نعم، بمقدور قوات التحالف أن تُحسم معارك اليمن في أيام لا في سنوات، بما تملكه من قوات عسكرية ضاربة، وتقنيات عالية.
تمادى الحوثيون كثيراً في ممارسة جرائمهم، وبأكثر مما يحتاج إلى مواجهته بالحكمة والتأني والصبر وبُعد النظر انطلاقاً من شعورنا بالمسؤولية للحفاظ على أرواح المدنيين، بما لا يجوز مع هذه الجرائم أن يتعامل التحالف بأقل من الوصول إلى رأس المجرم عبدالملك الحوثي ومن لف لفه في العدوان على المملكة مطاراً بعد آخر، وسوقاً إثر سوق، ومواقع اقتصادية، كذلك العدوان (المسيَّر) على حقل الشيبة، حتى وإن كانت الخسائر التي أصابته محدودة، لأن من قام بهذه الجريمة وبيَّت لهذا العدوان يجب ألا يفلت من العقاب الشديد.
إن ممارسة ضبط النفس، والتعامل مع حرب حوثية إيرانية قذرة بالحكمة والأناة، إنما يشجع الحوثيين على تكرار هذا العدوان، ويفسح الطريق أمامهم لتبني أفكار شيطانية ضمن هذا التنوّع في أدواتهم العدوانية، ما يعني أن استراتيجية الحرب الحالية يجب أن تتغيّر لتركيعهم
نعم، بمقدور قوات التحالف أن تُحسم معارك اليمن في أيام لا في سنوات، بما تملكه من قوات عسكرية ضاربة، وتقنيات عالية، وخبرات عسكرية تراكمية ليس لدى الحوثيين القدرة على مواجهتها، لكن التحالف بقيادة المملكة لم يستخدم سوى القليل واليسير من هذه القوة العسكرية التي تمتلكها براً وبحراً وجواً حفاظاً على سلامة المدنيين الذين جعل الحوثي منهم دروعاً بشرية للحيلولة دون الوصول إلى رأس الأفعى.
ما العمل إذاً أمام عدوان حوثي مدعوم من إيران وقطر على منشآت سعودية مدنية، ومواقع مأهولة بالسكان المدنيين، ومن استمرار الطائرات الإيرانية المسيَّرة في عدوانها مستهدفة مدن المملكة باسم الحوثي الذي لا يعدو أن يكون مجرد عميل إيراني بامتياز، وإلا فإن هذه الطائرات صناعة إيرانية، مموّلة مادياً من قطر، فيما يقف العالم صامتاً، ويغض الطرف عن جرائم بهذا المستوى، في حين يكون موقفه الاحتجاج والاعتراض على كل عمل عسكري من التحالف يكون رد فعل على ما تتعرّض له المملكة من عدوان آثم.
طبيعة الحروب لا يمكن أن تكون بلا ضحايا مدنيين، وأمام هذه الاعتداءات الحوثية المتكررة، وبهذا الأسلوب الدنيء الذي لا يراعي حق المدنيين السعوديين والمقيمين في تجنيبهم ويلات هذه الممارسات الحوثية العبثية، لا بد أن يكون للتحالف بقيادة المملكة موقف حازم، وتكتيك جديد، وسياسة يتحمّل فيه التحالف المسؤولية في الانتقام من المجرمين، مهما عرّض ذلك بعض الأبرياء للخطر بعد تنبيههم إلى ضرورة مغادرة مواقع النشاطات العسكرية الحوثية المستهدفة من قوات التحالف.
إن ممارسة ضبط النفس، والتعامل مع حرب حوثية إيرانية قذرة بالحكمة والأناة، إنما يشجع الحوثيين على تكرار هذا العدوان، ويفسح الطريق أمامهم لتبني أفكار شيطانية ضمن هذا التنوّع في أدواتهم العدوانية، ما يعني أن استراتيجية الحرب الحالية يجب أن تتغيّر لتركيعهم، وطردهم من صنعاء وبقية المدن التي يحتلونها، وإعادة النظام الشرعي لقيادة اليمن، وفتح صفحة جديدة من التعايش بين كل مكونات الشعب اليمني الشقيق.
وإن وصول الطائرات المسيَّرة إلى كل هذه المواقع، وتطوير تقنياتها بحيث تصل في رحلة عدوانها إلى كل هذه المسافات، وصولاً إلى المواقع الاقتصادية المستهدفة ضمن سياسة توسيع العدوان، وما قاله المجرم عبدالملك الحوثي إثر جريمة حقل الشيبة، من أنه سوف يستمر في هذا العدوان، إنما يعزِّز المطالبة بأن تمارس اليد الحديدية للتحالف دورها القوي في إسكات هذا الصوت الخائن والقضاء عليه، ومن ثم إعادة اللحمة والتآخي إلى الشعب اليمني الجريح.
نقلاً عن "الجزيرة السعودية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة