حراك وانتقادات.. حزب مقرب من روسيا بقلب الجدل في ألمانيا
أثار تحالف سياسي يستعد لإعلان نفسه حزبا، حالة من الجدل في ألمانيا، في ظل مواقف مؤسسته، سارا فاجنكنشت التي توصف بـ«القريبة من روسيا».
وهاجم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي فريدريش ميرز بشدة سارا فاجنكنشت وحزبها، الخميس، قائلا: "لا أحد يحتاج إلى هذا المزيج من الاشتراكية والقومية في هذا البلد".
وأضاف ميرز: “هناك مجموعة واسعة من العروض السياسية بين الأحزاب القائمة، بما في ذلك نحن.. لا توجد فجوة سياسية في البلاد للحزب الجديد".
وقال زعيم الاتحاد المسيحي متصدر استطلاعات الرأي بنحو 30% من نوايا التصويت: "علينا أن نتأكد في الوسط السياسي في هذا البلد من أن التطرف لن يصبح أقوى".
وكانت سارا فاجنكنشت انسحبت من حزب "دي لينكه" اليساري المتطرف مع تسعة نواب آخرين في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث من المقرر أن تؤسس حزبها الخاص في الثامن من يناير/كانون الثاني. وتعرف المجموعة حاليا باسم "تحالف سارا فاجنكنشت"، حتى اختيار اسم رسمي.
وأعدت فاغنكنيشت لهذا الأمر منذ أشهر، وأكملت أمس الإثنين، أهم خطوة في هذا الطريق، عبر انسحابها و9 نواب موالين لها، بينهم زعيمة الكتلة البرلمانية لحزب اليسار النائبة أميرة محمد علي (من أصول مصرية)، من حزب اليسار، وريث الحزب الشيوعي في ألمانيا الشرقية.
وتتولى أميرة محمد علي رئاسة الجمعية التي أعلنت فاغنكنيشت تأسيسها، وسينبثق الحزب الجديد عنها، فيما ستشغل الأخيرة عضوية مجلس إدارة الجمعية.
لكن اللافت أن الحزب المنتظر سيجمع بين مواقف من أقصى اليسار مع تلك من أقصى اليمين، بمعنى أنه يدعو لإعادة توزيع الثروة وإصلاح النظام الاقتصادي الذي يفيد فقط الأغنياء، لكنه في نفس الوقت سيدعو لوضع حد لتدفق اللاجئين.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه في ظل أزمة تكلفة المعيشة، والحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط، وتصاعد السخط من ائتلاف يسار الوسط بزعامة المستشار أولاف شولتز، يمكن أن يفوز "تحالف سارة فاغنكنيشت" بما يصل إلى 20% من التصويت الوطني.
من جانب آخر، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الحركة السياسية الجديدة في ألمانيا، بقيادة الزعيمة اليسارية المتشددة، سارا فاجنكنشت، ستخوض في العام المقبل ثلاث جولات انتخابية متتالية على مستوى الولايات، بحسب ما قالته رئيسة الحركة في وقت سابق.
من جانبها، قالت أميرة محمد علي، رئيسة التحالف، إن الاستطلاعات الأولية تشير إلى أنه من الممكن أن يبلي الحزب بلاء حسنا في الانتخابات المقررة في العام المقبل بولايات ساكسونيا وتورينجيا وبراندنبورج.
وقالت أميرة خلال زيارة لدائرتها الانتخابية في أولدنبورج: "لكن من أجل تحقيق ذلك، نحتاج إلى تأسيس جمعيات بالولايات، وإلى أن يكون لدينا قائمة قوية من المرشحين، وأن نكون قادرين على تمويل حملة انتخابية جيدة"، مضيفة أنه من غير المؤكد ما إذا كان هذا سينجح في جميع الولايات الثلاث.
وتأمل فاجنكنشت في جذب الناخبين من حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف الذي يتوقع الكثيرون أن يبلي بلاء حسنا في انتخابات الولايات الثلاث المقررة في سبتمبر/أيلول.