شيخ الأزهر يلتقي لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية.. رسائل عديدة
التقى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الخميس، أعضاء لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية بالعاصمة الإيطالية روما.
وحث الإمام الأكبر خلال الاجتماع أعضاء لجنة التحكيم على المضي قُدما في عملهم بالمشروع الإنساني العالمي للأخوة الإنسانية، مشددا على أن وثيقة الأخوة لم تكن يوما موجهة لدين معين أو عرقية وقومية محددة، وإنما هي للإنسان أيا كان عرقه أو دينه أو لونه.
وأكد أن الاختلاف سنة كونية لحكمة إلهية، ولو أرادنا الله متشابهين لخلقنا كذلك، ولكن كانت حكمته في الاختلاف حتى في مستويات الإدراك بين الإنسان وغيره من الكائنات، وسيظل هذا الاختلاف مبدأ للإنسانية إلى يوم القيامة، وقد أرسى الله التعارف والتآخي والتآلف كمبادئ تحكم علاقة هؤلاء المختلفين، محذرا أننا إذا حدنا عن هذه المبادئ خالفنا الحكمة الإلهية وضعنا وضاع كل شيء.
ولفت الإمام الأكبر إلى أن العالم عاش حروبا ومآسي محزنة؛ خاصة في الشرق الأوسط وأفريقيا اللذين لا يزالان يعانيان وينزفان ألما، وقال: "أكاد أبكي دما حينما أرى مشاهد المشردين واللاجئين والفقراء والأطفال يموتون على أيدي أمهاتهم، عليكم أن تضعوا هذه المشاهد نصب أعينكم، وتسخروا جهودكم لمساعدة الناس، لديكم فرصة ذهبية للمشاركة في تغيير هذا العالم إلى الأفضل، إلى عالم تسوده المحبة والمودة والخير".
من جانبهم، أعرب أعضاء لجنة التحكيم عن امتنانهم لفضيلة الإمام الأكبر على هذا اللقاء ودوره الرائد في نشر قيم الحوار والتسامح والوسطية والاعتدال، والذي توج بتوقيعه وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية مع قداسة البابا فرنسيس في أبوظبي عام 2019.
وأكد أعضاء لجنة التحكيم أنه لا يمكن إدراك قيمة جائزة زايد دون إدراك قيمة الأخوة الإنسانية، مشيرين إلى أن مهمتهم لا تقتصر على اختيار الفائزين، بل خلق نماذج وقدوة ليحذو العالم حذوهم ينشرون قيم السلام والأخوة، وأن الأخوة الإنسانية لا تقتصر على تعامل الإنسان مع أخيه من بني الإنسان، ولكن أيضا تعامله مع الجماد والحيوان والنبات والبيئة التي يعيش فيها، ويقع على عاتقه حمايتها والحفاظ عليها.
وقال أعضاء اللجنة: "سوف نبذل كل ما في وسعنا لمساعدة الفئات الأكثر تهميشا والأقل تمثيلا، سنحاول جعل هذا العالم أفضل للفقراء والمشردين والمرأة والطفل، نعدكم بأن نقوم بعملنا بحيادية تامة، وسوف يكون عملنا انعكاسا للقيم التي نصت عليها وثيقة الأخوة الإنسانية، حان الوقت لنتحد جميعا ونتحلى بالشجاعة لطي صفحة الخلافات وفتح صفحة جديدة من أجل مصلحة الإنسان".
وتضم لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانية 2022 المستقلة محمد إيسوفو، الرئيس السابق للنيجر والحائز على جائزة إبراهيم للإنجاز في القيادة الأفريقية عام 2022، وخوسيه راموس هورتا، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 1996 والرئيس السابق لجمهورية تيمور الشرقية، وفومزيل ملامبو-نكوكا، نائب رئيس جنوب أفريقيا سابقاً والوكيل السابق للأمين العام للأمم المتحدة، ونيافة الكاردينال مايكل تشيرني، وكيل قسم المهاجرين واللاجئين بالكرسي الرسولي، وليا بيسار، رئيسة مشروع "علاء الدين"، والمستشار محمد عبدالسلام، أمين عام اللجنة العليا للأخوة الإنسانية.
وتعد جائزة زايد للأخوة الإنسانية، والتي تتضمن جائزة مالية قيمتها مليون دولار أمريكي، جائزة عالمية مستقلة تحتفي بالأفراد والكيانات التي تقدم إسهامات جليلة في مجال التقدم الإنساني والتعايش السلمي، وتمنحها اللجنة العليا للأخوة الإنسانية سنوياً في 4 فبراير/ شباط وهو اليوم الذي اعتمدته الأمم المتحدة يوماً دولياً للأخوة الإنسانية والذي يوافق الذكرى السنوية لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية.
ومن المقرر أن تنتهي عملية الترشيح لجائزة زايد للأخوة الإنسانية 2022 في الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2021، وسيتم الإعلان عن الفائز أو الفائزين بالجائزة في الرابع من فبراير/ شباط 2022، ويمكن تقديم الترشيحات من قبل المرشِحين المؤهلين من خلال الموقع الرسمي لجائزة زايد للأخوة الإنسانية عبر الرابط التالي: https://zayedaward.org/.
aXA6IDE4LjExNy43MS4yMTMg جزيرة ام اند امز