مثقفون: اختيار الشارقة ضيف شرف معرض نيودلهي للكتاب نتاج جهود 4 عقود
الدكتور حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، يقول إن الميزة النادرة لمشروع الشارقة الثقافي تكمن في المثابرة.
أكد عدد من مسؤولي المؤسسات والهيئات الثقافية الإماراتية، ونخبة من الكتاب والمثقفين الإماراتيين، أهمية اختيار إمارة الشارقة ضيف شرف الدورة الـ27 من معرض نيودلهي الدولي للكتاب، وما يعكسه على المشروع الثقافي للإمارة، لافتين إلى أن هذا الإنجاز يأتي نتاج جهود متواصلة لأكثر من 4 عقود، وضع أساسها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
واعتبروا أن حضور الإمارة في واحد من أهم المعارض العالمية، يعد إضافة نوعية لتجربة الحراك الثقافي المحلي الإماراتي، وإثراء لصورة الثقافة العربية أمام القراء والمثقفين الهنود، مشيرين إلى أن مشاركة الإمارة بمثقفيها ومؤسساتها ومبادراتها في المعرض، يعمق العلاقات التاريخية التي تجمع الإمارات بالهند، ويفتح مزيداً من الآفاق أمام فرص التبادل والحوار والتعاون.
وقال الدكتور حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، إن الميزة النادرة لمشروع الشارقة الثقافي والحضاري تكمن في المثابرة التي هي السبب الأول للنجاح والتفوق، فهذا المشروع المتقدم يتكون من حلقات يكمل بعضها بعضاً، ومن سماتها التكامل والاتساق، وفق الرؤية العميقة للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وأشار "الصايغ" إلى ترجمة عدد كبير من أعمال الكتاب الإماراتيين في الشعر والقصة والرواية والمسرح والدرس النقدي والتاريخي والفكري إلى اللغة الهندية، إذ يشهد جناح الشارقة في المعرض حفل توقيع مشترك للكتاب المشاركين، وفي ذلك تكريس للأدب الإماراتي المترجم سبيلاً للمزيد من التعارف مع الدول الصديقة من جهة، ولعالمية الإبداع الإماراتي من جهة ثانية.
وتقدم "الصايغ" باسم كتاب وأدباء الإمارات لحاكم الشارقة الرئيس الفخري لاتحاد كتاب الإمارات، بالتهنئة على نجاح جهوده ضمن مشروع الشارقة الحضاري.
وقال عبدالله العويس، رئيس دائرة الثقافة بإمارة الشارقة "لقد انطلقت الشارقة وامتدت ثقافياً من محليتها نحو محيطها العربي ومن ثم العالمي"، لافتاً إلى أن الثقافة العربية لم تكن يوماً حبيسة الجغرافيا أو الانزواء، بل مشروعاً إنسانياً يشكل جسراً للتواصل والتفاعل الخلاق بين الدول والأمم والشعوب.
وأضاف أن اختيار الشارقة "ضيف شرف" في معرض نيودلهي الدولي للكتاب جاء تعبيراً عن العلاقات الثقافية المتميزة بين الإمارات والهند، لتشكل علاقة خاصة ووثيقة عبر مجالات النشر والفعاليات والبرامج والأنشطة المشتركة والمتبادلة ثقافياً، فاليوم الشارقة ضيف شرف في نيودلهي وأمس كانت الهند ضيف شرف في معرض الشارقة الدولي للكتاب.
وقال علي إبراهيم سالم المري، رئيس دارة الدكتور سلطان القاسمي، إن اختيار إمارة الشارقة ضيف شرف معرض نيودلهي الدولي للكتاب يعد تتويجاً للمشروع الثقافي الكبير لإمارة الشارقة، الذي وضع أساساته حاكم الشارقة، وهو فرصة جديدة لتعزيز روابط التعاون التاريخية التي تجمع دولة الإمارات والهند في شتى المجالات لا سيما الثقافية منها.
وأشار إلى أن دارة الدكتور سلطان القاسمي تشارك بمجموعة متميزة من المجموعة الخاصة للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ضمن هذا المعرض.
وأكد عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، أن اختيار الشارقة ضيف شرف لمعرض نيودلهي الدولي للكتاب 2018 يحمل في طياته العديد من الرسائل والدلالات التي تترجم في مجملها نجاح المشروع الثقافي الكبير لإمارة الشارقة، الذي أرسى دعائمه حاكم الشارقة، والذي برهن للعالم أجمع أن ما يوحد الإنسانية ويجمعها أكبر بكثير عما يفرقها ويشتت شملها.
بدوره قال محمد حسن خلف، مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام: "تضعنا إمارة الشارقة عاماً تلو آخر أمام نموذج متفرد في تحقيق التطلعات والطموحات، وتحويلها من رؤى وخطط إلى منجزات على أرض الواقع، الأمر الذي يدفعنا جميعا كمؤسسات وأفراد للسير على خطاها، والعمل برؤيتها التي أرسى دعائمها حاكم الشارقة".
وأشار إلى أن الإمارة عملت بطاقات أبنائها، وتراكم الجهود منذ أكثر من 40 عاماً، لتستحق بذلك كل ما تحصده اليوم من ألقاب، ففي العام الذي تحمل لقب "العاصمة العالمية للكتاب" تحل ضيف شرف على معرض نيودلهي للكتاب.
واعتبرت مروة العقروبي، رئيسة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، أن اختيار الشارقة ضيف شرف لمعرض نيودلهي الدولي للكتاب 2019، جاء تجسيداً لنجاح الإمارة في الأدوار الكبيرة التي تقوم بها ضمن رؤية حاكم الشارقة التي ترى في الكتاب وتعزيز التبادل الثقافي مدخلاً للتسامح والتعايش بين كل شعوب العالم، فالشارقة باتت اليوم بفضل هذه الرؤية المنارة الثقافية والمنصة الحضارية التي تلتقي حولها كل دول وشعوب العالم.
من جانبه، قال راشد الكوس، المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين، إن الثقافة الهندية تحتفي اليوم بالشارقة ضيف شرف في واحد من الأحداث الثقافية المهمة والمرموقة التي تنظمها منذ ما يناهز نصف قرن من الزمان.
ولفت إلى أن هذا الاحتفاء يعكس المكانة الثقافية والمعرفية التي حققتها الإمارة على الصعيدين الإقليمي والعالمي، بفضل الرؤية الحكيمة لحاكم الشارقة التي دعت جميع العاملين في قطاعات الثقافة والمعرفة بأن يكثفوا من جهودهم، من أجل تعزيز مكانة الإمارة ثقافياً على مختلف الأصعدة.
وقالت الشاعرة خلود المعلا: "ها هي الشارقة تأخذني إلى الهند، وها أنا أراني فيها أقرأ قصائدي وألتقي مثقفيها، وأصل إليهم بشغف الباحث عن الوصل، لأترك بين أيديهم أكثر من دافع للقاء والتواصل، ليس من خلال قصيدة وحوار ومشاركة فحسب، وإنما يتجسد هذا التواصل في هيئة ديوان شعر مترجم إلى اللغة الهندية التي يتحدث بها أكثر من 100 مليون شخص في العالم".
وقال الباحث الإماراتي محمد حمدان بن جرش: "اليوم وبعد مسيرة من العمل الثقافي، أصبحت الثقافة في الشارقة جزءاً لا يتجزأ من كينونة المكان، ومن شخصيته التي يعرف بها محلياً وعربياً وعالمياً".
وأضاف أن الشارقة ارتبطت بالثقافة ارتباطاً عضوياً، وهو نتاج فعل تراكمي أخذ مداه في الزمان والمكان، وهو نتاج رؤية سديدة إلى الارتباط الطبيعي بين التنمية الحقيقية والثقافة، وهو ما يعني بالضرورة وجود رؤية استراتيجية للثقافة رسمها حاكم الشارقة على مدار العقود الماضية، كان لها الدور الحاسم في تحويل الشارقة إلى حاضنة ثقافية تعتبر من الأهم في العالم.
وقال الممثل والمخرج والأكاديمي الدكتور حبيب غلوم، إن "مدينة الشارقة المشرقة تزدان كل يوم بحلة نفيسة في بحر العلوم والفنون، وتزداد ألقا وتوهجا بين سائر المدن والبلدان، وها نحن نرحل إلى الهند لننقل ثقافتنا وفنوننا إلى الشعب الهندي الصديق، وقبلها ننقل إنسانيتنا التي تعلمناها من سلطان الثقافة والمعرفة".
وأكد الأديب والإعلامي الإماراتي ناصر الظاهري أهمية هذه المشاركة، كون أرض الهند غنية بالثقافات المتعددة والمختلفة والمنسجمة في آن، مشيراً إلى أن فعاليات معرض نيودلهي للكتاب تعد تحدياً للوصول بالكتاب والإبداع العربي لمنطقة قريبة منها، وتربطنا بها صلات غلبت عليها التجارة والأعمال منذ مئات السنين.
وقال إن مشاركة هيئة الشارقة للكتاب من خلال إطلالة جديدة أخرى على الشرق القريب، خطوة محمودة من جميع جوانبها، وأهمها وصول الإبداع العربي إلى معقل الثقافات واللغات والديانات والإبداع بجوانبه كافة.
وأكد الباحث والروائي سلطان العميمي أن استضافة معرض نيودلهي الدولي للكتاب إمارة الشارقة لتكون ضيفاً على المعرض، تعد نجاحاً جديداً يضاف إلى النجاحات التي حققتها دولة الإمارات في السنوات الماضية على صعيد الحضور الدولي لثقافتها، منوهاً بأن إمارة الشارقة تعتبر أحد أهم المؤثرين في الحراك الثقافي المحلي والعربي والدولي، نظراً للاهتمام المباشر والكبير من حاكم الشارقة بقطاعات الثقافة والقراءة والكتابة.
من جانبه، قال الدكتور حمد بن صراي، أستاذ التاريخ القديم في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الإمارات، إن معالم الثقافة في إمارة الشارقة، وتنوع وتعدد مشاركاتها في العالَم، تدل على الحيويّة الثقافية التي تتمتّع بها الإمارة، في ظل القيادة المباركة للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وأوضحت الشاعرة شيخة المطيري أن من يقرأ السيرة الذاتية الثقافية للشارقة، يدرك أنه يقف أمام يوميات غير عادية، مؤكدة أن الإمارة تدون صباح مساء ما يحدث فيها من أحداث ثقافية، تغير كل يوم ملامح الخارطة الكبرى للثقافة المحلية والعربية والإنسانية.
واعتبر الشاعر الدكتور طلال الجنيبي أن مشاركة الشارقة في معرض نيودلهي الدولي للكتاب كضيف شرف، تمثل حلقة جديدة في سلسلة الإنجازات الثقافية للإمارة الباسمة، موضحاً أن ما قدمته الشارقة من إضافة للثقافة الإماراتية أكبر من أن تحيط به هذه المقالات والقراءات الصحفية، ولكن يكفي إمارة الشارقة فخراً أنها أصبحت عنوان الثقافة العربية الأبرز بلا جدال، وأصبح سلطانها سلطان الثقافة والفكر والإبداع، بالنظر إلى حجم المساهمات والعطاءات التي قدمتها خدمة للثقافة والفكر والإبداع بكل إخلاص وتفان.
وقال الشاعر عبدالله الهدية الشحي إن الشارقة تمثل سمو الثقافة الإماراتية والعربية والعالمية، وسيدة الفكر الوسطي الرزين، وأميرة الكتاب وهي مصدر التنوير في معارض الكتاب المحلية والعالمية صاحبة المعرض الأهم والأكثر انتشاراً وحضوراً.
aXA6IDMuMTM3LjE4MC42MiA= جزيرة ام اند امز