تنوع الأسماك.. بوابة الأمن الغذائي في العالم

تمثل الأسماك مصدراً رئيسياً للغذاء؛ فكيف نحافظ عليها ونوفرها للبشر؟
تُشكل الأسماك مصدراً غنياً للغذاء، وتعتمد عليه العديد من المجتمعات اقتصاديًا واجتماعيًا، وتُعد الأسماك ضرورية أيضًا للحفاظ على الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم، في ظل تزايد تعداد السكان الذي تخطى 8 مليار نسمة في نهاية عام 2022. وأدت الحاجة الزائدة لتوفير الأسماك إلى زيادة المزراع السمكية، مع ذلك ظلت الحاجة في ازدياد؛ خاصة مع توّجه الكثير من المجتمعات للأسماك كمصدر للبروتين في ظل الأزمات الاقتصادية التي يمر بها العالم اليوم. وهنا ظهرت حاجة لتطوير النظام الغذائي للإنسان المتعلق بالأسماك.
وهذا ما عملت مجموعة بحثية من الولايات المتحدة الأمريكية على إيجاد حل له؛ وذلك عبر توفير مجموعة أكثر تنوعًا بيولوجيًا من الأسماك، ما يعني الحصول على تغذية أفضل من كميات أقل من الأسماك. ووجدوا أنّ تلك الطريقة من شأنها أن توفر ما يزيد عن 60% من العناصر الغذائية أكثر من حالة تناول شخص لنفس الكمية من نوع ذي قيمة غذائية عالية. ونشر الباحثون دراستهم في دورية "نيتشر ساستينابيليتي" (Nature Sustainability) في 27 مايو/أيار 2025.
مقارنة
حدد الباحثون قائمة بأنواع الأسماك التي يستهلكها الناس، وقارنوا تلك القائمة ببيانات محتوى العناصر الغذائية المتوفرة لكل نوع. بعد ذلك، حددوا أنواع الأسماك الموجودة في كل بلد حول العالم. ثم أدخلوا البيانات الجغرافية الحيوية وبيانات المغذيات في نموذج حاسوبي.
يمكن لذلك النموذج أن يخبرهم بأي التركيبات للخيارات المحتملة من الأنواع قد يكون الأفضل لتوفير التغذية الكافية لتوفير احتياجات الأفراد من النظام الغذائي بأقل كمية ممكنة.
استدامة المصايد
كشف النموذج عن أنّ المصائد الأسماك الأكثر تنوعًا بيولوجيًا هي الأكثر استدامة؛ فالنظام الغذائي الأمثل يستخدم كمية أقل من الأسماك أكثر تنوعًا وتملك سمات تجعلها أكثر مرونة في مواجهة الضغوطات من حولها مثل الضغوطات البيئية كالتغير المناخي وكذلك الصيد المفرط للأسماك. وحددوا بعض الصفات لتلك الأنواع؛ فهي أصغر حجمًا وأقل مرتبة في السلسلة الغذائية.
وبذلك وجد الباحثون أنه يمكن إدخال مجموعة واسعة من الأنواع الصغيرة التي تحتوي على مستويات مماثلة من العناصر الغذائية التي تحتويها أشهر الأنواع المستهلكة، ما يُوفر العديد من البدائل المحتملة للناس. وحددوا السردين الذي يميل إلى أن يكون أكثر مرونة بيئيًا؛ لأنه ينمو بمعدلات أسرع من الأنواع الأكبر حجمًا، كما يتمتع بقدرة كبيرة لتحمل نطاقات واسعة من درجات الحرارة. وهذا يجعلها أكثر قدرة على التكيف مع تقلبات المناخ.
من جانب آخر، أظهر البحث أنّ الدول الساحلية الاستوائية تميل إلى امتلاك أكبر مصائد للأسماك المتنوعة بيولوجيًا، بما فيها الهند، أستراليا، ومنطقة الأمازون.