كاترين العظيمة.. تعرف على إمبراطورة روسيا الأطول عهدا في التاريخ
تعتبر كاترين الثانية، التي تولت عرش روسيا في الفترة من 1762 إلى 1796، أحد أشهر الأمثلة التاريخية لامرأة تتولى السلطة وهي من أطول النساء الحاكمات عهدا.
ولدت صوفيا أغسطس فريدريكا التي لقبت لاحقا بـ"كاترين العظيمة"، في 2 مايو/أيار عام 1729، بمكان يسمى شتيتين كان جزءا من بروسيا في هذا الوقت، وحاليا هو جزء من شمال غرب بولندا.
وفي عام 1744، استدعت إليزابيث إمبراطورة روسيا صوفيا ذات الـ14 عاما إلى روسيا لتتزوج من الرجل الذي سيصبح الإمبراطور بيتر الثالث، وأعادت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية تعميد كاترين.
كاترين العظيمة
وكان زواج كاترين وبيتر الثالث يواجه صعوبات وعلى الأرجح سينتهي منذ البداية، لذا أمضت الكثير من الوقت بمفردها؛ حيث أخذت الإمبراطورة إليزابيث ابنهما، بول الأول، لتربيه.
وكانت هذه الفترة بمثابة تجربة لتشكيلها كقائدة، بحسب ما قالته فيرجينيا راوندينغ، مؤلفة "كاترين العظيمة" والمستشارة التاريخية للمسلسل الذي عرض عام 2019 عن حياتها.
وأضافت راوندينغ: "عندما كانت دوقة كبرى، في زواج غير ناجح، وليس لديها شيء لتفعله ما عدا إرضاء الإمبراطوية والابتعاد عن المشاكل، أمضت كثيرا من الوقت في القراءة".
وأصبحت كاترين على دراية جيدة بالفلسفة الفرنسية واللغة الروسية، وكل ما يتعلق بفن الحكم.
وأضافت راوندينغ: "دربت نفسها. التعلم والبدء في تكوين فكرة أنه يمكنها أن تفعل ما هو أفضل من زوجها".
وصل بيتر الثالث للعرش في يناير/كانون الثاني عام 1762 بعد وفاة الإمبراطورة إليزابيث، لكنه لم يحظ بشعبية كبيرة ودام حكمه ستة أشهر فقط قبل أن يطيح به الحرس الإمبراطوري في 28 يونيو/حزيران عام 1762.
وكانت كاترين وراء الانقلاب بقيادة الضابط جريجوري أورلوف، لأنها خشت على سلامتها الشخصية، وأن زوجها قد يطلقها، ويسجنها ويأمر بإعدامها.
وأجبر أورلوف بيتر الثالث على توقيع وثيقة تنازل، ولم تواجه كاترين أي اعتراضات كبرى لمطالبتها بخلافته.
وخنق بيتر الثالث حتى الموت في 17 يوليو/تموز خلال قتال بسبب هذا الانقلاب.
الوضع السياسي
وخلال الفترة التي أمضتها على العرش، أشرفت كاترين العظيمة على توسع الإمبراطورية الروسية، بالإضافة إلى الصراعات التي اقترنت بالسيطرة على أراض جديدة.
وفي مقدمة تلك الصراعات الحرب الروسية التركية من عام 1768 إلى 1774، كما ضمت القرم، التي لا يزال وضعها مشحونا سياسيا حتى يومنا هذا، بحسب "تايم" الأمريكية.
وقالت راوندينغ: "بنت على إرث بيتر العظيم، الذي أسس سان بطرسبرغ (عام 1703) وبدأت عملية دمج روسيا في أوروبا وباقي العالم، ونقلتها إلى مستوى آخر استراتيجيا، حيث يمكن (لروسيا) المنافسة مع القوى العظمى في أوروبا".
وطبقًا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، بدأت كاترين إصلاحات سياسية واجتماعية، لكن أصبحت محافظة أكثر مع تقدمها بالعمر.
وعام 1767، عقدت اللجنة التشريعية لتدوين القوانين الروسية، وفي غضون ذلك عملت على تحديث الحياة الروسية.
وقدمت للجنة "ناكاز" (أو "الإرشادات")، وهي وثيقة ليبرالية لافتة عرضت رؤية الإمبراطوية عن الحكومة المثالية.
ولم تسفر اللجنة عن نتائج مرجوة، ومثل اندلاع الحرب ضد الإمبراطورية العثمانية عام 1768 فرصة جيدة لحلها.
وشهد حكم كاترين ثورات مختلفة، كان أخطرها "ثورة بوجاتشيف" بين 1774-1775، التي حازت على دعم كبير في الأراضي الغربية لروسيا حتى قضى عليها الجيش الروسي.
وأدركت كاترين اعتمادها الكبير على النبلاء للسيطرة على البلاد، وحرضت على سلسلة من الإصلاحات لمنحهم سيطرة أكبر على الأراضي.
وبموجب "ميثاق النبلاء" لعام 1785، حصلوا على امتيازات مختلفة.
وتوفيت كاترين في سان بطرسبرج في 17 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1796، وخلفها ابنها بول.
aXA6IDMuMTIuMTQ4LjE4MCA= جزيرة ام اند امز