31 دولة عربية وأجنبية تشارك في أيام الشارقة التراثية الـ15
أيام الشارقة تنطلق من 4 وحتى 22 أبريل تحت شعار "التراث مبنى ومعنى"
تشارك 31 دولة عربية وأجنبية في فعاليات النسخة الخامسة عشرة من أيام الشارقة التراثية، التي تنطلق في الرابع من إبريل/نيسان المقبل وتستمر حتى الثاني والعشرين منه، في منطقة التراث بقلب الشارقة، ومختلف مدن ومناطق إمارة الشارقة، تحت شعار "التراث مبنى ومعنى"، حيث تشكل فعاليات الأيام التي تتضمن برامج وأنشطة وفعاليات متنوعة، الفرصة لجميع الدول المشاركة كي تعرض مختلف جوانب ومكونات وعناصر تراثها الثقافي وفنونها الشعبية وألعابها التقليدية، ومختلف ألوان الموسيقى، ليعيش جمهور وزوار وعشاق التراث تفاصيل مشهد بانورامي جميل غني ومتنوع، حيث يجتمع العالم في الشارقة.
وكشف الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا لأيام الشارقة التراثية، في مؤتمر صحفي نظمه المعهد، الأربعاء، في مركز فعاليات التراث الثقافي، عن ملامح وتفاصيل النسخة الجديدة.
وذكر المسلم أن هناك الكثير من الفعاليات الجديدة في النسخة الخامسة عشرة، من بينها فعالية سوق الشارقة للكتب المستعملة، والتي سيذهب جزء من ريع بيع الكتب إلى الجمعيات الخيرية في الدولة، حيث تأتي هذه الفعالية تزامناً مع عام القراءة.
وأشار إلى أن للطفل نصيبا كبيرا كما جرت العادة في الأيام، حيث سنخصص لهم 240 فعالية، كما سيكون هناك حضور تام للبيئات الإماراتية الأربعة، وهي البيئة الجبلية والبيئة الزراعية والبيئة الصحراوية والبيئة البدوية، بالإضافة إلى حضور التراث الخليجي والعربي والعالمي من خلال الدول المشاركة.
ولفت إلى أن شعار الأيام لهذا العام هو "التراث مبنى ومعنى"، ويأتي تجسيداً وانسجاماً مع الاهتمام الدولي للتراث الثقافي، والاهتمام المتوازن بين التراث المادي وغير المادي.
وقال المسلم: ضيف الأيام في هذا العام جمهورية مالطا، التي وجهت لنا دعوة من أجل التبادل الثقافي، فقمنا بزيارتهم، وتم الاتفاق على أن يكونوا ضيف الأيام، لافتاً إلى أن هناك الكثير من المشتركات بين العرب وبين مالطا، فنحو 60% من مفردات اللغة المالطية تعود إلى أصول عربية.
وأشار إلى أن أيام الشارقة التراثية في مشوارها الذي وصل اليوم إلى 15 عاماً، تعتبر تظاهرة ثقافية مهمة ومميزة زاخرة بالفعاليات والبرامج والأنشطة التراثية المليئة بالنشاط والحيوية والمعرفة والتسلية والترفيه، وقيمة حضارية وثقافية ومعنوية تقدمها إمارة الشارقة إلى دولة الإمارات والعالم العربي، ومحفل ثقافي مهم للتراث الشعبي والموروث الحضاري، كما أنها نموذج يُحتذى في تنظيم المهرجانات الثقافية الشعبية الكبرى، وتمثل وجهاً حيوياً من وجوه التراث الثقافي الإماراتي، بما توفره من مناخ مناسب لجميع الزوار، وخبرات تمكنهم من استكشاف جماليات حياة الماضي عبر أنشطة متعددة تلبي تطلعات أبناء الإمارات نحو الحفاظ على العادات والتقاليد الأصيلة والموروث الشعبي الإماراتي.
ولفت إلى أن 31 دولة عربية وأجنبية، تشارك في فعاليات الأيام، وهي الإمارات والكويت وعُمان والبحرين وقطر والسعودية، واليمن ومصر والمغرب وتونس والجزائر والسودان ولبنان والعراق، بالإضافة إلى مالطا كضيف شرف، والصين وأستراليا وإيطاليا والمالديف وجورجيا وصربيا وطاجيكستان وسلوفاكيا وباراغواي وفرنسا وروسيا.
وأكد أن أيام الشارقة التراثية تحظى دوماً بدعم كبير ومستمر من قبل الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، منذ النسخة الأولى، وبفضل رعاية ودعم سموه، أصبحت الأيام نموذجاً يحتذى في تنظيم المهرجانات الثقافية الشعبية الكبرى، ويشكل هذا الدعم والمتابعة والرعاية الدقيقة والتفصيلية حافزاً كبيراً من أجل تحقيق المزيد من النجاح والتميز والإبداع في عملنا لأجل التراث والتعريف به، فقد أصبح تراثنا يحتل مكانة كبرى في المشهد التراثي العالمي.
وأوضح أن المعهد يسعى من خلال أيام الشارقة التراثية، إلى التعرف على الموروث المادي والمعنوي، بما يساهم في خلق جيل مرتكز في تطلعاته على الأصالة، وعلى خبرات عريقة، آخذاً بعين الاعتبار أهمية وضرورة تعزيز فرص التواصل بين الأجيال، مع التأكيد على أهمية التراث وأصالته وضرورات صونه والاستفادة منه والبناء عليه.
وبيّن أنه لا يمكن التعامل مع أيام الشارقة التراثية كحدث موسمي سنوي وتقليدي أو عادي، فهو ملتقى كبير تتفاعل فيه الحضارات والثقافات في مدينة يعرف الجميع دورها ومكانتها الثقافية، وجهودها في مجال الحفاظ على التراث والتاريخ والتعريف بهما.
ومن جانبها، قالت أسماء سيف السويدي، مدير معهد الشارقة بالإنابة، نائب رئيس اللجنة العليا لأيام الشارقة التراثية: إن نسخة هذا العام من الأيام تأتي تحت شعار "التراث مبنى ومعنى"، بما يؤكد على أن تراثنا لا يعني فقط تلك المباني بمظهرها الخارجي، بل يتجاوز الشعار فكرة ومفهوم المبنى إلى المعنى والتجليات ومختلف المفاهيم العميقة التي تؤكد على أننا من خلال تلك المباني والمفاهيم والمعاني نستطيع أن ننجح في إعادة بناء الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لكل منطقة ومكان فيه مبنى.
ولفتت إلى أنه في كل دورة من دورات الأيام هناك شعار جديد، نعمل على ترجمته وتطبيقه بما يسهم في الاستمرار بالارتقاء بعملنا وهدفنا، وتحقيق نتائج حقيقية تضاف إلى رصيدنا في النجاح الذي لا يقف عن حد معين، بل يستمر مفتوحاً على أفق بلا حدود.
وبدوره، قال المهندس بدر الشحي، المنسق العام للأيام: مع فعاليات أيام الشارقة التراثية، تتحول منطقة التراث في قلب الشارقة إلى محطة أساسية وعنوان كبير لعشاق التراث والباحثين والمختصين والجمهور الراغب في التعرف على تراث العالم، فمن خلالها نستحضر أصالة الماضي كي نُطلع الجيل الجديد على تاريخ الأجداد، ونُقدم لهم تعريفاً بكل تلك الحرف والمهن والعادات والتقاليد، وعن مختلف ملامح حياة الآباء والأجداد، فالتراث بكل مكوناته وعناصره تعبير صادق عن هوية وخصوصية هذا الشعب، وتجسيد حي لتاريخ أبناء الإمارات.