ندوة حول «الإعلام وتعزيز ثقافة التفاهم والحوار» في معرض «أبوظبي للكتاب»

نظم جناح مجلس حكماء المسلمين في معرض أبوظبي الدولي للكتاب ندوة بعنوان "الإعلام وتعزيز ثقافة التفاهم والحوار"، بمشاركة محمد إبراهيم الحمادي، مدير عام وكالة أنباء الإمارات بالإنابة، والكاتب الصحفي عبد اللطيف المناوي.
استهل محمد الحمادي الندوة بالتأكيد على أهمية الإعلام في العصر الحديث، مشيرًا إلى أن الثورة التكنولوجية المتسارعة جعلت من الكلمة أداة فاعلة في تشكيل الرأي العام وتوجيه المجتمعات. وأوضح أن الكلمة ليست مجرد وسيلة تعبير، بل مسؤولية قد تؤدي إلى الفتنة أو تبني وعيًا وسلامًا، مما يستدعي من العاملين في المجال الإعلامي إدراك حجم المسؤولية الإنسانية والوطنية الملقاة على عاتقهم.
الإعلام مسؤولية تتطلب التزامًا أخلاقيًا
وأشار الحمادي إلى أن التحدي الأكبر في مواجهة خطاب الكراهية لا يقتصر على المؤسسات الإعلامية التقليدية، بل يمتد إلى الفضاء الإلكتروني المفتوح أمام ملايين المستخدمين دون ضوابط مهنية أو أخلاقية واضحة. وأكد أن الإعلامي الحقيقي هو من يواجه هذه التحديات بنشر الحقائق وتعزيز قيم المسؤولية.
كما نوه إلى أن الإعلام الإماراتي يمثل نموذجًا فريدًا في الالتزام بنشر خطاب إيجابي يعكس روح التسامح ويعزز قيم الحوار والتقارب دون تمييز بين أفراد المجتمع على اختلاف جنسياتهم ودياناتهم. وشدد على أن الإعلام يعد أداة محورية في بناء الجسور وتعزيز ثقافة الاعتدال، وأن التفاعل المجتمعي مع الكلمة هو المؤشر الحقيقي على نجاح الكاتب أو الإعلامي في إيصال رسالته.
الكلمة أداة للتفاهم لا للتأجيج
من جانبه، أكد الكاتب الصحفي عبد اللطيف المناوي أن تطور وسائل الاتصال جعل من كل فرد في العالم مؤثرًا، مما ضاعف من تأثير الكلمة وجعل ساحة التواصل متاحة للجميع. وأوضح أن هذا الواقع يستدعي العمل على أن تكون الكلمة أرضية مشتركة لبناء التفاهم، لا وسيلة للتأجيج والخلاف.
وأشاد المناوي بجهود مجلس حكماء المسلمين في تعزيز ثقافة التفاهم والحوار، مستشهدًا بوثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف. وأشار إلى أن هذه الوثيقة لم تكن لتخرج إلى النور لولا دعم القيادة الرشيدة وشخصية الطرفين الموقعين وما يملكانه من مقومات إنسانية وروحية جعلتهما قادرين على صياغة وثيقة تاريخية جامعة. وأكد أن الوثيقة تعد من أهم الوثائق في التاريخ الحديث، وتستحق آليات فاعلة لضمان استدامتها وتفعيلها عالميًا.
وأضاف أن الإعلام ليس أداة سحرية، بل انعكاس لوعي المجتمع، وله تأثير مباشر في تشكيل القناعات. وشدد على ضرورة نشر الخطاب الإيجابي لمواجهة الكراهية، وتعميم نماذج الحوار، ودعم مبادرات مثل وثيقة الأخوة الإنسانية في مختلف البيئات، حتى تلك التي تبدو ضيقة أو منغلقة على الآخر.
مجلس حكماء المسلمين يعرض أكثر من 250 إصدارًا في المعرض
يشارك مجلس حكماء المسلمين بجناح خاص في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، حيث يعرض أكثر من 250 إصدارًا فكريًا وثقافيًا متنوعًا، من بينها عدد من أحدث إصدارات الحكماء للنشر لعام 2025. وتعالج هذه الإصدارات أبرز القضايا الفكرية والثقافية المهمة، انطلاقًا من رؤية المجلس ورسالته الهادفة إلى تعزيز السلم، وترسيخ قيم الحوار والتسامح والتعايش الإنساني. ويقع جناح المجلس في المعرض في الجناح رقم 10C35، قاعة رقم 10.
aXA6IDMuMjMuMTI4LjI0NSA= جزيرة ام اند امز