احتدام الصراع بين إيران وإسرائيل يدفع شركات الشحن لتجنب مضيق هرمز

اختار بعض مالكي السفن تجنب مضيق هرمز ذي الأهمية الاستراتيجية، وفقًا لأكبر اتحاد شحن في العالم، مما يعكس شعورًا متزايدًا بالقلق في هذا القطاع مع استمرار الصراع الإسرائيلي الإيراني.
وأعقب الهجوم الإسرائيلي المفاجئ على البنية التحتية العسكرية والنووية الإيرانية يوم الجمعة، 6 أيام من الحرب المتصاعدة بين الخصمين الإقليميين.
وبحسب شبكة "سي إن بي سي"، دفع ذلك مالكي السفن إلى توخي مزيد من الحذر في كل من البحر الأحمر ومضيق هرمز، وهو بوابة حيوية لصناعة النفط العالمية، ونقطة دخول حيوية لسفن الحاويات.
مخاطرة يحركها الحافز الاقتصادي
وصرح جاكوب لارسن، رئيس قسم الأمن في بيمكو، التي تمثل اتحاد مالكي السفن العالميين، بأن الصراع الإسرائيلي الإيراني يبدو متصاعدًا، مما يثير مخاوف مجتمع مالكي السفن، ويؤدي إلى "انخفاض طفيف" في عدد السفن التي تبحر عبر المنطقة.
وقالت شركة بيمكو، التي لا تشجع عادة السفن على الابتعاد عن مناطق معينة، إن الوضع تسبب بحالة من عدم اليقين.
وقال لارسن لشبكة CNBC ، "تختلف الظروف ومستوى تحمل المخاطر بشكل كبير بين مالكي السفن، يبدو أن معظم مالكي السفن يختارون حاليًا المضي قدمًا، بينما يبدو أن البعض الآخر يتجنب ذلك".
وأضاف، "خلال فترات التهديدات الأمنية المتزايدة، غالبًا ما ترتفع أسعار الشحن وأجور الطاقم، مما يخلق حافزًا اقتصاديًا للبعض للمخاطرة بالمرور عبر مناطق الصراع، وبينما قد تبدو هذه الديناميكيات مخاطرة، إلا أنها الآليات ذاتها التي حافظت على التجارة العالمية خلال الصراعات والحروب لقرون".
ويُعرف مضيق هرمز، الذي يربط الخليج العربي ببحر العرب، بأنه أحد أهم نقاط الاختناق النفطية في العالم.
وفي عام 2023، بلغ متوسط تدفق النفط عبر الممر المائي 20.9 مليون برميل يوميًا، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، وهو ما يمثل حوالي 20% من استهلاك السوائل البترولية العالمي.
وعدم قدرة النفط على المرور عبر مضيق هرمز، ولو مؤقتًا، قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة العالمية، وزيادة تكاليف الشحن، وتأخير كبير في الإمدادات.
وإلى جانب النفط، يُعد مضيق هرمز أيضًا محوريًا لتجارة الحاويات العالمية، ذلك لأن موانئ هذه المنطقة تُعدّ مراكز لإعادة الشحن، ما يعني أنها تُشكّل نقاطًا وسيطة في شبكات الشحن العالمية.
شركات الشحن تتجنب المرور بمضيق هرمز
وقال بيتر تيرشويل، نائب الرئيس للشؤون البحرية والتجارية في شركة ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس، إن هناك مؤشرات على أن شركات الشحن بدأت "تتجنب" المرور عبر مضيق هرمز في الأيام الأخيرة، دون تسمية أي شركات محددة.
وقال تيرشويل لشبكة سي إن بي سي، "يمكنكم رؤية تأثير الحوثيين على الشحن عبر البحر الأحمر، على الرغم من قلة الهجمات الأخيرة على الشحن في تلك المنطقة، إلا أن التهديد دفع الغالبية العظمى من تجارة الحاويات إلى التنقل حول جنوب أفريقيا، وهذا يحدث منذ العام الماضي".
وأضاف، "لا تخطط شركات النقل البحري للعودة بأعداد كبيرة إلى البحر الأحمر، وبالتالي، فإن مجرد التهديد بنشاط عسكري حول ممر ضيق ومهم مثل مضيق هرمز سيكون كافيًا لتعطيل الشحن بشكل كبير".
الصراع الإسرائيلي الإيراني يرفع أسعار الشحن
وارتفعت أسعار الشحن بعد الهجمات الإسرائيلية على إيران الأسبوع الماضي.
وأظهرت بيانات نشرتها شركة التحليلات كبلر يوم الإثنين أن أسعار شحن ناقلات النفط من منطقة الخليج العربي إلى الصين ارتفعت بنسبة 24% يوم الجمعة لتصل إلى 1.67 دولار للبرميل.
ويعكس ارتفاع أسعار شحن ناقلات النفط الخام العملاقة (VLCC) أكبر ارتفاع يومي منذ بداية العام، وإن كان ذلك بعد فترة ركود نسبي في يونيو/حزيران، ويؤكد مجدداً مستوى المخاطر المتوقعة في المنطقة.
ويتوقع محللون في كبلر المزيد من الارتفاعات في أسعار الشحن نظراً لاستمرار حالة عدم الاستقرار الشديد، على الرغم من أن علاوة مخاطر الحرب البحرية لا تزال ثابتة حتى الآن.
وقال ديفيد سميث، رئيس قسم مسؤوليات هياكل السفن والتأمين البحري في شركة ماكجيل وشركاه للوساطة التأمينية، إن أسعار تأمين الشحن، على الأقل في الوقت الحالي، "لا تزال مستقرة دون أي زيادات ملحوظة منذ الأعمال العدائية الأخيرة بين إسرائيل وإيران".
وأضاف أن هذا "قد يتغير بشكل كبير"، اعتمادًا على ما إذا كان هناك تصعيد في المنطقة.
وقال سميث لشبكة CNBC، "بما أن عروض أسعار الحرب تكون عادة صالحة لمدة 48 ساعة فقط قبل أن تتغير، فإن شركات التأمين لديها القدرة باستمرار على زيادة أقساط التأمين بسرعة بما يتماشى مع المخاطر المتوقعة".
وصرح متحدث باسم شركة هاباغ-لويد الألمانية لشحن الحاويات بأن مستوى التهديد في مضيق هرمز لا يزال "كبيرًا"، وإن لم يُشكل خطرًا مباشرًا على القطاع البحري حتى الآن.
وأكدت هاباج-لويد أنها لا تتوقع أي مشاكل أكبر عند عبور الممر المائي في الوقت الحالي، مُقرةً بأن الوضع قد يتغير في فترة "قصيرة جدًا".
وأضافت الشركة أنه ليس لديها خطط فورية لعبور البحر الأحمر، مشيرةً إلى أنها لم تفعل ذلك منذ نهاية ديسمبر/كانون الأول 2023.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY4IA== جزيرة ام اند امز