11 مارس يوم العلم السعودي.. قصة راية ترفرف منذ 9 عقود
أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بأمر ملكي، يوما للعلم، يحتفل به كل عام في يوم 11 مارس/آذار، تقديراً لراية التوحيد التي لا تنكس.
وأشار الأمر الملكي إلى أن سبب اختيار الحادي عشر من مارس/آذار يوما للعلم، يعود إلى تطابقه مع اليوم الذي أقر فيه الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود العلم بشكله الحالي عام 1937.
وبينما تحتفل السعودية كل عام باليوم الوطني في الـ23 من سبتمبر/أيلول في مناسبة تستحضر رموز الدولة السعودية، احتفاء بالمملكة العريقة، أصبح للعلم يوم خاص، يدرج في احتفالات العام الوطنية.
وإليك قصة هذا العلم، ومراحله تطوره المختلفة، إلى أن استوى على ما نراه عليه الآن، شامخا مرفوعا، يمنع تنكيسه لتضمنه كلمة التوحيد، ليظل خفاقا في السماء، وبالقلوب، المليئة بالحب والسلام.
راية الوحدة والتوحيد
تحت علم السعودية توحدت أنحاء المملكة براية واحدة، وذلك منذ تأسيسها في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود، قبل حوالي تسعة عقود مضت، وذلك في 11 مارس/ آذار عام 1937.
لكن هذا العلم مرّ بمراحل أخرى ففي سبتمبر/ أيلول 1932 صدر مرسوم ملكي يقضي بتوحيد جميع أنحاء المملكة تحت اسم "المملكة العربية السعودية"، واختار لها الملك عبد العزيز آل سعود، علما من شريطين متقاطعين وعلامة بيانات بينهما كرمز للمملكة المنشأة حديثًا.
وتم تغيير علم المملكة لاحقا ليكون عبارة عن مستطيل أخضر في الوسط مكتوب بعبارة: "لا إله إلا الله و محمد رسوله" بقماش أبيض، وتحته سيف أبيض أيضا.
لكن ذلك لم يكن بداية قصة العلم، فهو يعود في شكله الأول إلى الدولة السعودية الأولى؛ التي كان يطلق عليها حينذاك "إمارة الدرعية"، وامتدت تلك الفترة إلى ما بين عامي 1750 و1818، وحينها كان العلم أخضر يتوسطه هلال أبيض.
وبين 1902 إلى 1921، على عهد تسمية السعودية باسم "إمارة نجد"، إبان دخول الملك المؤسس الرياض، ظل العلم كما هو، لكن حين استتبت الأمور للملك عبدالعزيز آل سعود تم تبديل الهلال بكلمة (لا إله إلا الله) على علم أخضر كامل وكتابة الشهادة بالخط الأبيض مع وجود مساحة بيضاء على يسار العلم.
واستمرت التطويرات على العلم السعودي، ففي 1938، أصبح عرضه يساوي ثلثي طوله بلون أخضر يمتد من السارية إلى نهاية العلم، تتوسطه كلمة الشهادة، مع إضافة سيف مسلول، يتجه من اليمين إلى اليسار، ورسمت الشهادة والسيف باللون الأبيض وسط مساحة قطعة القماش.
العلم الجديد
وفي عام ١٩٧٣، خلال حكم الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، صدر مرسوم ملكي جديد يقضي بأن يكون العلم على راية خضراء، متضمنا كلمة الشهادة، وسيفا مسلولا تحتها ومواز لها، تتجه قبضته إلى القسم الأدنى من العلم، وترسم الشهادة والسيف باللون الأبيض بصورة واضحة من الجانبين.
وصدر أمر سام في عام 1993، نص في مادته الثالثة على أن يكون علم الدولة السعودية كالآتي: لونه أخضر. عرضه يساوي ثلثي طوله. تتوسطه كلمة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" تحتها سيف مسلول ولا ينكس العلم أبدا (نظرا لوجود الشهادتين فيه).
وظلّ العلم بهذا الشكل إلى يومنا هذا، وإن حدثت تغييرات خلال السنوات التالية، لكنها ارتبطت تحديدا بالمقاسات والحجم، دون تغيير على محتويات العلم الوطني.
وكان آخر تلك التغييرات في فبراير/شباط 2022، حيث أقر مجلس الشورى السعودي، مشروع تعديل "نظام العلم" بالمملكة، الذي يقضي بإجراء تعديلات على نظام العلم والشعار والنشيد الوطني دون المساس بمحتوى أو شكل أي منها.