زيارة السيسي لفرنسا.. خبيران يكشفان أهمية التوقيت
زيارة مهمة لفرنسا بدأها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، كشفت قوة العلاقات التاريخية بين البلدين.
خبيران تحدثا لـ"العين الإخبارية" عن أن توقيت الزيارة يرسم أهم الملفات والقضايا والأزمات التي تعاني منها دول شرق المتوسط، خاصة لبنان وسوريا وليبيا، بالإضافة إلى القضية المركزية العربية، وهي فلسطين.
وتطرح الزيارة -حسب الخبيرين- عددا من الملفات في مجالات طاقة المستقبل، وتغير المناخ، والتكنولوجيا المتقدمة، إضافة إلى تعزيز التعاون في قطاعات التعليم والثقافة والفضاء ومكافحة الإرهاب.
وبدأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الجمعة، زيارة رسمية إلى فرنسا تتويجا لمسيرة حافلة في العلاقات بين البلدين تقوم على روابط تاريخية زخمة تستند إلى الصداقة والثقة المتبادلة.
ونمت هذه الروابط بشدة منذ أربع سنوات وعلى مختلف المستويات، حيث تعددت الزيارات الثنائية الرفيعة المستوى، وذلك بوتيرة زهاء زيارة في السنة على مستوى رئاسة الدولة، حيث زار السيسي باريس من 25 إلى 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، وشارك نظيره الفرنسي، بصفة ضيف شرف، في تدشين أعمال توسيع قناة السويس في 6 أغسطس/آب 2015.
مدير وحدة الدراسات الأوروبية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية دكتور توفيق أكليمندوس يقول إن الزيارة جاءت تحت شعار العلاقات الاستراتيجية المميزة والشراكة القوية التي تربط البلدين.
وأضاف في حديث لـ"العين الإخبارية" أن التعاون بين البلدين متنامٍ سواء العسكري أو البحري أو الفضاء، بالإضافة إلى التعاون في مجالات التنمية والمناخ.
وحول أهم الملفات التي ناقشها السيسي وماكرون، أكد دكتور توفيق أكليمندوس أن الاستثمار وتأثيرات الحرب الأوكرانية على مجالي الطاقة والغذاء، خاصة أن باريس تعد من أكبر الدول في إنتاج القمح.
- السيسي يزور باريس.. العلاقات المصرية الفرنسية في سطور
وتابع، كما سيكون الأمن الإقليمي أيضا في صلب المناقشات خاصة الأزمة الليبية والسورية والسودانية والإرهاب في غرب أفريقيا، وتأثير تلك الأزمات بالمنطقة.
وأشار إلى أن الرئيس المصري يحظى بتأييد كبير من دوائر الحكم بباريس، بالإضافة إلى العلاقة القوية والجيدة مع الرئيس إيمانويل ماكرون.
القضايا الإقليمية
واتفقت مع أكليمندوس المحللة السياسية والكاتبة الجزائرية جميلة أبوشنب في أن توقيت الزيارة مهم بسبب القضايا الإقليمية وشرق المتوسط.
أبوشنب، رئيس تحرير مساعد بإذاعة مونت كارلو الفرنسية، قالت إن الزيارة التي أتت بدعوة من الرئيس إيمانويل ماكرون جاءت بعد يومين من زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مشيرة إلى أن مصر حاضنة للقضايا العربية وصمام الأمان لمنع وقوع حرب إقليمية.
وعن توقعاتها للملفات التي سيتم نقاشها، أكدت في حديث لـ"العين الإخبارية" أن الزيارة ستطرح مناقشة أزمتي الطاقة والغذاء، بالإضافة إلى ملفات شرق المتوسط وليبيا وسوريا.
وأكدت أنه رغم اهتمام الرئيس المصري بترتيب البيت الداخلي، وزيادة التنمية في بلاده، إلا أن الملفات العربية كانت حاضرة بقوة في لقاء نظيره الفرنسي، نظرا لأنها تشكل قوة عربية هائلة بالشرق الأوسط.
وقالت المحللة السياسية والكاتبة الجزائرية، نظرا لامتلاك مصر قوة ديمغرافية هائلة وطاقات أكاديمية كبيرة ومشاريع تنموية كثيرة تثير شهية الغرب وأوروبا، فإن فرنسا رغم تخوفها من الأزمة الاقتصادية الناتجة عن الحرب ترى أن الأولى الاستثمار بمصر.
وأشارت إلى أن باريس تريد مضاعفة شركاتها في مصر، وهي حاليا 165 شركة، بالإضافة إلى مضاعفة وارداتها والتي تعد سوقا استهلاكية كبيرة.
ولفتت إلى وجود ملفات أخرى منها التعاون الأمني ومحاربة الإرهاب والجريمة وغسل الأموال وغيرها، مؤكدة أن باريس تريد المحافظة على دورها في الشرق الأوسط، وهذا لن يتم إلا عبر دعم وتزكية من مصر لعلاقاتها المميزة.
aXA6IDMuMTMzLjEzOC4xMjkg جزيرة ام اند امز