كيف يتشارك الغريمان الإنتر وميلان ملعب سان سيرو رغم التنافس التاريخي المعروف بينهما؟
يترقب عشاق الغريمين الإنتر وميلان المباراة المرتقبة بينهما، الأحد، والتي ستقام على ملعب "جوسيبي مياتزا"، ضمن منافسات الجولة الـ23 من الدوري الإيطالي.
الملعب الذي يحتضن اللقاء معروف أيضا باسم "سان سيرو"، لكنه يتحول إلى مسمى "جوسيبي مياتزا"، عندما يكون المستضيف هو إنتر ميلان، بينما يحمل الاسم الأول حال كان الروسونيري هو صاحب الأرض.
ويتقاسم الفريقان هذا الملعب منذ سنوات طويلة، إذ يتناوبان اللعب عليه في كل البطولات.
ويعد الملعب الشهير بمدينة ميلانو أحد أكبر الاستادات في القارة الأوروبية، والأكبر داخل إيطاليا، فهو قادر على استيعاب ما يصل إلى نحو 80 ألف مشجع.
وتم البدء في بناء الاستاد عام 1925، واستغرق إنشاؤه عاما واحدا، ليتم افتتاحه في 19 سبتمبر/أيلول 1926، وتعود ملكيته لبلدية ميلانو، لكن الناديين يستأجرانه لعدم امتلاكهما ملاعب خاصة بهما.
وتقرر إنشاء الملعب دون مسارات خاصة بألعاب القوى كمان كان متعارفا عليه في باقي الاستادات الأخرى داخل إيطاليا، لكن ميلان كان أول من لعب عليه لعدة سنوات، قبل أن يشاركه الإنتر فيه بداية من عام 1947.
وترجع قصة العداوة بين جماهير الفريقين إلى الانقسام التاريخي الذي حدث لنادي ميلان الذي أنشئ أولا عام 1899، وانضم للاتحاد الإيطالي في العام التالي، قبل أن ينشق عنه كيان جديد عام 1908 أطلق عليه مؤسسوه اسم إنترناسيونال.
ويعود سبب الانشقاق إلى قرار الاتحاد الإيطالي وقتها برفض مشاركة اللاعبين الأجانب مع الأندية، وهو ما سبب انقساما في إدارة ميلان، ليقرر المعترضون على القرار الانشقاق عن النادي وتأسيس كيان جديد بالتضامن مع عدة أندية أخرى بعيدا عن مظلة الاتحاد المحلي.
شراكة تاريخية.. رغم التنافس
في مارس/آذار 1980، تم إطلاق اسم "جوسيبي مياتزا" على "سان سيرو"، تكريما للأسطورة الإيطالية، الذي لعب ضمن صفوف الفريقين، لكن مسيرته مع الإنتر كانت الأبرز، نظرا لارتدائه قميص "النيراتزوري" لمدة 14 عاما على فترتين.
ومنذ ذلك الحين باتت جماهير ميلان تتمسك بالاسم القديم للملعب وهو سان سيرو في كل مباريات فريقها، بينما تطلق عليه جماهير الإنتر اسم جوسيبي مياتزا.
وتمت إعادة تجديد الملعب العريق قبل استضافة إيطاليا لبطولة كأس العالم 1990، وبلغت تكلفة هذه التجديدات حوالي 60 مليون دولار.
وفي عام 1996، تم افتتاح متحف خاص داخل الاستاد، يتضمن متجرا مشتركا لميلان والإنتر، يتواجد به عدد من القمصان التاريخية للفريقين، والكؤوس والألقاب التي حصلا عليها، وهدايا تذكارية عديدة معروضة لكل الزوار، جنبا إلى جنب رغم التنافس التاريخي بينهما.
واستضاف هذا الملعب مناسبات عديدة بارزة ومباريات مهمة، آخرها نهائي دوري أبطال أوروبا عامي 2001 و2016، حيث شهد تتويج بايرن ميونيخ الألماني وريال مدريد الإسباني باللقب في المرتين على الترتيب.
وفي صيف عام 2019، أعلن الإنتر وميلان عزمهما بناء ملعب جديد بدلا من "سان سيرو"، يتسع لحوالي 60 ألف مشجع، على نفس مكان الاستاد الحالي، بتكلفة تصل إلى 800 مليون دولار، ليكون جاهزا مع بداية موسم 2022-2023.