شالكه الألماني.. كيف تهدم فريقا عريقا في 4 خطوات؟
مع شالكة الألماني، بات الرهان على الذاكرة، وقدرة المشجعين على العد؛ 26 ثم 27 ثم 28 مباراة متتالية في الدوري الألماني بدون تحقيق أي فوز.
النتائج السلبية تضع الفريق العريق، الذي كان قبل وقت قصير يطرب القارة الأوروبية بأدائه، على حافة الهبوط للمستويات الأدنى.
ومع فريق بحجم شالكه، كان الطبيعي أن يزين الرقم "صفر" خانة الخسائر في الدوري، لكنه لعب 13 مباراة هذا الموسم دون تحقيق أي فوز، بل إنه تلقى الخسارة 9 مرات، واهتزت شباكه 36 مرة، مقابل إحراز 8 أهداف فقط، متزيلا ترتيب الدوري بـ4 نقاط بعد 13 أسبوعا.
ويضاف هذا الأداء الكارثي في النصف الأول من دوري هذا العام، لأداء لا يقل تواضعا في آخر 15 جولة من دوري العام الماضي، إذ لم يحقق الفريق فيها أي فوز أيضا.
ويعد هذا الوضع جديدا على الفريق العريق، الذي تأسس عام 1904، وحقق عدد من الألقاب، منها 7 ألقاب للدوري الألماني، و5 لكأس ألمانيا، ولقبان من كأس ألمانيا الغربية، ولقب كأس الاتحاد الأوروبي، ولقبا سوبر ألماني.
ويلعب الفريق على ملعبه الشهير "فيلتينس أرينا"، وهو الملعب الأكثر تطورا في العالم، فهو على شكل غرفة ذات سقف متحرك، ويتميز بـ4 لوحات إلكترونية عالية الدقة، ويتسع لـ62 ألف متفرج.
ويشتهر الملعب بمدرجه الشمالي الذي يشغله دائما مشجعو النادي الأكثر تعصبا، حيث يقف المشجعون في هذا المدرج طوال المباراة، ولا يتوقفون عن التشجيع مهما كانت النتيجة.
انقسام إداري
في أشهر قليلة، تحول الفريق العريق الذي حقق نجاحات لمدة تفوق الـ100 عام، من النقيض إلى النقيض، وبات ضعيفا، وجميع عناصره أقل من أن يحملوا ألوانه، وفق تقرير لمجلة "دير شبيجل" الألمانية.
بل إن شعار الفريق "معا في العاصفة" بات مجرد كلمات مفرغة المضمون، فالانقسامات تضرب مجلس الإدارة بشكل غير مسبوق، وفق المجلة نفسها.
الأكثر من ذلك، أن الانقسام طال كل شيء في النادي، فهناك قسم من الموظفين والعاملين يدعمون مجلس الإدارة بشكل كامل، وقسم آخر يشكك في كل قرار ويضع شروط لتنفيذ خطط الإدارة.
"دير شبيجل" ذكرت أيضا "تراجع مستوى التفاعل بين إدارة النادي وجمعيته العمومية ومشجعيه، فنادي شالكه يضم 160 ألف عضو، وملايين المشجعين، لكن هناك انفصال تام في الوقت الحالي بين هؤلاء والإدارة".
وقالت المجلة الألمانية عن هذا الوضع: "الإدارة لا تطلع الأعضاء والمشجعين على خططها، ولا تشركهم في حل أزمات الفريق، وتحيط قراراتها بهالة من الضبابية والشك".
وخلال الأسابيع الماضية، كررت إدارة النادي بيانات رنانة عن التغيير وإعادة الهيكلة، دون أن تتخذ خطوات فعلية لتحويل الشعارات إلى أفعال.
أزمات مالية
بخلاف الانقسام وضعف الإدارة، تضرب فريق شالكه أزمة مالية طاحنة، حيث أظهر التقرير المالي في الأشهر الـ6 الأولى من العام الجاري عجزا ماليا يقدر بـ86 مليون يورو، بل إن النادي احتاج دعم حكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا، معقل الفريق، غربي ألمانيا، للحصول على قرض في الصيف الماضي.
ووفق "دير شبيجل"، فإن استمرار الانهيار الحالي للفريق في الدوري، يعني مزيدا من الخسائر المالية والدخول في نفق مظلم ماليا، خاصة في ظل صعوبة العثور على متبرعين أو مصادر أخرى للدخل، وسط أزمة تفشي فيروس كورونا وتداعياتها المالية عالميا.
وفي داخل الفريق، تعددت الأزمات في الفترة الأخيرة، ما يعكس خروج اللاعبين عن السيطرة، فعلى سبيل المثال، تعرض الجزائري نبيل بن طالب والمغربي أمين حارث للإيقاف مؤخرا، وقررت الإدارة إنهاء عقد المهاجم فيداد إيبسيفيتش لأسباب تأديبية.
هل يتواصل الانهيار؟
لا يوجد تساؤل في الكرة الألمانية هذه الأيام أكثر إثارة للجدل من ذلك المتعلق بمستقبل فريق شالكه في الدوري الألماني، وهل يهبط بنهاية الموسم الجاري للدرجة الأدنى؟
ورفض المكتب الإعلامي لشالكه التعليق لـ"العين الإخبارية" على وضع الفريق الحالي أو خطط الإدارة لانتشاله من عثرته، وأكد فقط أن النادي متحد ويعمل على الخروج من الأزمة.
ويقول جيرهارد شنايدر، وهو مواطن ألماني أربعيني من عشاق فريق شالكه، في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "المشجعون يشعرون بالاحباط والغضب من وضعية الفريق العريق، النادي بحاجة لاعادة هيكلة شاملة، ورؤية جديدة للخروج من الوضع الحالي".
ويضيف: "الفريق ينتقل من هزيمة إلى أخرى، واللاعبون بلا روح، نحن بحاجة إلى عملية تغيير سريعة وشاملة قبل فوات الأوان".
مدرب جديد
وفي محاولة لحلحلة وضع الفريق، أقال نادي شالكه مدربه مانويل باوم، بعد مسيرة سلبية استمرت لـ12 مباراة بلا انتصار، وعين الهولندي هوب ستيفنز مدربا مؤقتا، لكن الإقالة لم تحدث أثرا سريعا، حيث تعرض الفريق للخسارة في الجولة الـ13 للدوري الألماني، أمام فريق بيليفيلد بهدف دون رد.
ومع ذلك، الجماهير تعول كثيرا على المدرب الجديد لانتشال الفريق من كبوته، حيث قال جيرهارد شنايدر: "تعيين ستيفنز خيار جيد، ورهان مضمون النتائج إلى حد كبير".
وأضاف: "هذا الرجل هو أحد مدربينا التاريخيين، ويعرف النادي جيدا وقاده لتحقيق نجاحات سابقة، ويمكنه انتشال الفريق من عثرته بشرط إصلاح المشاكل الإدارية ووقوف النادي ومحبيه خلف الفريق صفا واحدا".
وسبق لستيفنز (67 عاما) تولي تدريب شالكه من 1996 إلى 2002 ومن 2011 إلى 2012 قبل أن يتولى المسؤولية مؤقتا في نهاية موسم 2018-2019.
وقاد المدرب الهولندي الفريق إلى لقب كأس الاتحاد الأوروبي عام 1997، وكأس ألمانيا عامي 2001 و2002، فضلا عن المركز الثاني في الدوري في 2001.
وفي هذا الإطار، قال ستيفنز: "نتذيل الترتيب والفريق يتمتع بالقليل من الثقة، يجب أن نصفي أذهاننا، اللاعبون بحاجة لتجربة الفوز، هذا أفضل علاج للاعب كرة القدم".
ووفق "دير شبيجل"، فإن ستيفنز يملك فرصة قوية للنجاح في مهمته لانتشال الفريق من محنته، فشالكه يبعد عن مراكز الأمان في جدول الدوري بـ7 نقاط فقط.
وأتمت المجلة: "ستيفنز مطالب أولا باعادة الثقة، واعادة الانضباط إلى الفريق، ثم تحقيق فوز واحد، بعدها يمكن أن تنطلق مسيرة الفريق لضمان البقاء في الدوري".
aXA6IDE4LjIyNC4zOC4xNzAg جزيرة ام اند امز