هجمات الحوثي ضد السعودية والإمارات.. سجل أسود لإرهاب عابر للحدود
أعاد الهجوم على منشآت مدنية بأبوظبي، التذكير بالهجمات الإرهابية الحوثية المستمرة ضد المدنيين والأعيان المدنية بالسعودية والإمارات.
هجمات حوثية إرهابية عابرة للحدود أودت بحياة أكثر من 118 مدنيا من جنسيات مختلفة، بينهم 59 سعوديا، سقطوا جراء مقذوفات وطائرات مسيرة أطلقتها مليشيات الحوثي تجاه السعودية ومؤخرا تجاه الإمارات.
- عبدالله بن زايد يتلقى عدة اتصالات تدين الهجوم الحوثي الإرهابي
- ضربات للتحالف تستهدف معسكرات الحوثي بصنعاء
ومن بين الهجمات الأكثر دموية هذه التي وقعت في يونيو/حزيران 2019 عندما استهدفت مليشيات الحوثي مطار أبها الدولي جنوب السعودية، بالصواريخ والطائرات المسيرة، ما أسفر عن وفاة مدني وإصابة 7 آخرين بجروح.
وفي هجوم يشير إلى التدخل الإيراني في الحرب اليمنية بشكل مباشر عندما تعرضت منشـأتي النفط السعوديتين في بقيق وخريص في سبتمبر/أيلول 2019 لهجمات بالطائرات والصواريخ البالستية.
ورغم ما أثارته تلك الهجمات من شكوك حول قدرة مليشيات الحوثي في تنفيذها، إلا أن الحركة المدعومة إيرانيا، سارعت في إعلان تبنيها للهجمات.
وفي خطوة مماثلة سارعت مليشيات الحوثي إلى تبني الهجمات التي تعرضت لها السعودية بطائرات دون طيار في 14 مايو/أيار، وهو الهجوم الذي تبيّن لاحقاً أنه انطلق من العراق، وفقا لتقارير دولية.
وفي 7 مارس/ آذار 2021، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم الذي استهدف أكبر منشأة لتحميل النفط في العالم في رأس تنورة، شرقي السعودية ونجح التحالف في التصدي لـ11 هجوما متزامنا بالصواريخ الباليستية والمسيرات.
وفي هجوم يؤكد الطبيعة الإجرامية لمليشيات الحوثي، سقط 10 جرحى في أكتوبر/تشرين الأول 2021 نتيجة إطلاق طائرة مسيرة حوثية على مطار جازان الدولي.
وخلال 2021، سجلت هجمات مليشيات الحوثي ضد السعودية، ارتفاعا قياسا بالعام 2020، ببلوغ تلك الهجمات نحو 702 في 9 أشهر، بمعدل 78 هجوما شهريا.
التمادي الحوثي الذي وصل مؤخرا للإمارات ما كان أن يحدث لولا مساعدة إيران وتخطيط وتنفيذ خبرائها في اليمن على نشر الإرهاب، عبر تهريب الأسلحة والصواريخ عبر البحر الأحمر، وميناء الحديدة.
ويرى خبراء ومحللون يمنيون، أن وقف تلك الاعتداءات مرهون بقطع اليد الإيرانية عبر تسريع الخطى، لاستعادة السواحل اليمنية كما أن مليشيات الحوثي استهدفت إرسال رسالة مزدوجة منها ومن إيران إلى الإمارات الأكثر فاعلية ونجاحا في إطار عمليات التحالف العربي.
أسوأ جماعة بالتاريخ
ويقول المحلل السياسي، ورئيس مركز جهود للدراسات في اليمن، عبدالستار الشميري، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن "قيام مليشيات الحوثي باستهداف أعيان مدنية بدولة الإمارات، وقبلها قرصنة السفينة روابي، هو محاولة لتقديم أنفسهم كأسوأ جماعة في التاريخ، متجاوزة في ذلك شقيقاتها في الإرهاب داعش والقاعدة".
ويؤكد الشميري أن "الإرهاب الحوثي سيستمر في استهداف المدنيين باليمن والسعودية والإمارات ما لم يتم لجم المليشيات، عبر تحرير مدينة الحديدة ومينائها الذي يعتبر الشريان الرئيسي في إمداد وتلقي مليشيات الحوثي كل الصواريخ والطائرات المسيرة.
ويشير إلى أن "عملية عسكرية خاطفة لاستعادة السواحل اليمنية من اللحية وحتى رأس عيسى والصليف وميدي، كافية بتقليص الهجمات الحوثية على المدنيين بنسبة 50%".
ويوضح أن كل العتاد الحوثي يأتي من هذه المنافذ وأن الحل يكمن في تحرير الحديدة وحماية تلك السواحل من عمليات تهريب الأسلحة والمعدات الخطرة إلى مليشيات الحوثي.
حماقة كبيرة
ويعد هجوم مليشيات الحوثي على أبوظبي حماقة كبيرة بتشجيع من إيران وتنظيم الإخوان الإرهابي.
ووفقا للخبير العسكري العميد ثابت حسين صالح فإن الحوثيين أرادوا بالهجوم على المنشآت المدنية في أبوظبي، تهديد الإمارات، الصاعدة اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وعلميا، وثنيها بشكل خاص عن دعم عمليات تحرير اليمن من براثن مليشيات الحوثي".
وأوضح الخبير الاستراتيجي لـ"العين الإخبارية"، أن "الرد الإماراتي كان سريعا وحازما على تلك الهجمات الإرهابية الحوثية، التي قوبلت باستنكار إقليمي ودولي واسع، مما جعل رد التحالف مبررا ومدعوما".
وقال إن "الحماقة المتمثلة في الاستهداف الإرهابي للعاصمة الإماراتية أبوظبي يأتي في سياق التقارب والتخادم بين مليشيات الحوثي وتنظيم الإخوان الإرهابي".
وفي تقدير العميد ثابت، فإن الحوثيين ارتكبوا العديد من الحماقات بتشجيع من إيران ومن إخوان اليمن وانكشف التخادم والتوافق بينهم على العمل لإفشال التحالف العربي وتدبير الأعمال العدائية ضد الإمارات والسعودية وضد القوات الجنوبية.
ولفت إلى أن "حماقات الحوثيين وتخادم الإخوان معهم تضاعف من عوامل تصاعد واستمرار الحرب في اليمن التي تدخل قريبا عامها السابع".
ولاقى الهجوم الإرهابي الذي استهدف منشآت مدنية في أبوظبي، الاثنين، تنديدا واستنكارا دوليا وإقليميا وأمميا غير مسبوق، حيث أجمع العالم على أن الهجوم الإرهابي يعمل على تقويض استقرار المنطقة وتهديد الأمن والسلم الإقليمي والدولي.