إعلام روسي عن لقاء "لافروف- بلينكن": إدارة بايدن "عشائر منقسمة"
وصف إعلام روسي إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بأنها عشائر منقسمة تعارض بعضها بعضا.
وتحت عنوان "لقاء لافروف وبلينكن أكد الشرخ في الإدارة الأمريكية"، جاءت مقالة الكاتبة إيلينا ليكسينا، في صحيفة "فزغلياد" الروسية على الإنترنت، متحدثة عن جماعات متضاربة المصالح تحكم أمريكا، يصعب على روسيا التعامل معها.
وجاء في المقال: "استضافت عاصمة أيسلندا أول اجتماع مباشر بين وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن".
وبعد المحادثات، قال بلينكن إن الغرض من الاجتماع في ريكيافيك كان "اختبار اقتراح" علاقات أمريكية روسية أكثر استقرارا وقابلية للتنبؤ.
بدوره، قال الباحث السياسي في الشؤون الأمريكية دميتري دروبنيتسكي إن "الطرفين تبادلا وجهات النظر بطريقة ودية وانفصلا. وأنا لا أفهم ما الذي كان يمكن تحقيقه من الاجتماع في هذه المرحلة، سوى مناقشة القمة المحتملة بين جو بايدن وفلاديمير بوتين".
وأضاف دروبنيتسكي لـ"فزغلياد": "إلى ذلك، فمن سينظم القمة هما مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جيك سوليفان وأمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف. ومن المقرر أن يلتقيا في الأيام المقبلة في إحدى المدن الأوروبية".
وأوضح أن "المسألة ليست في أن السياسيين لا يثقون بالدبلوماسيين، بل في أن بلينكن أُبعد عن هذه المهمة بسبب موقفه المتشدد من روسيا. نعم، هو بصفته وزيرا للخارجية، يمكنه التحدث إلى لافروف، لكنه في الوقت نفسه يجسد الكتلة الأكثر تشددا في الولايات المتحدة".
وختم دروبنيتسكي بالقول: "بشكل عام، أكد هذا الاجتماع مخاوفي من الانقسام وانعدام الوحدة في الإدارة الأمريكية. لذلك، عندما نقول إن حوارا جرى بين روسيا والولايات المتحدة، فإننا نعني في الواقع أن روسيا تحدثت مع ممثل إحدى (عشائر) إدارة واشنطن المنقسمة. قريباً سيتحدث باتروشيف إلى ممثل عشيرة أخرى. ليس الأمر سهلاً على دبلوماسيينا، لأننا يجب أن نتذكر أنهم لا يتحدثون مع إدارة واحدة، إنما مع عشائر تعارض بعضها البعض. وهنا المشكلة".
وأمس الخميس، التقى وزيرا خارجية أمريكا وروسيا على هامش انعقاد مجلس المنطقة القطبية الشمالية في ريكيافيك.
وقال بلينكن للصحفيين: "نحن نبحث عن علاقة مستقرة، ويمكن التنبؤ بها مع روسيا. نعتقد أن هذا جيد لشعبنا وجيد للشعب الروسي ومفيد حقا للعالم".
قبل أن يستدرك: "لكن إذا تصرفت روسيا بعدائية ضدنا أو ضد شركائنا أو حلفائنا فسنرد".
من جهته، قال لافروف: "نحن مستعدون لمناقشة كل الأمور، بلا استثناء، شرط أن يكون النقاش صادقا (...) وأن يقوم على الاحترام المتبادل".
وتوجه إلى بلينكن قائلا إن "نهجنا مختلف جدا فيما يتعلق بتحليل الوضع على الساحة الدولية"، لكن الأمر "الأكثر أهمية هو أننا نحاول أن نستخدم الإمكانات الدبلوماسية إلى أقصى حد، وأنا أُقدر بشدة أنكم تُظهرون مثل هذه الإرادة ويمكنكم الاعتماد على معاملة بالمثل من جانبنا في هذا الشأن".
وأبدى لافروف استعداد موسكو لـ"إزالة الأنقاض" الموروثة من الإدارات الأمريكية السابقة، لا سيما فيما يتعلق بـ"عمل البعثات الدبلوماسية" المشتركة التي لا توفر حاليا سوى خدمات بالحد الأدنى بسبب عمليات الطرد المتبادلة للدبلوماسيين.
وأضاف أن روسيا والولايات المتحدة "تُدركان الحاجة إلى وضع حد للمناخ غير السليم الذي نشأ في العلاقات بين موسكو وواشنطن خلال السنوات الأخيرة".
ومنذ وصوله إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني، يظهر الرئيس الأمريكي صرامة شديدة حيال روسيا برئاسة فلاديمير بوتين الذي ذهب بايدن إلى حدّ وصفه بـ"قاتل"، ليُظهر بشكل أفضل اختلاف نهجه حيال موسكو عن نهج سلفه دونالد ترامب المتهم بالتراخي مع الرئيس الروسي.
وتبادلت موسكو وواشنطن اتهامات قاسية وعقوبات منذ بدء ولاية الرئيس الديمقراطي، لكن رغم ذلك يؤكد البلدان أنهما يريدان نوعاً من التهدئة.
من أجل التوصل إلى ذلك، يبدو بايدن وبوتين متوافقين على عقد أول قمة لهما في يونيو/حزيران في بلد أوروبي، على الأرجح على هامش اجتماعات قادة مجموعة السبع وحلف الأطلسي الذين سيعطون الأفضلية لإظهار جبهة مشتركة ضد موسكو.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMy4yMCA= جزيرة ام اند امز