لون السماء يتحول للأحمر.. كارثة عابرة للقارات «أعلى الرؤوس» (خاص)
رغم الألوان الحمراء الجميلة التي تشاهد حالياً في سماء المملكة المتحدة، إلا أنها في الواقع نتيجة لظاهرة سلبية، وهي "دخان حرائق الغابات".
واشتعلت الحرائق في جميع أنحاء أمريكا الشمالية هذا الصيف، وتم نقل جزيئات الدخان عبر المحيط الأطلسي بواسطة التيار النفاث، مما أدى إلى خلق تأثير مذهل ومزعج.
وفي حين قد تبدو السماء الملونة خلابة، إلا أنها وفق تقرير نشرته "بي بي سي"، تذكر بحرائق الغابات المدمرة التي تسبب أضرارا بيئية كبيرة.
ومن المتوقع أن تستمر هذه الألوان غير العادية حتى اليوم الإثنين، عندما يبدأ الطقس غير المستقر في تشتيت الدخان في الغلاف الجوي العلوي.
ويشرح خالد علام، أستاذ العلوم البيئية بجامعة المنوفية لـ"العين الإخبارية"، كيفية مساهمة الحرائق في اللون الأحمر، حيث يكون اللون الأحمر في السماء أثناء حرائق الغابات هو نتيجة لمرور ضوء الشمس عبر الهواء المليء بالدخان، مما ينثر الأطوال الموجية الأقصر، ويسمح للأطوال الموجية الحمراء الأطول بالسيطرة على المشهد.
ويوضح تلك الآلية من من خلال الأربعة عناصر الآتية هي:
أولا: جزيئات الدخان
تطلق حرائق الغابات كمية كبيرة من الدخان في الغلاف الجوي، ويحتوي هذا الدخان على جزيئات دقيقة، تُعرف باسم الهباء الجوي، والتي يمكنها تشتيت ضوء الشمس.
ثانيا: تشتت الضوء
يتكون ضوء الشمس من ألوان مختلفة، ولكل منها طول موجي خاص بها، فالضوء الأزرق له أطوال موجية أقصر ويتم تشتيته بسهولة أكبر بواسطة جزيئات صغيرة، ولهذا السبب تظهر السماء عادة باللون الأزرق.
ومع ذلك، عندما يكون هناك الكثير من الدخان في الهواء، فإن الأطوال الموجية الزرقاء والخضراء الأقصر تتشتت بعيدا عن خط رؤيتنا.
ثالثا: الضوء الأحمر والبرتقالي
الأطوال الموجية الأطول للضوء، مثل الأحمر والبرتقالي، تتشتت بشكل أقل ويمكن أن تصل إلى أعيننا، ولهذا السبب تظهر السماء باللون الأحمر أو البرتقالي أثناء حرائق الغابات.
رابعا: زاوية الشمس
يكون التأثير واضحا بشكل خاص عند شروق الشمس أو غروبها عندما تكون الشمس منخفضة في السماء، حيث يتعين على الضوء أن يمر عبر المزيد من الغلاف الجوي للأرض، بما في ذلك أي دخان، مما يجعل الألوان الحمراء والبرتقالية أكثر كثافة.