الصومال والقمة الأفريقية.. مكاسب تتجاوز دحر الإرهاب
سعى الصومال لتحقيق الكثير من الأهداف خلال القمة الأفريقية التي عقدت في إثيوبيا مؤخرا، وأهمها حشد الدعم لمكافحة الإرهاب.
الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، ركز خلال كلمته على احتياجات بلاده، وأبرزها حشد الدعم للحرب على الإرهاب التي يخوضها الجيش، والقضاء على حركة "الشباب"، خاصة أن البلاد تمر بمرحلة تاريخية.
وبجانب القضاء على الإرهاب، شملت كلمة الرئيس الصومالي، سعي بلاده لتعزيز التنمية الاقتصادية، وتوسيع الخدمات والبنية التحتية التي تشكل نواة الإدارة بالصومال.
وخلال القمة، عقد الرئيس الصومالي لقاءات مهمة مع رؤساء عدد من دول الجوار لمناقشة تنسيق الجهود للقضاء على الحركات الإرهابية، حيث التقى الرئيس حسن شيخ محمود بنظيره الكيني والرواندي والتنزاني والبوروندي بجانب النيجيري، إضافة إلى رئيس وزراء إثيوبيا لدعم أجندة بلاده في الانضمام إلى منظمة شرق أفريقيا والحصول على دعم قاري لهزيمة الإرهاب .
وشدد الرئيس الصومالي خلال لقاءات على ضرورة بناء تعاون أفريقي قاري أوثق في المرحلة المقبلة لإبعاد القارة عن عواصف مرحلة انتقال النظام العالمي، وصراع القوى الكبرى والاستعداد لتحقيق أهداف التنمية المستدامة .
وسعى الصومال أيضا في هذه الدورة إلى الاستفادة من الإصلاحات الهيكلية التي تطرحها القمة في مؤسسات الاتحاد الأفريقي مثل توظيف مواطنين صوماليين مثل المبعوثين إلى مناطق الصراع والفرص الاستشارية لتكريس وجود صومالي مؤثر بعد عقود من التهميش.
وبحسب خبراء في أحاديث لـ "العين الإخبارية"، فإن الصومال حقق الكثير من المكاسب خلال القمة الأفريقية أبرزها تنشيط السياسة الخارجية، وتعزيز الرؤية الصومالية في الوسط القاري، والحصول على وعود من الدول المؤثرة في الملفات الاقتصادية والسياسية والأمنية التي يطمح إليها الصومال.
احتياجات الصومال
وقال المحلل السياسي الصومالي محمد نور في تصريحات لـ" العين الإخبارية" إن حضور الرئيس الصومالي في القمة كانت فرصة لاستعراض الوضع الراهن في البلاد خارجيا وداخليا أمام الاتحاد الذي يعد الداعم الأكبر للعملية السياسية بالصومال .
وأضاف نور أن خطاب الرئيس الصومالي نجح في توضيح احتياجات الصومال خلال المرحلة الراهنة من دعم معركة القضاء على الإرهاب، ودعم بناء الجيش الصومالي استعداداً لمرحلة ما بعد انسحاب قوة حفظ السلام الأفريقية.
ويعتقد نور بأن اللقاءات الهامشية خلال القمة كانت نوعية وتستهدف دعم الصومال عسكريا واقتصاديا، وثمار تلك الجهود آتية خلال المرحلة المقبلة .
أما المحلل السياسي الصومالي عمر يوسف، فقال إن خطاب الرئيس الصومالي حمل بين طياته احتياجات المرحلة الراهنة في الوضع القاري، واستعرض التحديات السياسية والاقتصادية الدولية، مستعرضا تداعيات الصراع الدولي على القارة ما لم تستعد جيدا في القارة .
وأوضح يوسف أن سياسة الصومال الخارجية ستشهد خلال الفترة المقبلة نشاطا كبيرا، حيث دعا الرئيس إلى خلق علاقات دبلوماسية مع الدول الأفريقية التي لا علاقة لها مع الصومال، وتطوير العلاقات الدبلوماسية القائمة .
وبحسب المحلل السياسي، فإن إلقاء الصومال بنفسه في الحاضنة الأفريقية يستهدف تجاوز المرحلة الراهنة بأقل التكلفة وتحقيق أكبر المكاسب على المستويين القاري والمحلي، وتجاوز معضلة حظر الأسلحة المفروض على الصومال من أجل بناء جيش قوي .