ولي العهد السعودي يكشف كواليس "الريتز كارلتون"
كشف الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء، كواليس أحداث فندق "الريتز كارلتون"، في حواره مع مجلة ذي أتلانتيك الأمريكية.
وقال إن "ما حدث في الريتز كارلتون لم يكن اعتقال أشخاص، بل كان من أجل منحهم خيارين، الأول: أننا سنعاملهم وفقًا للقانون تمامًا، ومن ثم ستقوم النيابة العامة بإعداد لائحة الاتهام".
وأشار ولي العهد السعودي إلى أن "الخيار الثاني لهؤلاء الأشخاص: كان سؤالهم ما إذا كانوا يرغبون بأن يسلكوا طريق المفاوضات".
وأوضح أن "95% منهم اختار طريق المفاوضات، لذا لم يكونوا مجرمين، ولم يكن بإمكاننا وضعهم في السجن، لقد وافقوا على البقاء في الريتز كارلتون لإجراء المفاوضات ولإنهائها".
وتابع "أعتقد أن 90% من المفاوضات قد انتهت، أما البقية، وهم من رفضوا التفاوض، فقد أحيلوا إلى النيابة العامة وفقًا للقانون السعودي، وهناك نسبة جيدة اتضح أنهم بريئون، سواء عبر المفاوضات أو في المحاكم".
وفي سؤاله حول ما مدى مقولة أن "الغرض من الريتز كارلتون التخلص من المنافسين"، ردا قائلا: "كيف لي أن أتخلص من أشخاص ليس لديهم سلطة أساسًا وبهذه الطريقة؟".
وأضاف: "لقد كانت وبوضوح محاولة إيقاف مشكلة ضخمة في السعودية، ففي كل ميزانية، هناك نسبة عالية تذهب للفاسدين، لن يكون لدينا نمو بنسبة 5.6% من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، ولن تكون لدينا زيادة 50% من الاستثمار الأجنبي في السعودية في 2021 لو استمر الفساد، ولن يكون هناك وزراء أكفاء، ولا أشخاص بارزون أكفاء يعملون في الحكومة ويكافحون ليل نهار، ويعملون على مدار اليوم، مالم يعتقدوا أنهم يسلكون طريقًا قويمًا ومشروعًا، وهذا لن يحدث طالما كان هناك فساد في السعودية".
ونوه ولي العهد السعودي إلى أن "أحد أوامر الملك سلمان في بداية 2015 القضاء على الفساد، وقد بدأت الحكومة في جمع الملفات وتجهيزها في عام 2017، ومناقشة أفضل مسار للعمل، ومن ثم أصدر الملك القرار بنفسه".
وأكد أن هذا القرار كان مجديًا، واعتبره "رسالةً قوية"، متابعا: "لقد اعتقد البعض أن السعودية كانت تحاول اصطياد الحيتان الكبيرة والمحترفة، لكنهم بحلول عام 2019م إلى 2020، أدركوا أنه حتى لو سرق أحدهم 100 دولار فسيدفع الثمن".
"شجار عائلي"
وفيما يتعلق بالعلاقات مع قطر، قال الأمير محمد بن سلمان إنه كان شجارا بين أفراد العائلة، وانتهي، مؤكدا "العائلة تظل عائلة، والأمر مثل شجار بين الأشقاء، مما يعني أنهم حتمًا سيتجاوزونه، وحتمًا سوف نصبح أفضل الأصدقاء".
ولفت إلى أن "لدى دول مجلس التعاون الخليجي نفس النظام، ولدينا نفس الآراء السياسية بنسبة 90% على ما أعتقد، ونواجه نفس المخاطر الأمنية، ونفس التحديات والفرص الاقتصادية، ولدينا كذلك نفس المجتمع والنسيج الاجتماعي، لذا نحن كلنا كدول مجلس التعاون الخليجي مثل دولة واحدة، وهذا ما دفعنا لتأسيس مجلس التعاون والعمل معًا".