مصافحة السيسي وأردوغان.. خبراء: هدف حاسم في مونديال قطر
"اختراق كبير، وبداية صحيحة يمكن البناء عليها نحو تطبيع العلاقات بين مصر وتركيا"، هكذا وصف 3 خبراء مصافحة رئيسي البلدين في الدوحة.
وأظهرت صورة نشرتها الرئاسة التركية، مصافحة ودية وابتسامات متبادلة بين الرئيسين المصري، عبدالفتاح السيسي، والتركي، رجب طيب أردوغان، في أول مصافحة بين الرئيسين.
فيما وقف أمير قطر تميم بن حمد، بين الرئيسين المصري والتركي، في صفعة قوية لجماعة الإخوان الإرهابية.
وتحدثت تقارير إعلامية مصرية عن لقاء "قمة مهم" بين السيسي وأردوغان يجري الآن في قطر على هامش افتتاح البطولة الأكبر لكرة القدم في العالم.
وتعقيبا على ذلك، قال الدكتور بشير عبد الفتاح الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن لقاء الرئيسين المصري والتركي، بمثابة "اختراق على أعلى مستوى في العلاقات المصرية التركية".
ونبه عبد الفتاح إلى أنه مع اقتراب الانتخابات القادمة في تركيا، يسعى أردوغان إلى استخدام السياسة الخارجية كورقة لكي يظهر أنه يضع أنقرة على المسار الصحيح، ويحقق لها مكاسب ومصالح خارجية.
وأضاف "أردوغان عاجز عن إصلاح السياسة الداخلية، إذ لا يمكنه إصلاح الاقتصاد بين يوم وليلة، لكنه يستطيع إحداث اختراقات في السياسة الخارجية، وخطوة مصر تعظم من فوزه بالانتخابات القادمة".
وتابع: "التقارب مع القاهرة هام جدا للنظام التركي، لأنه لم يكن هناك ترحيب داخل تركيا بالعداء أو بالتوتر مع القاهرة، وحيث يعتقد على نطاق واسع في الداخل التركي أنه أحد أخطاء أردوغان".
وأكد أن أنقرة "ستستفيد بلا شك في حال تمخض عن لقاء أردوغان والسيسي تفاهمات عالية المستوى، ودعوة كل رئيس الآخر لزيارة دولته، وتسوية الملفات العالقة، وتسليم قيادات الإخوان التي تورطت في ارتكاب عنف، علاوة على تفاهمات فيما يخص شرق المتوسط وليبيا".
بدوره، رأى محمد العرابي، وزير خارجية مصر الأسبق، أن لقاء اليوم هو بمثابة "اختراق كبير للعلاقات بين الدولتين، والبداية الصحيحة للمسار الجديد الذي يمكن البناء عليه".
وقال العرابي في حديث خاص لـ"العين الإخبارية": "لقاء اليوم بين الرئيسين المصري والتركي هو الأساس الذي يمكن البناء عليه، وقبل ذلك كان الأمر مجرد محادثات استكشافية"، مضيفا "اليوم عرف أردوغان أين عنوان مصر، وهو أمر يمكن أن يتم البناء عليه".
وأشار إلى أن ما حدث اليوم هو بداية صحيحة لعودة العلاقات بين القاهرة وأنقرة، مؤكدا أن طريق تطبيع العلاقات لا يزال طويلا.
ورأى أن "اللقاء لم يكن متوقعا بالطبع"، ووصفه بـ"لقاء قمة يشير إلى أن هناك مباحثات تجرى وتبادل لوجهات النظر".
ولم تختلف قراءة المحلل السياسي التركي والباحث بالعلاقات الدولية، طه عودة أوغلو، للقاء اليوم، عما ذهب إليه العرابي وعبدالفتاح.
وأكد عودة أوغلو في حديث خاص من أنقرة لـ"العين الإخبارية"، أن "اللقاء بين الرئيسين خطوة إيجابية جدا يمكن البناء عليها".
وأردف : "اللقاء يسهم في تسريع عجلة التطبيع بين البلدين، عبر التنسيق المشترك في الملفات العديدة والمعقدة بينهما"، مشيرا إلى الملف الليبي الذي كان عائقا نوعا ما في مسألة تطبيع العلاقات".
وقبل أشهر كانت هناك لقاءات بين القاهرة وأنقرة، انتقلت من القنوات الاستخباراتية إلى الدبلوماسية، فيما عرف بالمباحثات الاستكشافية.
ويتجه البلدان إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات عنوانها العريض التنسيق والعمل سويا في ملفات المنطقة الشائكة، وتعزيز العلاقات.