"سوليدار" الأوكرانية.. الروس في شرايين دونباس وعلى أبواب "باخموت"
مخالب الروس تدك أسوار سوليدار الاستراتيجية في مقاطعة دونيتسك شرقي أوكرانيا وتسيطر على بلدة أخرى بالمنطقة في خطوات تقرع أبواب "باخموت".
وفي وقت سابق الأربعاء، أكد قائد مجموعة فاغنر الروسية، يفغيني بريغوجين، أن مقاتليه سيطروا على مدينة سوليدار بعد معارك كثيفة خلال الأسبوع الحالي، مضيفا أن "القتال في الشارع" يتواصل.
وقال بريغوجين عن طريق جهازه الإعلامي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إن "وحدات فاغنر سيطرت على مناطق سوليدار كافة"، مشيرا إلى أن قتالا يدور في وسط المدينة.
وأكد الخبر مسؤول عسكري روسي بالقول إن القوات تسيطر على سوليدار الأوكرانية، فيما اعتبر الكرملين أن هناك "تحركات إيجابية" في الوضع العسكري حول المدينة.
لكن الرئاسة الروسية دعت في الآن نفسه إلى عدم "التسرع" في إعلان الانتصار بسوليدار.
بودغورودنوي بقبضة الروس
في تواتر سريع للأحداث، أعلن مقر الدفاع الإقليمي بـ"جمهورية دونيتسك الشعبية"، اليوم، السيطرة على بلدة أخرى في منطقة سوليدار، وقال إن القوات الروسية سيطرت على بلدة "بودغورودنوي"، بعد يوم واحد من سيطرتها على سوليدار.
وأضاف مقر الدفاع الإقليمي بدونيتسك، في منشور على قناته الرسمية عبر تليغرام: "ابتداء من 11 يناير (كانون الثاني) 2023، حررت القوات المسلحة الروسية بودغورودنوي على أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية".
ورغم سيطرة الروس على سوليدار، فإن خبراء يؤكدون أن عين موسكو على مدينة باخموت الواقعة على خط إمداد استراتيجي بين منطقتي دونيتسك ولوهانسك في إقليم دونباس.
ومنذ فترة، تخوض القوات الروسية معارك عنيفة حول المدينة الاستراتيجية، خصوصا عند خاصرتها الجنوبية ومناطقها الشرقية.
ولعل التركيز الروسي عمليا ينصب على هذه المدينة بالذات، إلا أن موسكو لجأت للسيطرة على البلدة الصغيرة عبر مدينتي كرامانورسك وسلوفيانسك للاقتراب من سوليدار والوصول لاحقا إلى باخموت.
مخطط يبدو أن موسكو تسير بنجاح في تنفيذه خصوصا عقب السيطرة على سوليدار، المدينة التي تمنح الروس أريحية على الأرض وتضع القوات الأوكرانية في وضع حرج للغاية، وذلك لأن التلال المرتفعة فيها تشرف على كل خطوط الإمداد الأوكرانية وكذلك خطوط الاتصال.
وبالسيطرة على سوليدار، يصبح تطويق باخموت من الشمال أسهل بكثير، وبالتالي من المحتمل بقوة تعطيل خطوط الإمداد على الأوكران.
مربط فرس الروس
تقع سوليدار في منطقة دونباس الصناعية على بعد نحو 15 كيلومترا من باخموت، وتكمن أهمية المدينة في شبكة كهوف تعدين الملح والجص تحت الأرض والممتدة على أكثر من 160 كيلومترا.
ويمكن لهذه الشبكة الضخمة أن تكون معبرا للدبابات وعربات المشاة القتالية، ما يعني أنها توفر شريانا لتحرك القوات الروسية بيسر نحو دونيتيسك ومن بعدها دونباس.
ومن ميزات المدينة أيضا تلالها المرتفعة التي تعطيها ميزة الإشراف على خطوط الإمداد الاستراتيجية بين منطقتي لوهانسك ودونيتسك، والسيطرة عليها تعني محاصرة باخموت من الشمال وتعطيل خطوط الاتصال الأوكرانية.
أهمية يفسرها الرد الأوكراني على إعلان سقوط المدينة بقبضة الروس، حيث أكد الجيش، الأربعاء، أن سوليدار في شرق اوكرانيا "أوكرانية وستبقى كذلك".
وكتب الجيش الأوكراني عبر تليغرام يقول إن "سوليدار أوكرانية وستبقى دائما أوكرانية"، نافيا خبر السيطرة عليها بالتأكيد أنه "غير صحيح".
من جهتها، قالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن الجيش لا يزال يدافع عن مواقعه في سوليدار، مؤكدة أن القوات الروسية تواصل القتال رغم الخسائر الضخمة.
ونقلت وسائل إعلام عن قائد المنطقة العسكرية الشرقية الأوكراني أن القوات الروسية لم تفرض سيطرتها على مدينة سوليدار في الوقت الحالي.
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjIzMyA= جزيرة ام اند امز