يُعد قطار الرياض واحدًا من أبرز البصمات التنموية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي قاد مسيرة تطوير العاصمة الرياض منذ أن كان أميرًا لها.
انطلقت فكرة المشروع الاستراتيجي بتاريخ 1/11/1430هـ، الموافق /10/2009م، برؤية استشرافية من قائد حكيم، ليصبح اليوم جزءًا أساسيًا من ملامح التحول الحضاري الذي تعيشه المملكة، ويتناغم مع أهداف رؤية 2030 التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بكل اقتدار وحنكة.
في أول زيارة لي للرياض، حرصت على تجربة استخدام قطار الرياض، وقد كانت توقعاتي مرتبطة بما عانيته في دول أخرى. وعند وصولي إلى مطار الملك خالد الدولي، توجهت مباشرة إلى محطة القطار، ولاحظت مدى سهولة التعامل مع أنظمة السداد عبر الجوال، مما أضاف شعورًا بالراحة والانسيابية في بداية الرحلة.
استقللت المسار الأصفر، ثم تنقلت من محطة إلى محطة. حتى بدلت إلى المسار الأزرق، ونزلت عند المحطة القريبة من وزارة الداخلية، لأكمل رحلتي للفندق القريب منها عبر سيارة أجرة بكل يسر وسهولة.
خلال هذه التجربة، أبهرتني البنية التحتية الضخمة، من المحطات الحديثة إلى الجسور والأنفاق المصممة بدقة وإتقان، مما يعكس حجم الجهد الكبير المبذول لإنشاء هذا المشروع العملاق.
لا غرابة في أن يكون قطار الرياض العمود الفقري لشبكة النقل العام في عاصمة بحجم “رياض سلمان”، فهو مشروع يعكس الرؤية الحكيمة التي تبناها الملك سلمان عندما رفع للمقام السامي الكريم أول وثيقة لقطار الرياض أثناء رئاسته للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وإمارته لها ، ولا أشك لحظة بأن رؤية 2030 استلهم ولي العهد فكرتها من وحي رؤية الملك سلمان المتمثلة في قطار الرياض قبل 16 عامًا.
لقد تجاوز دوره تقديم المقترحات فقط؛ بل حرص على متابعة المشروع شخصيًا حتى أصبح اليوم واحدًا من أضخم مشاريع النقل العام في العالم.
إن قطار الرياض، بما يحمله من قيمة حضارية وتنموية، هو شهادة حية على القيادة المؤسسية والرؤية البعيدة المدى لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
لذا، أتمنى أن يحمل هذا المشروع الجبار اسمه، ليصبح "قطار الملك سلمان"، تخليدًا لهذه الرؤية العظيمة التي وضعت الرياض على خارطة المدن العالمية، وألهمت الأجيال الحالية والمستقبلية نحو تحقيق المزيد من الإنجازات لا سيما وأن المملكة تنتظرها استضافات كبيرة وسوف يطلّع الزوار من كافة دول العالم عند حضور كأس آسيا 2027 و إكسبو 2030 وبطولة كأس العالم في 2034 على هذا المشروع العملاق المتمثل في قطار الملك سلمان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة