"بين روما ومكة" كتاب يعرض علاقة الإسلام بالفاتيكان
الكتاب يضم بين طيّاته خلاصة علاقة المؤلف الممتدة مع الفاتيكان والتي تزيد على 20 عاماً، ما جعله على تماس مباشر مع هذا العالم وشخصياته
ناقش نادي "كلمة" للترجمة في دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي كتاب "بين روما ومكة.. البابوات والإسلام" من تأليف هاينتس يواكيم فيشر، بالتزامن مع زيارة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 3 حتى 5 فبراير/ شباط الجاري.
- إنفوجراف.. متاحف الفاتيكان.. فنون وآثار تستحضر التاريخ
الكتاب صادر عن مشروع "كلمة للترجمة" ونقله إلى العربية الدكتور سامي أبويحيى وفؤاد إسماعيل، وكتب مقدمته الدكتور خليل الشيخ، أستاذ الأدب المقارن في جامعة اليرموك في الأردن.
ويضم الكتاب بين طيّاته خلاصة علاقة المؤلف الممتدة مع الفاتيكان والتي تزيد على 20 عاماً، ما جعله على تماس مباشر مع هذا العالم وشخصياته، فقد رافق البابا السابق بندكت الـ16 في جميع رحلاته إلى العالم الإسلامي، فأهمية كتاب فيشر تكمن في أنه يُطلع القارئ العربي على المنظور التاريخي للعلاقة بين المسيحية والإسلام من وجهة نظر صحفي وثيق الصلة بالفاتيكان.
وجاءت فكرة الكتاب بعد المحاضرة، التي ألقاها البابا بندكت الـ16 في جامعة "ريجنسبورج" بتاريخ 12 سبتمبر/ أيلول 2006 بعنوان "الإيمان والعقل والجامعة"، التي أثارت ردود فعل غاضبة في العالم الإسلامي لما احتوته من انتقادات حادة للإسلام، وقد شكّلت حافزًا للمؤلف ليقرأ العلاقة بين الكاثوليكية المسيحية والإسلام من منظور تاريخي مقارن.
يتكون الكتاب من 4 أبواب تشرح في مجموعها أبعاد العلاقة بين الطرفين قديمًا وحديثًا، ففي الباب الأول يجري فيشر مقارنة بين رابطة العالم الإسلامي والفاتيكان، ويتحدث في الباب نفسه عن الحروب الصليبية وحصار العثمانيين لمدينة فيينا.
أما في الباب الثاني فيتحدث الكتاب عن البابوات المعاصرين وموقفهم من الإسلام، فيتوقف عند قرار المجمع الفاتيكاني الثاني بين عامي (1962-1965) الذي أسس لعلاقة طيبة مع العالم الإسلامي، ويتحدث فيه عن رؤية البابا السابق للإسلام وحواراته مع المسلمين.
أما الباب الثالث فقد خصصه فيشر للبابا السابق بندكت الـ16، فأوضح تكوينه العلمي والأكاديمي وتدريسه في العديد من الجامعات الألمانية ورؤيته للعلاقة بين الإيمان والعلم والعقل، موردًا نص محاضرته الشهيرة وحواشيها وخلفياتها وصداها والأجواء التي رافقتها في ألمانيا والردود عليها.
يتوقف الكتاب بعد ذلك عند الرسالة التي بعثها 138 شخصية من العالم الإسلامي إلى البابا بندكت الـ16 تحت عنوان "كلمة سواء" ويبين ما تتحلى به الكلمة من هدوء وعقلانية.
ويخصص فيشر الباب الرابع للحديث عن مواقف بعض البابوات من الحروب الصليبية، مشيرًا إلى وطأة هذا الموروث الثقيل بوصفه عائقًا للحوار، ليتوقف في الختام عند مفكري عصر التنوير في الغرب مثل سبينوزا.
الكتاب استعراض تفصيلي لسياسة الفاتيكان تجاه الإسلام في القرنين الـ20 والـ21 ويسعى لأن يكون نقديًا وتحليليًا باحثًا عن قيم مشتركة تقوم على الاحترام المتبادل والتخلي عن العنف.
مؤلف الكتاب هو هاينتس يواكيم فيشر، حاز شهادة الدكتوراه عام 1973 في فلسفة الأديان من جامعة ميونيخ، ويعمل منذ عام 1978 مراسلاً لصحيفة "فرانكفورتر الجماينة" في إيطاليا والفاتيكان، ويعد مراسلاً صحفيًا وثيق الصلة بعالم البابوات وشؤون الفاتيكان، وله كتابان - قبل "بين روما ومكة"- واحد عن البابا الراحل يوحنا بولس الـ6 سنة 1998 والآخر عن البابا السابق بينيدكت الـ16 سنة 2005، وقد نشر سلسلة "مكتبة الأدب المحظور" والتي تتضمن الكتب التي سبق أن أدرجها الفاتيكان ضمن قائمة الممنوعات.