فيلم أنا لحبيبي.. "مغامرة" تعيد الرومانسية إلى السينما المصرية (خاص)
وسط حالة من الترقب، انطلق عرض الفيلم المصري "أنا لحبيبي" بدور العرض، إذ اعتبر فريق من صناع السينما طرح فيلم رومانسي، وسط موجة الأكشن والكوميديا مغامرة محفوفة بالمخاطر.
فيلم "أنا لحبيبي" بدأ عرضه التجاري في أول فبراير/شباط الجاري، وبعد أسبوعين، حقق إيرادات قيمتها 6 ملايين جنيه، ويشارك في بطولته كريم فهمي، وياسمين رئيس، وسوسن بدر، ومحمد الشرنوبي، وبيومي فؤاد، ومحسن محيي الدين، والعمل من تأليف محمود زهران، وإخراج هادي الباجوري.
وتدور أحداث الفيلم في قالب من الرومانسية والدراما، حول كاتب روائي يدعى "شادي" يتعرف على فتاة جميلة اسمها "ليلى" بالصدفة أثناء استقلالهما القطار معا.
وبعد تجاذب أطراف الحديث تنشأ بينهما قصة حب، لكن والدة "ليلي" ترفض زواجهما وتسعى لإفساد الوضع بينهما بكل ما تمتلك من قوة، ويفشل الجميع في الوقوف أمامها ولا تكتمل قصة الحب بين شادي وليلى.
تصدر اسم الفيلم مواقع التواصل الاجتماعي، طوال الأيام الماضية، لأنه يعيد الطابع الرومانسي للسينما المصرية، ونجحت التجربة في المنافسة في موسم منتصف العام السينمائي، الذي سيطرت عليه الأفلام الكوميدية، مثل فيلم "نبيل الجميل إخصائي تجميل" بطولة محمد هنيدي، وفيلم "أخي فوق الشجرة" بطولة رامز جلال، وفيلم "اتنين للإيجار" الذي يجمع بين محمد ثروت والفنان بيومي فؤاد.
ويتحدث الناقد والمنتج الفني حسين نوح عن فيلم "أنا لحبيبي" قائلا: "في البداية يجب توجيه الشكر لصناع هذا الفيلم، لأنهم يبحثون عن التغيير، ولديهم رغبة في تقديم شيء مختلف، عندما شاهدت فيلم أنا لحبيبي تذكرت الفيلم العاطفي الأمريكي (قصة حب) إنتاج عام 1970، وبطولة ريان أونيل، وتومي لي جونز، وآلي ماكغرو، فهناك تشابه كبير بين العملين، كلاهما يدور في قالب رومانسي، وأحداثه دافئة".
ويستكمل حسين نوح حديثه لـ"العين الإخبارية": "في تصوري تم صناعة الفيلم بحرفية شديدة، صاغ الكاتب محمود زهران السيناريو بشكل جيد، وقدم المخرج هادي الباجوري التجربة بصورة رائعة، وأرى أن توقيت عرض الفيلم مناسب، لأن قطاعا عريضا من الجمهور يريد الهروب من صخب الأخبار السيئة مثل الزلزال، والحرب الروسية، إلى قصة رومانسية تعيد له السلام النفسي، لعبت ياسمين رئيس الشخصية بمهارة، وتوحد كريم فهمي مع شخصية الروائي الفنان بشكل مبهر، ويجب هنا أيضا الإشادة بدور الفنانة سوسن بدر التي لعبت شخصية محامية بارزة وأم الفتاة التي وقعت في أسر الحب، قدمت شخصية المرأة القوية، والتي ترفض الاعتراف بالمشاعر".
وواصل نوح حديثه قائلا: "مثل هذه التجارب الرومانسية تعد مغامرة في الوقت الحالي، ولا يتحمس لها إلا شركة إنتاج جريئة، فوسط سيطرة موجة الأكشن، والكوميديا، وضجيج نشرات الأخبار، قدمت جهة الإنتاج فيلما رومانسيا يحمل كل مواصفات الجودة، من ناحية أداء النجوم والمونتاج وحركة الكاميرا، والرمزية التي سيطرت على أغلب مشاهده مثل القطار، الذي كان مكان لقاء الحبيبين الأول".
وعلق الناقد نادر ناشد على الموضوع قائلا: "أنا مؤمن بأن العمل الجيد يفرض نفسه، مهما كانت الظروف والمعطيات، صحيح أن الكوميديا والأكشن هما سمة هذا العصر، لكن وجود تجربة رومانسية مصنوعة بشكل جيد، يستطيع أن يغير مزاج السينما".
وأضاف: "في التسعينيات ظهر محمد هنيدي بفيلم يحمل اسم (إسماعيلية رايح جاي) وحقق العمل نجاحا كبيرا وقت عرضه، وبعدها انطلقت سينما الشباب، وظهرت أعمال كوميدية مهمة، وأتصور أن فيلم (أنا لحبيبي) سيكون بمثابة نقطة انطلاق لعودة رومانسية الستينيات".
وتابع نادر ناشد حديثه: "نجاح الأعمال الرومانسية يتوقف على عوامل كثيرة لكن أهمها في تصوري حرفية الكتابة، وأقصد أن تكون القصة ملامسة للواقع، ومكتوبة بأسلوب يخاطب المشاعر، لمست في تجربة فيلم (أنا لحبيبي) ذكاء صناعه في الكتابة، وحرصهم على تقديم فيلم يستقطب الشباب، ولفت انتباهي اسم الفيلم فهو اسم أغنية للفنانة اللبنانية الكبيرة فيروز، التي تمت الاستعانة بصوتها في أكثر من موضع، باعتبارها جارة القمر وملهمة العاشقين".
aXA6IDMuMTQyLjE3MS4xMDAg
جزيرة ام اند امز