تفجير جسر القرم.. السبب والتداعيات وخطط أوكرانيا وروسيا
تحت جنح الظلام، وقع تفجير قوي تقف خلفه كييف، على جسر رئيسي يربط شبه جزيرة القرم بشبكة النقل الروسية، في ضربة لطرق الإمداد.
وفي بيان نشر عبر "تلجرام"، قالت اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب: "اليوم في الساعة 6,07 صباحا (3,07 توقيت جرينتش) انفجرت سيارة مفخخة في مسار السيارات على جسر القرم، ما أسفر عن اندلاع حريق في سبع قاطرات صهاريج على خط السكك الحديدية على نفس الجسر".
ونشر خبراء في الشؤون الروسية ونشطاء على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، صورا ومقاطع فيديو لتفجير مروع ضرب جسر القرم قبل شروق الشمس، وأدى لأضرار كبيرة في الجسر، وتحطم أحد أجزائه.
وأيدت وسائل الإعلام الأوكرانية سيناريو التفجير، وأكدت وقوعه في حوالي الساعة السادسة صباحا (0300 توقيت جرينتش).
وبعد التفجير، جرى تعليق حركة مرور السيارات والقطارات على جسر القرم الذي تم افتتاحه في 2018، ويربط شبه جزيرة القرم وشبكة النقل الروسية.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، افتتح هذا الجسر في عام 2018، أي بعد 4 سنوات من ضم روسيا شبه جزيرة القرم بشكل منفرد لم يحظ باعتراف دولي، ما أدى إلى فرض عقوبات على موسكو.
ولم تكن شبه القرم الأخيرة، إذ أعلنت موسكو الشهر الماضي، ضم 4 مناطق أوكرانية، هي دونيتسك ولوجانسك وزابوريجيا وخيرسون، إثر استفتاءات تقول أوكرانيا والدول الغربية إنها أجريت تحت تهديد السلاح.
"البداية"
وتعليقا على التفجير، قال مستشار الرئيس الأوكراني، ميخائيل بودولاك على "تويتر"، "تفجير جسر كيرتش في شبه جزيرة القرم هو البداية ويجب تدمير كل ما هو غير قانوني".
وتابع "يجب تدمير كل شيء غير قانوني، ويجب إعادة كل شيء مسروق إلى أوكرانيا، ويجب طرد روسيا من كل ما تحتله".
فيما أعلنت الرئاسة الروسية "الكرملين" في بيان نقلته مواقع إخبارية روسية، إنه "لا يوجد توقيت محدد حتى الآن لإصلاح جسر كيرتش في شبه جزيرة القرم".
ورغم التصريحات المتبادلة بين الطرفين، فإن الحديث عن التفجير والتدمير الجزئي لجسر القرم، يقود إلى حديث آخر عن سبب وتداعيات التفجير ودوره في الهجوم الأوكراني المضاد الحالي ضد القوات الروسية.
"لكمة"
وفي هذا الإطار، يقوم ميك راين، الخبير الاستراتيجي والجنرال السابق بالجيش الإسترالي، "من السابق لأوانه التأكد من طريقة الهجوم ومدى تداعياته على جسر كيرتش، لكنه بالتأكيد لكمة على وجه بوتين في عيد ميلاده".
وتابع في سلسلة تغريدات على حسابه بموقع "تويتر" تابعتها "العين الإخبارية"، "يتطلب تدمير جسر مثل هذا الكثير من المتفجرات، وخطة جيدة. بصفتي خبيرًا في المتفجرات، أصعب الجسور هي الخرسانة المسلحة مثل تلك المستخدمة في جسر القرم".
وأضاف "كمية التفجيرات المطلوبة لمثل هذه العملية كبيرة للغاية، لكن استخدام عدد قليل من المركبات "المفخخة" أو القنابل يمكن أن يكون حاسم إذا تم تفجيرها عند المناطق الصحيحة على امتداد الجسر".
خطة أكبر أم خداع؟
وحول سبب الهجوم على الجسر في هذا التوقيت، أوضح الخبير الاسترالي "أثبت الأوكرانيون قدرة ممتازة في تصميم وصياغة العمليات قبل تنفيذها، لذلك، قد تكون خطوة التفجير جزءًا من خطة أكبر لاستعادة شبه جزيرة القرم على المدى القصير، أو جزءًا من عملية خداع لصرف انتباه روسيا عن مناطق أخرى" يجري التحضير لهجوم عليها.
ومضى موضحا "وفي كلتا الحالتين، فإن التفجير يمثل مشكلة كبيرة للروس.. لن تتوقف خطوط الإمداد الروسية إلى شبه جزيرة القرم (توجد قوارب والطريق عبر ميليتوبول)، لكن التفجير يجعل الاحتفاظ بمنطقة ميليتوبول "جنوب" الأوكرانية أكثر أهمية بالنسبة للروس".
راين قال أيضا إن الرغبة في الاحتفاظ بميليتوبول، قد تدفع باتجاه عمليات إعادة انتشار روسية في الجنوب الأوكراني، والتي ستكشف عن نقاط ضعف في خطوط الدفاع الروسية في مناطق أخرى.
وأخيرا، وصف الخبير الاستراتيجي تفجير جسر القرم بأنه "عملية ذات تأثير كبير ومربحة لأوكرانيا.. هي رسالة للروس وبقية العالم بأن الجيش الروسي لا يستطيع حماية أي من المقاطعات التي ضمها مؤخرًا".
"ميليتوبول"
أما روب لي، الخبير في الشؤون الروسية، فكتب على حسابه عبر "تويتر"، إن التفجير يجعل الحفاظ على منطقة ميليتوبول ذا أهمية استراتيجية بالغة بالنسبة لروسيا، إذ تعد المنطقة أكثر أهمية الآن في مسار نقل المعدات والإمدادات لشبه جزيرة القرم.
لكنه توقع أن يكون التفجير تمهيد لهجوم أوكراني مضاد على منطقة زاباروجيا "جنوب" التي ضمتها روسيا مؤخرا، وتبتعد 126 كيلومترا فقط عن ميليتوبول، في إطار خطة أوكرانية لتطوير هجومها على القوات الروسية في الجنوب.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTkuNjcg جزيرة ام اند امز