حزب الله والرئيس المصري.. كواليس اعتذار الحريري
من بين عشرات القنابل التي ألقى بها سعد الحريري في تصريحاته التلفزيونية، كانت قنبلتان ترتبطان بمصر وحزب الله.. فما القصة؟
الحريري الذي اعتذر عن تشكيل الحكومة اللبنانية، بعد عودته من القاهرة بساعات، فتح الباب أمام دور لمصر في انسحابه من المشهد بعد 8 أشهر من تكليفه بتشكيل الوزارة.
لكن رئيس تيار المستقبل نفى مناقشته اعتذاره عن تشكيل الحكومة اللبنانية مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس الأربعاء.
وأضاف: "القاهرة حريصة دائمًا على مصلحة بلادنا ".
وقبل أن ينحدر لبنان نحو مزيد من الانهيار، دخلت القيادة المصرية على خط الأزمة لرسم خارطة طريق للإنقاذ، ورفع المعاناة عن الشعب اللبناني.
وفور عودة رئيس الحكومة اللبناني المكلف سعد الحريري لبيروت بعد زيارة سريعة، صباح الأربعاء، للقاهرة التقى خلالها "السيسي" ووزير الخارجية سامح شكري، أعلن الحريري تقديم تشكيل جديد بالحكومة للرئيس اللبناني ميشال عون تضم 24 وزيرا.
حينها أفادت معلومات لـ "وكالة الأنباء المركزية" اللبنانية من لقاء الحريري مع السيسي، بأن "مصر ستقود حوارا عربيا لدعم لبنان، ومنع تصاعد الأمور، وأنها ستدعو دولا عربية عدة لاجتماعات تنسيقية حول لبنان، علاوة على أن وفدا مصريا رفيع المستوى سيزور بيروت قريبا لدعم تشكيل الحكومة".
مليشيا حزب الله
أما القنبلة الثانية فترتبط بدور مليشيا حزب الله وعرقتله لخروج حكومة جديدة إلى النور، قائلا: "مشكلة لبنان الحقيقية هي الرئيس ميشال عون وحماية حزب الله له ".
ومضى في هجومه على المليشيا: "حزب الله يقف ضد كل مبادرات الإصلاحات الاقتصادية.. وهناك جهات خارجية تستفيد من الصراع في لبنان كما يحدث في سوريا والعراق ".
وأعرب الحريري، المعتذر عن تشكيل حكومة لبنان، عن شعوره بالارتياح بعد تقديم اعتذاره عن تشكيل الحكومة.
ليس هذا فحسب، بل أكد أن "الرئيس عون ظل منذ تكليفه مصرًا على تشكيل حكومته الخاصة".
وكانت تشكيلة الحكومة الجديدة بمثابة آخر عرض وزاري يقدمه الحريري قبل أن يتجه نحو الاعتذار عن عدم استكمال المهمة.
وجاء اعتذار الحريري رغم إرسال الرئيس اللبناني إشارات إيجابية حول إمكانية تأليف الحكومة قائلا إن الساعات المقبلة قد تحمل مؤشرات إيجابية حول تشكيل الحكومة، ومتحدثا عن جهود مستمرة في سبيل ذلك، وذلك خلال لقائه باتريك دوريل، موفد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وفشل لبنان في تشكيل حكومة جديدة منذ نحو 10 أشهر، نتيجة خلافات بين الحريري ورئيس الجمهورية على تقاسم الحصص، وكان آخرها الخلاف على تسمية الوزيرين المسيحيين من خارج حصة رئيس الجمهورية.
وكانت الولايات المتحدة وفرنسا قد بعثتا رسالة مشتركة إلى عون، تؤكدان فيها اهتمامهما بضرورة تشكيل حكومة جديدة لمواجهة التحديات.