يعتبر تاريخ 6 مايو/ أيار من بين الأهم في تاريخ كرة القدم المصرية بشكل عام والنادي الأهلي على وجه الخصوص، بسبب صالح سليم.
وفي مثل هذا اليوم، 6 مايو 2002، توفي صالح سليم أسطورة النادي الأهلي لاعباً ورئيساً وأحد أنجح المسؤولين في تاريخ كرة القدم والرياضة في مصر.
وتلقي "العين الرياضية" الضوء من خلال التقرير التالي على أبرز إنجازات "المايسترو" في تاريخه مع القلعة الحمراء وكرة القدم المصرية.
ملك الأرقام القياسية
كان سليم أحد نجوم فريق الأهلي الذي احتكر لقب الدوري الممتاز في أول 9 نسخ منه من 1949 إلى 1959، ما جعله الأكثر تتويجاً بالألقاب المتتالية في تاريخ المسابقة، بالمشاركة مع زميله السيد عطية "توتو".
بالإضافة إلى ذلك، يحمل سليم لقب الأكثر تتويجاً بالدوري المصري برصيد 11 لقباً وذلك بعدما أضاف لقبين آخرين وهما لقبي 1960 و1961.
ولم ينجح أي لاعب في تاريخ المسابقة أن يحقق هذا الإنجاز حتى جاء حسام حسن ليحققه في عام 2004 حين وصل للقبه الـ11، 8 منها مع الأهلي و3 بقميص الزمالك.
سجل صلاح سليم 7 أهداف في مرمى الإسماعيلي في الفوز الشهير 8-0 بموسم 1957-1958 ليكتب رقماً قياسياً لم يكسر حتى الآن في تاريخ الدوري المصري.
أول محترف مصري في النمسا
خاض صالح سليم تجربة احتراف تاريخية مع فريق غراتزر النمساوي في موسم 1962-1963 حيث كان أول مصري يحترف هناك في نادٍ يعد من بين الأقدم في النمسا.
وسجل صالح سليم خلال تلك التجربة 3 أهداف في ست مباريات (6 أهداف في 10 مباريات بحساب الوديات)، وذلك بحسب موقع "ترانسفير ماركت".
وبلغ راتب صالح سليم في تلك التجربة 5 آلاف شلن نمساوي شهرياً، ما يعادل 100 جنيه مصري آنذاك.
"العين الرياضية" تتقصى الحقيقة.. أين لعب صالح سليم في النمسا؟
ونجح صالح سليم في تسجيل 6 أهداف في مرمى فريق فرونلايتن خلال المباراة التي انتهت 14-1 وحضرها حشد كبير من مشجعي الفريق.
ولكن رغم نجاح التجربة، فإن صالح سليم عاد للأهلي بنهاية موسم 1962-1963، حيث قال وقتها: "لقد شعرت بالحنين إلى الأهلي، فهو حياتي وبيتي، وفيه قابلت أستاذي وقدوتي الراحل مختار التتش".
صالح سليم الدولي
على الصعيد الدولي، كان صالح سليم أحد أفراد المنتخب المصري المتوج بكأس أمم أفريقيا عام 1959 في القاهرة.
وشارك سليم في أولمبياد روما 1960 مع المنتخب المصري، وكأس أمم أفريقيا 1962 التي احتلت مصر الوصافة بها.
صالح سليم والسينما
نظرا لوسامته، اقتحم صالح سليم عالم التمثيل، حيث شارك في 3 أفلام مصرية خالدة في ذاكرة السينما.
وشارك صالح سليم لأول مرة في السينما عبر فيلم "السبع بنات" ثم لعب دور البطولة في فيلم الشموع السوداء، وكذلك الباب المفتوح.
ورغم نجاحه في السينما، لكن سليم قرر الابتعاد عنها والتركيز على مجال كرة القدم فقط.
الرئيس الأكثر شغلاً للمنصب
تميزت فترة رئاسة صالح سليم للنادي الأهلي بالاستقرار رغم أنه في أوقات عديدة لم تكن النتائج على ما يرام، لكن الوضع الإداري كان مختلفاً تماماً.
وشغل صالح سليم منصب رئيس النادي الأهلي لمدة 18 عاماً، وهي مدة لم يصل لها أي رئيس آخر، بواقع 8 سنوات متتالية من 1980 إلى 1988، ثم 10 سنوات من 1992 إلى 2002.
وخلال فترة رئاسته للأهلي، استطاع فريق كرة القدم بالنادي تحقيق 35 بطولة محلية وقارية وعربية، بحسب تقارير صحفية مصرية مختلفة، وهو إنجاز استثنائي نادرا ما يحدث مع أي رئيس نادٍ.
ورغم كل هذه البطولات، لكن يحسب لـ"المايسترو" أنه رسم مشوار الأهلي الناجح والتاريخي على صعيد القارة الأفريقية.
وقبل سليم، لم يكن الأهلي قد توج بأي لقب أفريقي في تاريخه، واكتفى بالهيمنة على كرة القدم المصرية، بينما امتلكت مصر لقباً وحيداً على مستوى بطولات الأندية الأفريقية، وكان من نصيب الإسماعيلي حين توج بدوري أبطال إفريقيا عام 1970.
ولكن بعد عامين، من وصوله لسدة الحكم في القلعة الحمراء، وتحديدا عام 1982، كان الأهلي على موعد مع أول لقب أفريقي في تاريخه، حين توج ببطولة دوري الأبطال، وذلك على حساب أشانتي كوتوكو الغاني.
وبعدها، فاز الأهلي ببطولتين لدوري الأبطال في عهد سليم الأولى عام 1987 والثانية في 2001، بالإضافة للسوبر القاري الأول في تاريخ الأهلي سنة 2002 وهي آخر بطولة حققها المارد الأحمر قبل وفاة صالح سليم.
ولم ينس الأهلي بطولة أبطال الكؤوس الأفريقية التي حققها 4 مرات في عهد صالح أعوام 1984 و1985 و1986 و1993.
وبناء على تلك الإنجازات، اختار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" الأهلي نادياً للقرن في 2000، ليذهب صالح سليم ويتسلم الجائزة بنفسه في مدينة جوهانسبرغ الجنوب أفريقية عام 2001.
جدير بالذكر بأن الأهلي في عهد سليم قرر الاعتذار عن المشاركة في البطولات الأفريقية خلال الفترة من 1994 إلى 1998، ولو كان الفريق الذي كان يهيمن على الكرة المصرية وقتها قد شارك في تلك الفترة لربما حقق النادي تحت رئاسته ما كان سيجعله الأكثر تتويجاً بالبطولات القارية بين جميع رؤساء الأهلي.