علامات مولد النبي.. كيف علم سكان الأرض بحدوث أمر جلل؟ (خاص)

لكل حدث كبير علامات كبيرة تحدث قبله، لتلفت أنظار الناس إليه، حتى لا يمر مرور الكرام.

ومن أكبر أحداث العالم وأجلها وأطهرها ميلاد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، والذي كان ليلة الاثنين 12 ربيع الأول عام الفيل ببيت السيدة آمنة بنت وهب رضي الله عنها في مكة المكرمة.

• الرد على تهنئة المولد النبوي الشريف.. خير ما يقال بمناسبة مولد النبي

لأن الحدث كان في قلب مكة، فكانت مكة أكثر البلدان شهودًا لهذه العلامات، ومن ذلك أن الكعبة تزلزلت ولم تسكن 3 أيام ولياليها، كما جاء في السيرة الحلبية 1/93، وكذلك سمع من جوف الكعبة صوت يقول أيامًا: "الآن يرد علىَّ نوري، الآن يجيء زُوَّاري، الآن أطهر من أنجاس الجاهلية" كما جاء في الخصائص الكبرى للسيوطي 1/80.

وقد ذكر أبو نعيم وابن كثير، وصاحب السيرة الحلبية، والقسطلانى والبيهقي والعزمي عن عثمان بن أبي العاص قال: أخبرتني أمي قالت: "لمَّا حضرت ولادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأيت البيت حين وقع قد امتلأ نورًا، ورأيت النجوم تدنو حتى ظننت أنها ستقع عليّ".

ويقول الداعية الإسلامي المصري، طلعت مسلم، إن هذه العلامات لم تبدأ لحظة الميلاد فقط، وإنما حدثت من بدايات الحمل، ومنها على سبيل المثال سقوط 14 شرفة من إيوان كسرى، وكان من أعاجيب الدنيا، في الشهر السابع لمولده، كعلامة على أنه لم يبق من ملوك الفرس إلا أربعة عشر ملكًا، وكان آخرهم فى عهد سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه.

ويضيف مسلم، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أنه في الشهر الثامن خمدت نار فارس في كل بيوتهم، ولم تكن تخمد طيلة ألف سنة، وفي الشهر التاسع سقط التاج من على رأس كسرى.

ويقول مسلم إنه بحسب روايات السيرة الحلبية وبشائر الأخيار في مولد المختار للإمام أبي العزائم، فقد بشرت الحيوانات في الصحراء بالنبي بعبارات عربية.

ويضيف أن أصحاب الشرائع السماوية علموا ليلة مولده بقدوم نبي آخر الزمان، فقد كان هناك يهودي يسكن مكة، وقدم على أهلها ليلة ميلاد النبي، وقال لهم: هل ولد فيكم اللية مولود؟، فقالوا: لا نعلمه، فقال: "ولد هذه الليلة نبي هذه الأمة الأخيرة، وهو منكم معاشر قريش، على كتفه علامة، وتلك العلامة هي خاتم النبوة"، فلما وجدوا الخاتم على كتف رسول الله، خر مغشيًا عليه ولما أفاق قال: "والله ذهبت النبوة من بنى إسرائيل، أفرحتم به يا معشر قريش؟ أما والله ليسطوَنَّ عليكم سطوة يخرج خبرها من المشرق إلى المغرب".

وينقل مسلم عن السيرة الحلبية، أن سنة ميلاد النبي يقال لها سنة الفتح والابتهاج، فإن قريشًا كانت قبل ذلك فى جدب وضيق عظيم، فاخضرت الأرض، وحملت الأشجار، وأتاهم الرغد من كل جانب فى تلك السنة.

ويقول مسلم إن هناك العديد من العلامات الأخرى مثل فيضان بحيرة ساواة في بلاد مارس، بعد أن كانت جافة، وكذلك حدث الأمر في بحيرة طبرية، وفي نفس العام رجم طير أبابيل أبرهة وجنوده حين حاولوا هدم الكعبة.