«الدبابة السلحفاة».. «حصن روسي» يتحدى «الموت المتفجر»
في حل تكنولوجي يبدو فعالا لمواجهة «الأسراب المتفجرة»، تتسلح روسيا بدرع لتحصين سمائها من هجمات المسيرات الأوكرانية.
ومطلع أبريل/نيسان الماضي، ظهر نوع جديد من المركبات المدرعة الروسية في ساحات القتال بأوكرانيا يسمى "الدبابة السلحفاة"، وهي دبابة من طراز T-62 أو T-72 أو T-80 لكنها مزودة بقذائف معدنية إضافية.
وفي أواخر عام 2021، بدأت روسيا بلحام أقفاص معدنية فوق أبراج دباباتها في محاولة لحمايتها من الهجوم.
وحينما ثبت عدم فعاليتها، أدخلت موسكو عملية تحديث أكثر كثافة، وذلك باستخدام الصفائح المعدنية لتطويق بعض الدبابات بالكامل فيما أطلق عليها "دبابات السلحفاة".
ويعود تاريخ الدرع المتباعد في الدبابات لإضافة طبقة معدنية على مسافة قصيرة من الطبقة الأساسية للحماية إلى الحرب العالمية الأولى، وفقا لما ذكرته مجلة "إيكونوميست".
وقالت المجلة إنه في تلك الفترة استخدم الدرع المتباعد على السفن، فعندما كانت القذيفة تصطدم بالطبقة الأولى من المعدن فإنها تضعف وتخرج عن مسارها، مما يجعلها أقل فاعلية عندما تصل إلى الدرع الرئيسي للسفينة.
وفي الحرب العالمية الثانية، جرى استخدام الدروع المتباعدة في الدبابات لحمايتها من الرؤوس الحربية التي تحملها أسلحة جديدة مثل البازوكا والقذائف الصاروخية التي تنتج عند تفجيرها، نفاثًا من المعدن شديد الحرارة الذي يخترق الدروع.
درع روسي
في حرب أوكرانيا، كانت "الدبابة السلحفاة" بمثابة حل تكنولوجي للروس لمواجهة مشكلة الطائرات المسيرة المتفجرة التي تطلقها أوكرانيا، وذلك وفقا لما ذكرته مجلة "فوربس".
وتعمل القذائف الملحومة في الدبابة السلحفاة على منع المسيرات الأوكرانية من طراز "إف بي في" من معظم الاتجاهات، كما أن أجهزة التشويش اللاسلكية تتداخل مع إشارات التحكم في المسيرات.
وبالتالي أصبحت هذه الدبابات المحمية من الذخائر قادرة على الإفلات من قوات العدو والتحرك نحو المواقع الأوكرانية بسهولة وإزالة الألغام باستخدام بكرات مثبتة في الأمام حتى تتمكن المركبات الأخرى من الاقتراب بدرجة كافية لإنزال المشاة.
وهذه المميزات جعلت الدبابة السلحفاة نعمة كبيرة للقوات الروسية في مواجهة المسيرات "إف بي في" التي تبلغ تكلفتها 500 دولار ويتم إنتاجها في ورش مدنية صغيرة منتشرة في جميع أنحاء أوكرانيا، وكانت حلا مؤقتا لتعويض كييف عن نقص الذخيرة.
ومع موافقة الكونغرس الأمريكي على تقديم مساعدات جديدة لأوكرانيا الشهر الماضي، سارعت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إلى إرسال ذخائر جديدة بقيمة 1.4 مليار دولار إلى كييف تعمل على تغيير الديناميكيات على طول خط المواجهة مع روسيا.
وأصبح بإمكان القوات الأوكرانية الآن إطلاق قذائف تزن 100 رطل وصواريخ تزن 50 رطلاً، بالإضافة إلى إطلاق مسيرات تزن 2 رطل وهو ما جعل كييف قادرة على تدمير الكثير من دبابات السلاحف.
ميزات
قد يكون بإمكان السقف المعدني إبعاد مسيرة صغيرة تحمل رطلا من المتفجرات، لكنه يبدو عديم الفائدة في مواجهة قذيفة مدفعية يمكن أن تتجاوز حمولتها المتفجرة 25 رطلاً.
وتخترق القذيفة "الدبابة السلحفاة" مباشرة، مما يؤدي إلى إشعال حريق يحول الدبابة المغطاة بالمعدن إلى فرن.
كما تعيق القذائف الملحومة رؤية الجنود ويمكن أن تمنعهم من الهروب إذا توقفت الدبابة مركبتهم وهذه الأمور لم تكن مشكلة كبيرة لأنه كان من غير المرجح تعرض الدبابات السلحفاة إلى أضرار جسيمة.
ويؤدي ثقل الدروع الواقية إلى بطء الدبابة ويمنعها من تدوير برجها وبالتالي يحد من قدرتها على إطلاق النار على المهاجمين.
وقد تجبر هذه المشكلات موسكو على تعديل تصميم المركبة، لكن تقليص الغلاف المعدني سيجعل الدبابة عرضة لهجمات المزيد من المسيرات "إف بي في".
و"كما هو شائع جدًا في الحرب، فمن المحتمل أن يكون هناك تطور مستمر في الإجراءات والتدابير المضادة"، على حد قول مؤرخ الأسلحة ماثيو موس.
aXA6IDMuMTQ1LjguMTM5IA== جزيرة ام اند امز