر الكهربائي، واستخدام طلاء لتبريد طرق المشاة بالمشاعر المقدسة، واستخدام طائرات "الدرون" لفحص الطرق في المشاعر المقدسة، وتجربة "النظارات الافتراضية".

أيضا تم إتاحة العديد من التطبيقات على الهواتف الجوالة لضيوف الرحمن، تعينهم على أداء المناسك بسهولة ويسر.

أول أيام التشريق

توجه حجاج بيت الله الحرام اليوم الخميس ثاني أيام عيد الأضحى المبارك - أول أيام التشريق - إلى منشأة الجمرات بمشعر منى لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة، تأسيًا واتباعاً للرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام.

وخصصت مسارات متعددة لتوزيع الحشود على الأدوار المتعددة لمنشأة الجمرات لضمان انسيابية حركة الحجيج.

 إدارة الحشود.. منصة بصير

حركة حشود ضيوف الرحمن الانسيابية ذهاباً وإياباً بتلك الأعداد الضخمة نحو جسر الجمرات، أو عند طواف الإفاضة في المسجد الحرام، تبرز بشكل كبير نجاح السعودية في توظيف الذكاء الاصطناعي في إدارة الحشود.

وعزَّزت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) بالشراكة الاستراتيجية مع وزارة الداخلية، من دورها في خدمة ضيوف الرحمن هذا العام، وذلك بتجهيز بنية تحتية رقمية مزودة بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في مكة المكرمة والمنافذ المؤدية إليها والمشاعر المقدسة؛ من أجل تأمين حركة وسلامة الحجاج في أثناء تنقلهم ما بين المسجد الحرام والمشاعر المقدسة لأداء نُسك الحج خلال عام 1444هـ.

 ومن أبرز خدماتها في هذا الصدد منصة "بصير"، إحدى أحدث المبادرات التقنية التي أطلقتها "سدايا" بالشراكة مع وزارة الداخلية، ممثلة في الأمن العام، لتقديم حلول قائمة على خوارزميات في الذكاء الاصطناعي منها دعم جهود الجهات الحكومية في الحج وإدارة الحشود.

 وتقدم منصة "بصير" خدمة تنظيم وإدارة الحشود بالتعاون مع الأمن العام، بحيث يمكن حصر أعداد الحجاج الداخلين إلى المسجد الحرام، وعند صحن الطواف، وساحات الحرم، والتعرف على سلوك الحجاج والمعتمرين؛ بهدف إدارة السعة الاستيعابية للحرم وتوزيع المصلين بشكل فعال.

 كما تشمل خدماتها تقديم خوارزمية تحصر أعداد الحجاج بسرعة فائقة ودقة عالية؛ لتسهيل إدارة وتنظيم حركتهم في المشاعر المقدسة ومنع الازدحام والتدافع؛ لتساعد الجهات المختصة في اتخاذ الإجراءات المناسبة في حال وقوع أي ازدحام قد يتسبب في أي تعطيل لحركة الحجاج أو حدوث كثافة عالية في أي منطقة بالمشاعر المقدسة والعمل على معالجة ذلك بتوجيه الحجاج إلى مناطق أقل ازدحامًا، ناهيك عن قدرة هذه التقنيات في إيجاد المفقودين في وقت قياسي وسط آلاف الحجاج.

يساعد على نجاح تلك التقنيات اعتمادها على بنية تحتية ذكية، حيث تم تم بناء شبكة ذكية يرتبط بها 250 جهازاً شبكياً و1500 كاميرا تحليل ذكي تم تجهيزها في 25 موقعاً لتنظيم وإدارة الطرق وحركة الحجاج بما يسهم في رحلة ميسرة.

وإضافة إلى منصة "بصير"، التي تعد إحدى أهم المنصات في مركز القيادة والسيطرة لأمن الحج، هناك منصة "سواهر"، التي تضم عدداً من الكاميرات للبحث عن المفقودين والتائهين، كذلك هناك منصة "الأمن العام" للتحليلات المتقدمة.

خدمة بنان.. هويّات الحجاج عبر سماتهم الحيوية

أيضاً من أبرز الخدمات المعتمدة على البيانات والذكاء الاصطناعي التي تقدمها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا"  هذا العام، خدمة التحقق "بنان" وهي عبارة عن جهاز متنقل يُتيح للجهات العاملة في الميدان معرفة هويّات الحجاج عبر سماتهم الحيوية من أجل تمكين أتمتة إجراءات إدارة عمليات التحقق الآلي للحشود في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة، علاوة على التحقق من سجلات السفر والحج، وصلاحية التصاريح، بغية تعزيز تجربة ميسرة وآمنة لضيوف الرحمن خلال تأديتهم مناسك الحج.

ربوتات المسجد الحرام

أيضاً في إطار تنفيذ الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي خطتها التشغيلية لموسم حج هذا العام ١٤٤٤هـ، والتي تعد أكبر خطة في تاريخ الرئاسة، تم تسخير التقنيات الحديثة والرقمية والذكاء الاصطناعي في خدمة ضيوف الرحمن وقاصدي المسجد الحرام.

وأوضح مدير إدارة الروبوتات الذكية عدنان المنعمي أن الرئاسة استحدثت عدداً من المنصات والخدمات الرقمية والروبوتات التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر منظومة عمل ذكية لا تحتاج لأي تدخل بشري، منها الروبوت التقني وروبوتات توجيهية تعمل على توجيه الزوار والمعتمرين بكيفية أداء المناسك، وكذلك تقدم خدمة الإفتاء والإجابة على السائلين والتواصل مع المفتين بالمسجد الحرام عن بعد.

ولفت إلى أن التقنيات الحديثة والمنصات الإلكترونية والتطبيقات الرقمية ووسائل الذكاء الاصطناعي تساعد في تنفيذ الخطة التشغيلية وتلبية رغبات قاصدي المسجد الحرام عند أداء مناسكهم عبر الوصول للخدمات بكل يسر وسهولة.

من جانبه، بيّن مدير عام الإدارة العامة للذكاء الاصطناعي فيصل المنعمي أن منظومة الروبوتات الذكية تهدف إلى إثراء التجربة الرقمية الدينية في الحرمين الشريفين وتجويدها بما يساهم في تكامل منظومة الخدمات الرقمية لهما، وتيسير تقديم الإرشاد والوعظ الديني، وإتاحة إمكانية التواصل المباشر مع أهل العلم والاختصاص الشرعي بكل يسر وسهولة.

وتحقيقاً للاستفادة الكبرى من التقنية الحديثة والذكاء الاصطناعي قامت إدارة شؤون إرشاد السائلين بتوفير جهاز الروبوت التوجيهي للحجاج في المداخل الرئيسية من صحن المطاف، ويدعم الروبوت ١١ لغة وهي: العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الروسية، الفارسية، التركية، الملاوية، الأوردو، الصينية، البنغالية، الهوسا.

وزارة النقل.. تقنيات بالجملة لأول مرة

على صعيد التقنيات الجديدة، بدأت الهيئة العامة للنقل، لأول مرة في موسم حج هذا العام، تجربة الحافلات الترددية ذاتية القيادة، لخدمة ضيوف الرحمن.

وتستخدم الحافلات ذاتية القيادة، تقنيات الذكاء الاصطناعي والكاميرات والحساسات المحيطة بها للقيادة دون تدخل بشري، ضمن مسار محدد، حيث تقوم بجمع المعلومات خلال الحركة وتحليلها لاتخاذ القرارات اللازمة؛ بهدف تحسين تجربة الركاب وضمان السلامة الحيوية، وتتسع الحافلة الواحدة لـ11 مقعداً، وتسير 6 ساعات في الشحنة الواحدة، وتصل سرعتها إلى 30 كم في الساعة.

كما وفرت الهيئة العامة للنقل أكثر من 1000 سكوتر بفئات مختلفة ومنها الفئة رباعية العجلات، وثلاثية العجلات، وثنائية العجلات، لخدمة كبار السن من الحجاج وذوي الإعاقة، في مسار الخدمة المخصص من منشأة الجمرات باتجاه الحرم، ذهاباً وإياباً.

أيضاً شهد حج هذا العام استخدام تقنية طلاء الأسطح الإسفلتية لطرق ومسالك المشاعر المقدسة بهدف خفض درجة حرارة السطح بحوالي ٣٠ درجة مئوية؛ وتبريد المناخ للدرجات المعتدلة في طرق المشاة.

كما شهد حج هذا العام لأول مرة استخدام طائرات "الدرون" لفحص وتقييم شبكة الطرق في المشاعر المقدسة، بهدف التأكد من سلامة وجودة الطرق المؤدية للمشاعر المقدسة، أيضا تم تجربة "النظارة الافتراضية" بتقنية الواقع المعزز، التي تُفعل لأول مرة في موسم حج هذا العام 1444 هـ.

وتُستخدم هذه التقنية في متابعة امتثال أنشطة النقل للاشتراطات والأنظمة، حرصاً على توفير تقنيات حديثة مبتكرة لخدمة ضيوف الرحمن، وتسهيل تنقلاتهم.

تطبيقات

وضمن جهودها لرقمنة وتعزيز التطبيقات الحديثة، وفرت مختلف الجهات المعنية بخدمة ضيوف الرحمن، تطبيقات لخدمة ضيوف الرحمن، ومن أبرز تلك التطبيقات:

تنقل: يقدم خطة العربات الكهربائية لأداء مناسك الطواف والسعي في المسجد الحرام.

إحسان: يتيح توكيل ذبح الأضاحي والهدية والفدية والصدقة وتوزيعها على مستحقيها.

نسك: يمكِّن من تنظيم وتخطيط جميع تفاصيل رحلة الحج والعمرة بيسر وسهولة.

تروية: يمكن من خلاله معرفة نقاط توزيع ماء زمزم واستعراض خريطة المشاعر المقدسة ومتوفر بـ7 لغات.

زائرون: يتيح للزائر مجموعة من الخدمات مثل طلب عربة إسعاف وماء زمزم.

توكلنا خدمات: يحتوي على 241 خدمة بـ7 لغات.

رشد: يشمل مجموعة من الخدمات الإلكترونية مثل اتجاه القبلة والمصحف وأوقات الصلاة.

أسعفني: يمكن من خلاله تقديم البلاغات وطلب المساعدة في حالات الطوارئ.

غزال: يسهل وصول الخدمات الصحية لأكبر عدد من الحجاج.

خطبة عرفة: ترجمة خطبة عرفة والاستماع إليها باللغة المطلوبة.

مصحف الحرمين: يعرض النسخة المعتمدة من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.