سمير فريد يعيد قراءة "أفلام المخرجات في السينما العربية"
فصول الكتاب الذي أهداه مؤلفه إلى المخرجة "نبيهة لطفي" تفرض الربط بين مراحل تطور السينما العربية ومراحل تطور الحركة النسائية العربية
قراءة تحليلية نقدية لأفلام أجيال من المخرجات في العالم العربي، منذ الثلاثينيات في مصر، وصولا إلى أحدث أفلام المخرجات في عموم العالم العربي، يقدمها الناقد السينمائي سمير فريد في كتابه الصادر أخيرا عن سلسلة "كتاب الهلال" بعنوان "أفلام المخرجات في السينما العربية".
فى المقدمة يقترح المؤلف تقسيمين لنقد الفنون، الأول: نقد العمل الفني فور نشره أو عرضه لأول مرة، والثانى: نقده بعد فترة تتيح وقتا للتأمل والمراجعة ودراسة ردود الأفعال المختلفة، أو حتى إعادة اكتشاف العمل.
ويرى أن النقد لا يكتمل إلا بالتكامل بين هذين القسمين، فلا بديل لأحدهما عن الآخر، ولا تراتب بينهما. متوقفا أمام "أمر له دلالاته.. أن يرى أحد النقاد العمل بعد صدوره أو عرضه لأول مرة أنه من الأعمال التي ستبقى، ثم لا يكون له أي تأثير بعد فترة، وأن يرى آخر أنه عمل من دون قيمة كبيرة، ثم يصبح بعد مرور الزمن من الكلاسيكيات".
كما يرى أن فصول الكتاب ـ الذي أهداه إلى اسم المخرجة والكاتبة نبيهة لطفي ـ تفرض الربط بين مراحل تطور السينما العربية ومراحل تطور الحركة النسائية العربية. ومن هنا يتناول صورة المرأة في الأفلام الروائية الطويلة، حيث أنتجت مصر أكثر من ثلاثة آلاف فيلم منذ عام 1923، كما تم إنتاج نحو ألف فيلم في بقية الدول العربية.
وفي دراسات إضافية، يقدم بها الكتاب، يستعرض سمير فريد مراحل التطور الوعي الثقافي العام، وموقع المرأة منه، تفاعلا وإسهاما واستفادة في إنجاز إبداعاتها، فلم يكن عمل المرأة في السينما مفصلا عن مقدمات وجهود تراكمية لأجيال من الرواد، بداية من رفاعة الطهطاوي والإمام محمد عبده وقاسم أمين وملك حفني ناصف، وقانون تحريم تجارة الرقيق عام 1877. وصولا إلى النشأة الفعلية للحركة النسائية كإحدى ثمار ثورة 1919، وتأسيس الاتحاد النسائي المصري عام 1923، وظهور هدى شعراوي وصفية زغلول، وقبول الفتيات في الجامعة المصرية عام 1928.
aXA6IDE4LjIxNy4xMzIuMTA3IA==
جزيرة ام اند امز