حرب روسيا وأوكرانيا.. أسبوع دبلوماسي مكثف تحاصره أصوات المدافع
زيارات دبلوماسية قوية ومعارك دائرة على الأراضي الأوكرانية تعطي للبلاد أسبوعا ساخنا بعد شهرين من اندلاع الحرب التي لا تزال مستمرة.
وينتظر وصول وزيرَي الخارجية والدفاع الأمريكيين، اليوم الأحد، إلى كييف، يوم عيد الفصح الأرثوذكسي، في أول زيارة أمريكية لأوكرانيا منذ اندلاع الحرب التي ما زالت مستعرة في شرق البلاد وجنوبها.
ويصل وزيرا الخارجية أنتوني بلينكن والدفاع لويد أوستن إلى كييف لمناقشة شحنات الأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا، بحسب ما أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي السبت.
وخلال مؤتمر صحفي في محطة مترو في وسط كييف، قال زيلينسكي إن الرئيس يريد تلك الأسلحة "أثقل وأقوى" في مواجهة الجيش الروسي.
بدوره، أعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافتسكي السبت أن بلاده زودت حتى الآن أوكرانيا أسلحة قيمتها 1,6 مليار دولار لمساعدتها في مواجهة روسيا.
أسلحة متطورة لكييف
من جانبها، بدأت دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) تزويد مدينة كييف قاذفات صواريخ إس-300 لدفاعاتها الجوية. لكن كييف ستحتاج أيضا إلى أسلحة متطورة أخرى بما فيما مدافع هاوتزر، بحسب خبراء.
كما أعلنت فرنسا أنها ستسلم صواريخ ميلان المضادة للدبابات ومدافع قيصر. ويفترض أن يتدرب جنود أوكرانيون في فرنسا على طريقة التعامل معها اعتبارا من السبت.
وتكثّفت الدعوات إلى هدنة في عطلة عيد الفصح الأرثوذكسي في الأيام الأخيرة، لكن ذلك لم يحول دون تخفيف حدة المعارك المستمرة.
قصف متواصل
وفي شرق أوكرانيا وجنوبها، وهما منطقتان تسيطر عليهما القوات الروسية إلى حد كبير، تستمر المعارك العنيفة.
وقال الجيش الروسي صباح السبت إنه نفّذ 1098 هجوما بالمدفعية والصواريخ خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وكتب حاكم منطقة لوهانسك في الشرق سيرغي غايداي على تلجرام: "إنهم يقصفون كل شيء حرفيا.. طوال الوقت، على مدار الساعة"، داعيا السكان إلى إخلاء المنطقة.
ثم أعلن مقتل شخصين وإصابة اثنين في زولوتي إثر قصف مدفعي روسي.
وفي منطقة لوهانسك في شرق أوكرانيا، قتل ستة مدنيين بقصف روسي قرب بلدة غيرسكي.
وبحسب زيلينسكي، "استهدفت سبعة صواريخ أوديسا" السبت بينها صاروخ "طال مبنى سكنيا" و"صاروخين أسقطتهما" منظومة الدفاع الجوّي الأوكراني.
وقتل ثمانية أشخاص على الأقل في ضربات روسية على هذه المدينة الساحلية الواقعة في جنوب أوكرانيا، وفق حصيلة للرئاسة الأوكرانية.
من جانيها، قالت وزارة الدفاع الروسيّة إن "قواتها عطلت اليوم، باستخدام صواريخ عالية الدقة وبعيدة المدى، محطة لوجستية في مطار عسكري قرب أوديسا، حيث تم تخزين مجموعة كبيرة من الأسلحة الأجنبية التي سلمتها الولايات المتحدة ودول أوروبية".
غوتيريش في أنقرة
وفي غضون ذلك، ما زالت مفاوضات السلام في مراحلها الأولى، وجدد زيلينسكي السبت دعوته للقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين "لإنهاء الحرب".
وهدّد الرئيس الأوكراني بأن كييف ستنسحب من المفاوضات مع موسكو إذا عمد الجيش الروسي إلى قتل الجنود الأوكرانيين المتحصنين في مجمع آزوفستال للصناعات المعدنية في مدينة ماريوبول الساحلية في جنوب شرق البلاد.
وأشار إلى "استعداده" لـ"إجراء عملية تبادل مع جنودنا الذين يدافعون عن ماريوبول بأي شكل من الأشكال"، بهدف إخراج "هؤلاء الناس المحاصرين والذين يعانون وضعا مروعا".
ويزور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين تركيا التي تؤدي دورا مهما في الوساطة لإيجاد حل للنزاع في أوكرانيا، وذلك قبل توجهه إلى موسكو وكييف.
لكن زيلينسكي انتقد السبت قرار غوتيريش "غير المنطقي" زيارة موسكو الثلاثاء قبل المجيء إلى كييف.
وقال: "من الخطأ الذهاب إلى روسيا أولا ومن ثم إلى أوكرانيا"، مبديا أسفه "للانعدام التام للعدالة والمنطق في هذا الترتيب".
وأضاف: "الحرب في أوكرانيا. لا جثث في شوارع موسكو. سيكون من المنطقي أن يذهب أولا إلى أوكرانيا لرؤية الناس هناك وتداعيات الاحتلال".
وتسعى أنقرة حاليا إلى تنظيم قمة في إسطنبول بين الرئيسين الروسي والأوكراني رغم إقرار تركيا بأن احتمال إجراء محادثات مماثلة لا يزال ضعيفا.
وأكّد مسؤول عسكري روسي كبير أن قوات بلاده التي انسحبت من منطقة كييف وشمال أوكرانيا نهاية مارس تسعى إلى "فرض سيطرة تامة على دونباس وجنوب أوكرانيا".
وبحسب الأمم المتحدة، فإن عدد اللاجئين الفارين من الغزو الروسي يقترب من 5,2 ملايين. وفرّ أكثر من 7,7 مليون شخص من منازلهم لكنهم ما زالوا في أوكرانيا.
نجاحات أوكرانية
أفاد تحديث عسكري بريطاني اليوم الأحد بأن أوكرانيا صدت العديد من الهجمات الروسية على طول خط التماس في دونباس في الأيام الماضية.
وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في نشرة دورية أنه على الرغم من تحقيق روسيا لبعض المكاسب على الأرض، كانت المقاومة الأوكرانية قوية في جميع المحاور وكبدت القوات الروسية خسائر كبيرة.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إن روسيا نشرت قاذفات صواريخ إسكندر-إم المتنقلة على بعد 60 كيلومترا من الحدود الأوكرانية.
وفي تحديثها الصباحي اليومي عن تطورات الحرب قالت القوات المسلحة الأوكرانية: "وفقا للمعلومات المتاحة، تم نشر قاذفات صواريخ إسكندر-إم على بعد 60 كيلومترا من الحدود مع أوكرانيا"، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول موقع نشرها.
ومدينة بيلجورود هي المركز الإداري لمنطقة بيلجورود الروسية شمالي الحدود مع أوكرانيا.
وحل صاروخ إسكندر، وهو نظام صاروخي باليستي متحرك أطلق عليه حلف شمال الأطلسي اسم إس.إس-26 ستون، محل صاروخ سكود السوفيتي.
ويصل مدى صواريخ إسكندر ثنائية التوجيه إلى 500 كيلومتر ويمكنها حمل رؤوس حربية تقليدية أو نووية.
وقالت روسيا يوم الجمعة إنها تريد السيطرة على جنوب أوكرانيا بالكامل.
وتقول كييف إن هذا يُظهر أن موسكو لديها أهداف أوسع من هدفها المعلن المتمثل في نزع سلاح أوكرانيا و"تخليصها من النازيين".
من جانبه، قال سيرهي جايداي حاكم منطقة لوهانسك الأوكرانية في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي إن ثمانية أشخاص لقوا حتفهم في هجمات روسية على المنطقة يوم السبت.
aXA6IDE4LjExNy43NS4yMTgg جزيرة ام اند امز