ما علامات ليلة القدر المؤكدة؟ تحروها في الشمس والقمر
نتعرف على علامات ليلة القدر كما وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية، ونسعى إلى الأعمال المستحبة في هذه الليلة المباركة لقبول الدعاء ونيل المغفرة.
في ليلة هي "خيرٌ من ألف شهر"، يسخر المسلمون ساعات الليل للدعاء والذكر والصلاة وقراءة القرآن، راجين من العلي القدير أن يتقبل منهم ويغتنموا فضل هذه الليلة المباركة التي لا يُرد فيها دعاء. ولجهلنا بميقاتها فإننا نتحرى علامات ليلة القدر لنفوز بها.. فما هذه العلامات؟ وكيف نستقبلها ونُحسن إحياءها؟
كيف نعرف ليلة القدر؟
ليلة القدر التي تأتي سورة في القرآن الكريم باسمها، وتصف السورة الحال في هذه الليلة المباركة والثواب الذي يمكن للمسلم أن يغتنمه بإحيائها، فهي أولا ليلة نزل القرآن الكريم، وفيها كل عمل من قيام وصلاة وصيام هو أفضل من ألف ليلة أخرى، كما أنها تشهد نزول الملائكة إلى الأرض ومعهم جبريل عليه السلام لنفاذ أمر الله وإحلال السلام والسكينة النفسية.
يقال إن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بلغه أمر موعد ليلة القدر، ولكن نسيه بعد أن خرج على الجمع وارتفع صوت اثنين من الرجال، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أُريتُ ليلة القدر، ثم أيقظني بعض أهلى فنسيتُها، فالتمسوها في العشر الغوابر"
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه قال : يا رسول الله، أخبرنا عن ليلة القدر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" "هي في رمضان التمسوها في العشر الأواخر، فإنها وتر: في إحدى وعشرين، أو ثلاث وعشرين، أو خمس وعشرين، أو سبع وعشرين، أو تسع وعشرين، أو في آخر ليلة، فمن قامها إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر".
ونلحظ حكمة الله العزيز القدير في إخفاء موعد ليلة القدر، كما أخفى بعزته وجلاله يوم الساعة والغيب وآجال الأشخاص، وذلك ليكون السعي والاجتهاد في كل ليلة من ليالي رمضان، وخاصة الليالي الوترية في العشر الأواخر، فرصة للتخلص من الذنوب والآثام ومحبة لله في عباده ليكونوا دوما في طاعته وعلى وصل برحمته وفي معيته.
علامات ليلة القدر بالادلة من السنة النبوية
ومن السنة النبوية وتفسير القرآن الكريم، يمكننا التعرف على علامات ليلة القدر التي وردت في تفسير القرطبي والأحاديث النبوية الشريفة، ونسعى جاهدين صادقين من أجل اغتنامها، وهذه العلامات هي:
- تطلع الشمس في صبيحتها بيضاء لا شعاع لها.
- ليلة سمحة بلجة يسود فيها السكون والطمأنينة.
- السماء فيها صافية خالية من الغيوم أو النجوم والشهب.
- لا حارة ولا باردة، فالطقس خلالها لطيف غير مؤذي.
- قمرها مثل شق جفنة، أي يشبه نصف الطبق.
وعن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر: "إن من أمارته: أنها ليلة سمحة بلجة، لا حارة ولا باردة، تطلع الشمس من صبيحتها ليس لها شعاع".
ومع اختلاف الفقهاء في تعيين وتحديد ليلة القدر، فينبغي على المسلم أن يسعى لاغتنامها والفوز بالجنة في العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه".
كيف نستقبل ليلة القدر؟
ذكر الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أن ليلة القدر العبادة فيها خير من ألف شهر، فهي تعني المغفرة وقبول الأعمال الصالحة والعتق من النار، وتتنزل فيها الملائكة على المسلمين الصائمين ليسغفرون لهم، وأخفاها الله في العشر الأواخر ليجتهد المسلم في طلبها ويسعى للحصول على فضلها.
ونصح الشيخ الجليل أن يكون استقبال هذه الليلة المباركة للاستزادة في العبادة والعمل الصالح من الصلاة وقيام الليل والاستغفار والدعاء والذكر وقراءة القرآن.
ومع علامات ليلة القدر التي قد نلحظها أو نغفل عنها ونخسر بركة هذه الأيام، علينا أن نجتهد في الليالي العشر الأواخر من رمضان، وخاصة الليالي الوترية، علّ إحداها قد تصادف ليلة القدر.
وبسبب جلل وعظمة هذه الليلة، قد تهرب منّا الكلمات ونرتبك بما يجب أن ندعو، عندها علينا اتباع سنة رسول الله، فعن عائشة رضي الله عنها قالت:قُلتُ يا رسول الله، أرايت إن وافقت ليلة القدر، بِمَ أدعو؟ قال: قولي "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".