سنة ونصف على الانسحاب الأمريكي.. درس أفغانستان يراجع في واشنطن
رغم مرور أكثر من سنة ونصف، لا يزال الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، محلّ جدل ودراسة في الولايات المتحدة، للوقوف على أسباب ما أعقبه من انهيار للبلد الآسيوي.
فقد تحدث تقرير حكومي جديد بالتفصيل عن كيف ساهم سوء التخطيط في الانسحاب العسكري الأمريكي من أفغانستان، بعد سنوات من الرقابة غير الكافية، ما أسهم في الانهيار السريع للحكومة المدعومة غربيا مع اقتراب طالبان من كابول.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن التقرير الصادر، أمس الثلاثاء، يصف انسحابا "مفاجئا وغير منسق" في 2021 وضعف حصر الأسلحة المرسلة إلى أفغانستان – حيث تركت معدات عسكرية بقيمة تقدر بأكثر من 7 مليارات دولار تحت سيطرة طالبان.
وكان من الخطأ أيضًا -بحسب التقرير- الفشل في إنشاء قوة أمنية "مستقلة ومستدامة ذاتيا" في أفغانستان بعد عشرين عاما و90 مليار دولار من الدعم الدولي.
ويعتبر هذا التقرير الأحدث ضمن سلسلة تقييمات صادرة عن مكتب المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان (سيغار)، الذي يدرس انهيار قوات الأمن الأفغانية وسيطرة طالبان في أطول الحروب الأمريكية.
وتؤكد العديد من النتائج تقارير سابقة لـ"واشنطن بوست" ومؤسسات إخبارية أخرى بشأن الأيام الأخيرة للحكومة الأفغانية وانسحاب القوات الأمريكية.
خسائر بمليارات الدولار ولوم على ترامب
وقالت الهيئة الرقابية الأمريكية في تقاريرها الصادرة العام الماضي إن عشرات ملايين الدولارات اختفت من الحسابات البنكية الخاصة بالحكومة الأفغانية خلال عودة طالبان، وفي الفترة التي سبقت ذلك، فيما عصفت الفوضى بقوات الأمن.
ووفقا لأحدث تقرير صادر عن "سيغار"، وقعت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اتفاقية مع طالبان عام 2020، والتي سهلت الانهيار "ومسفرة عن شعور بالتخلي" بين قوات الحكومة الأفغانية والسكان.
وأضاف التقرير أن "الاتفاقية أطلقت سلسلة من الأحداث المهمة لفهم انهيار (قوات الأمن الأفغانية)."
ويأتي تقرير يوم الثلاثاء، الذي تم تقديمه للكونغرس بعد عام ونصف من عودة طالبان إلى السلطة التي أذهلت العالم. ومنذ ذاك الحين، واجه الأفغان تصاعد الفقر وحملة قمعية على الحقوق المدنية.
ويتزامن تقرير "سيغار" أيضًا مع تدفق هائل للأسلحة الغربية إلى أوكرانيا والتي أثارت تساؤلات حول كيفية إجراء مراقبة مناسبة.
الدرس الأفغاني في أوكرانيا
وقال التقرير، مستشهدا بالمفتش العام الخاص جون سوبكو: "هناك رغبة مفهومة في خضم أزمة للتركيز على إخراج الأموال والقلق بشأن المراقبة لاحقا، لكن يتسبب ذلك في كثير من الأحيان في مشاكل أكثر مما يحلها".
وأردف التقرير: "بالنظر إلى الصراع المستمر والحجم غير المسبوق من الأسلحة التي يتم نقلها إلى أوكرانيا، فإن خطر أن ينتهي المطاف ببعض المعدات في السوق السوداء أو وقوعها في الأيدي الخطأ لا مفر منه على الأرجح".
وفي أفغانستان، بحسب "سيغار"، لم تحصر الولايات المتحدة الأسلحة والقوات بشكل كامل حتى قبل الانهيار. كما ألقى باللوم في انهيار كابول جزئيا على الفساد الذي تآكل قوات الأمن الأفغانية وفشل الحكومة في تطبيق الأمن القومي.
ومع سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية في أغسطس/آب 2021، أجلت القوات الأمريكية وحلفاؤها جوا أكثر من 100 ألف شخص من أفغانستان في عمليات إجلاء شابتها الفوضى والعنف والصور المروعة لأشخاص يحاولون التشبث بالطائرات الأمريكية.
aXA6IDMuMTM1LjIwNS4yNiA=
جزيرة ام اند امز