في 4 أشهر.. السعودية توجه 4 ضربات أمنية تقصم ظهر الإرهابيين
النجاحات الأمنية المتواصلة للسلطات السعودية باتت تلقي الرعب في قلوب الإرهابيين والدول التي تدعمهم.
أربعة عمليات إرهابية متتالية على مدار العام الجاري، نجحت قوات الأمن السعودية في إحباطها، وقتل وتوقيف الإرهابيين المهاجمين، وإفشال مخططاتهم.
واليوم الإثنين، ألقت السلطات السعودية القبض على 13 شخصا خططوا لتنفيذ هجمات إرهابية في البلاد.
يأتي ذلك بعد ساعات من إحباط قوات الأمن السعودية، الأحد، عملا إرهابيا استهدف نقطة أمنية بمحافظة الزلفي (وسط)، وقتل 4 إرهابيين.
تلك النجاحات الأمنية المتواصلة للسلطات السعودية، والتي وقع خلالها الإرهابيون بين قتيل وموقوف باتت تلقي الرعب في قلوب الإرهابيين والدول التي تدعمهم.
محاولات بائسة
وأعلنت رئاسة أمن الدولة السعودية اليوم القبض على 13 شخصا خططوا لتنفيذ هجمات إرهابية في البلاد "نتيجة لمتابعة الجهات المختصة لأنشطة العناصر الإرهابية، كشفت عن وجود ترتيبات لتنفيذ أعمال إجرامية تستهدف أمن البلاد ومقدراتها".
وأكدت أنها ماضية في متابعة وتعقب العناصر الإرهابية التي تعمل على تنفيذ أجندات لجهات مشبوهة.
ويأتي الحادث بعد ساعات من إعلان رئاسة أمن الدولة بالسعودية تصديها لمجموعة إرهابية هاجمت المركز في محافظة الزلفي محاولة بائسة لاقتحامه.
وأوضح أن قوات رئاسة أمن الدولة تصدت للمهاجمين وتعاملت معهم بما يقتضيه الموقف، ما أسفر عن مقتلهم جميعاً وعددهم أربعة إرهابيين، فيما أصيب ثلاثة من رجال الأمن بإصابات طفيفة.
وفي 7أبريل/ نيسان الجاري، نفذ الأمن السعودي عملية استباقية في القطيف شرقي المملكة تم خلالها رصد أربعة عناصر من المطلوبين أمنيا، في طريق (أبوحدرية)، لتنفيذ عمل إرهابي أشارت المعلومات إلى أنهم أتموا التجهيز له.
وأسفرت العملية عن مقتل اثنين من المطلوبين أمنيا والقبض على المطلوبين الآخرين.
وتبرز أهمية نجاح تلك العملية من الخطر الذي يمثله المطلوبون الأربعة فهم من أرباب السوابق وممن ارتبطوا بعدد من القضايا الإرهابية التي وقعت خلال الفترة الماضية بمحافظة القطيف، والتي تمثلت في إطلاق النار على المواطنين والمقيمين ورجال أمن، ومهاجمة وتخريب المرافق العامة والمنشآت الأمنية والاقتصادية، وتعطيل الحياة العامة، والقيام بجرائم السرقة والسطو المسلح والاختطاف والاغتصاب وترويج وتهريب المخدرات.
وكانت السعودية قد استهلت كذلك عام 2019 بتنفيذ عملية أمنية استباقية استهدفت وكرا للإرهابيين في القطيف شرقي المملكة، أسفرت عن إحباط مخطط إجرامي والقضاء على (6) إرهابيين والقبض على أحدهم.
دلالات مهمة
تلك الهجمات المتتالية للإرهابيين التي تستهدف المملكة، والنجاحات المتواصلة للسلطات السعودية في إحباطها وإفشالها، تعكس من جانب إصرار قوى الشر وداعميهم في استهداف بلاد الحرمين الشريفين، بهدف محاولة زعزعة أمن واستقرار المملكة والتشويش على نجاحاتها في مختلف المجالات.
ومن جانب آخر، تعكس كفاءة الأجهزة الأمنية وجاهزيتها العالية في التعامل مع تلك العمليات، سواء على صعيد العمليات الاستباقية كما حدث في القطيف عبر التصدي لمؤامرات ومخططات الإرهابيين مبكرا قبل أن يشرعوا في تنفيذها أو في سرعة الرد على الهجمات الإرهابية الغادرة كما حدث في الزلفي.
كما تؤكد تلك النجاحات عزم وحزم المملكة على المضي في ملاحقة العناصر الإرهابية وتضييق الخناق عليهم، وإفشال مخططاتهم التي ينفذونها خدمة لأجندات خارجية.
وتعد تلك النجاحات المتتالية رسالة لكل المطلوبين أن يد العدالة ستطالهم وأن أمامهم فرصة للمسارعة بتسليم أنفسهم للجهات الأمنية، فالإرهابيون مصيرهم القتل أم الاعتقال إن لم يبادروا بأنفسهم، أما داعموهم فالعقوبات تنتظرهم بعد انتهاء التحقيقات وفضح أمرهم.
استراتيجية شاملة
أيضا يبرز هذا التفوق الأمني نجاح الاستراتيجية الشاملة للمملكة في مواجهة الإرهاب والتي تستند إلى جانب الأمن على محاور التنمية والتشريع والتوعية والدعوة.
الجهود الأمنية لمكافحة الإرهاب، تواكبها جهود دعوية متواصلة لنشر الوسطية والاعتدال ومحاربة التطرف.
وضمن هذه الجهود، تنظم وزارة الشؤون الإسلامية للدعوة والإرشاد بالسعودية العديد من المحاضرات والخطب والندوات التي تنظم في مختلف المناطق ضمن رؤية شاملة، تستهدف توجيه ضربة قاضية لفلول تلك الجماعة الإرهابية.
وتقوم الاستراتيجية الدعوية على 4 محاور؛ الأول هو تدريب الأئمة والخطباء لنشر ثقافة التسامح ومحاربة الغلو والتطرف، الثاني: الوعظ والتوعية والإرشاد من خلال محاضرات وندوات وخطب، الثالث: تطوير أداء مراقبي المساجد لضمان عدم تسلل أي من فلول الإخوان الإرهابية للمنابر الدعوية، والرابع: تحصين الجامعات وتنقيح الرسائل العلمية من أي أفكار متطرفة.
وضمن هذا المحور تم قبل أسبوعين تنظيم ندوة بعنوان "جهود المملكة في مكافحة الإرهاب"، نظمها فرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة، حذر فيها مدير عام فرع الوزارة بمنطقة مكة المكرمة الدكتور سالم بن حاج الخامري، من الجماعات الإرهابية كجماعة الإخوان المسلمين، والسرورية، وجميع من ينتمي للفكر المنحرف.
وأكد أنهم "معول هدم" تسبب في نخر جسد الأمة الإسلامية، وتسبب في تشويه صورة الإسلام الوسطي المعتدل.
على صعيد التشريعات، وافق مجلس الوزراء السعودي، يناير/كانون الثاني الماضي، على اللائحة التنفيذية لنظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله.
وتأتي تلك اللائحة لتدعم وتقوي التدابير الوقائية في المملكة لمكافحة تمويل هذه الظاهرة، حيث تتمتع مؤسساتها المالية مثل المصارف، وشركات التمويل والأوراق بفهم جيد لمخاطر غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
وإلى جانب الجهود الأمنية والتشريعية والدعوية، تأتي التنمية ضلعا أساسيا في استراتيجية المملكة الشاملة لمكافحة الإرهاب.
وبالإضافة إلى جهودها لاجتثاث الإرهاب داخل المملكة بمختلف الوسائل، تواصل السعودية جهودها البارزة والرائدة في التعاون مع المجتمع الدولي لمواجهة هذه الظاهرة واجتثاثها، وتجريم من يقف خلفها.
aXA6IDMuMTQ0LjkwLjEwOCA= جزيرة ام اند امز