لافروف بأفريقيا.. "حج دبلوماسي" لتخفيف عزلة روسيا
للمرة الثانية خلال 10 أيام، يعود وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أفريقيا، بحزمة رسائل دبلوماسية.
ويركز الدبلوماسي الروسي البارز على القارة السمراء في ظل ندرة الاتصالات الدولية منذ بداية العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا.
وكالة "بلومبرغ" الأمريكية قالت إن لافروف يزور أفريقيا مجددا لتخفيف العزلة الدبلوماسية التي تعاني منها موسكو، موضحة أن زيارته لمالي تأتي بعد محادثات في العراق العضو في أوبك، كما سيسافر إلى السودان وموريتانيا هذا الأسبوع.
وستشهد زيارة وزير الخارجية الروسي إلى مالي، محادثات مع قادة المجلس العسكري الذين يسعون لتلقي المساعدة من موسكو في التصدي لتمرد المتطرفين الذي لا يزال راسخا بالرغم من مكافحته على مدار سنوات.
وبحسب "فرانس 24"، تعتبر زيارة لافروف إلى أفريقيا الثالثة منذ يوليو/تموز الماضي، في إطار محاولة لتوسيع الوجود الروسي على القارة في ظل عزلة دولية واسعة النطاق منذ بدء الحرب في أوكرانيا العام الماضي.
وسافر العديد من المسؤولين الماليين إلى موسكو، لكن زيارة لافروف تعتبر "الأولى من نوعها" في ظل تعزيز "ديناميكية جديدة" للتعاون الأمني والاقتصادي بين البلدين، بحسب وزارة خارجية مالي.
وتلقت مالي بالفعل طائرات ومروحيات هجومية من روسيا بالإضافة إلى مئات الجنود الذين يصفهم قادة مالي بـ"مرشدين" يساعدون في تعزيز دفاع مالي وسيادتها.
وتنخرط مالي في كفاح ضد المتطرفين المرتبطين بتنظيمي القاعدة وداعش الذين شنوا تمردا دام عقدا، وانتشر إلى الدول المجاورة.
والعام الماضي، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمالي إن موسكو ملتزمة بتعزيز التعاون للمساعدة في اجتثاث المتشددين، وإنها تعد بإرسال شحنات وقود، وأسمدة، ومواد غذائية بقيمة حوالي 100 مليون دولار.
وفي تحليل نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية تزامنا مع زيارة لافروف إلى أفريقيا في يوليو/تموز العام الماضي، اعتبرت أن الجولة تمثل جبهة أخرى في الصراع بين الغرب وموسكو.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى إحجام العديد من القادة الأفارقة عن إدانة الحرب الروسية في أوكرانيا، فضلًا عن اتهامهم الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الناتو ببدء أو إطالة أمد الصراع.
لكن مئات الملايين بالقارة السمراء يواجهون أزمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وفي بعض الحالات، نقص حاد فيه بسبب حصار أسطول البحر الأسود الروسي للموانئ الأوكرانية والذي يعيق خروج عشرات ملايين الأطنان من الحبوب، الأمر الذي يفاقم مشاكل التوريد القائمة بشكل كبير.
ورأى التحليل أن زيارة لافروف إلى القارة حينها استهدفت إقناع القادة الأفارقة، وعلى نطاق أضيق، الأناس العاديين بأنه لا يمكن إلقاء اللوم على موسكو لا فيما يتعلق بالصراع أو أزمة الغذاء. وألقت روسيا باللوم في الحصار على الألغام الأوكرانية.
غير أن جهود موسكو تعود لكسب الأصدقاء والتأثير على الناس في شتى أنحاء أفريقيا إلى ما هو أبعد من الأحداث الأخيرة، وكانت نتائج هذه الحملة غير مكتملة، وتظل روسيا لاعبا هامشيا وفقا لمعظم المعايير التقليدية، مثل التجارة والاستثمار.
واعتبر مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية خلال تحليل منشور في سبتمبر/أيلول العام الماضي، أن روسيا تشكل مصدرا أقل من 1% للاستثمار الأجنبي المباشر في إفريقيا، ولذلك، ومن الناحية الموضوعية، لا تجلب سوى القليل للقارة، موضحا أن حقيقة إجراء لافروف لرحلة رفيعة المستوى إلى القارة السمراء في خضم الحرب الروسية على أوكرانيا تكشف حاجة موسكو الماسة لها.
وكان لافروف قد أشاد بما وصفه "المسار المستقل" الذي اتخذته بعض الدول الأفريقية برفضها الانضمام إلى العقوبات الغربية على روسيا والمحاولات المستترة للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبية لكسب اليد العليا وفرض نظام عالمي أحادي القطب.
aXA6IDMuMTQ1Ljc4LjExNyA= جزيرة ام اند امز