الصومال.. تحرير مدينة غيريعيل من مسلحي "أهل السنة والجماعة"
أعلنت ولاية غلمدغ الصومالية، السبت، فرض السيطرة بشكل كامل على مدينة غريعيل من قبضة مسلحي أهل السنة والجماعة.
وقال وزير الإعلام في غلمدغ في مؤتمر صحفي في مدينة طوسمريب عاصمة الولاية: "سيطرت قوات الحكومة وقوات الولاية بشكل كامل على مدينة غريعيل في محافظة غلغدود، بعد إطلاق عملية عسكرية واسعة صباح اليوم لاستعادة المدينة".
وأوضح وزير الإعلام أحمد شري "أن القوات الصومالية سيطرت على مركز الشرطة ومقر الإدارة المحلية ومواقع مهمة أخرى مثل الشارع الرئيسي في المدينة".
ودعا شري، السكان للعودة إلى منازلهم، معربا عن أمله استسلام مسلحي أهل السنة والجماعة بعد الهزيمة، لافتا إلى ضرورة التعامل المثالي مع جرحى أهل السنة والجماعة والمنشقين منها.
وكشف عن اعتقال عدد من الأطفال الذين شاركوا في القتال ضد القوات الحكومية، حيث جندتهم مليشيات أهل السنة والجماعة دون ذكر عددهم.
وبحسب إعلام رسمي صومالي، عاد الوضع الآن إلى طبيعته ويمكن رؤية العديد من الأشخاص في المدينة حيث نزح العديد من الأشخاص في الأيام الأخيرة.
وذكر سكان محليون لـ"العين الإخبارية"، أنه "سمع دوي إطلاق نار متقطع في بعض أجزاء المدينة وضواحيها حيث لا يزال مقاتلو أهل السنة يقاتلون الجيش".
وعبر السكان عن تخوفهم من اندلاع قتال عنيف في أي لحظة، حيث إن هناك احتمالا كبيرا بشن مسلحي أهل السنة والجماعة هجوما مضادا.
ولم تعلق السلطات الصومالية على الخسائر الناجمة عن القتال، فيما لم يصدر أي تعليق من جماعة أهل السنة والجماعة، إلا أن مصادر أمنية وتقارير إعلامية أكدت سقوط قتلى وجرحى من المدنيين والعسكريين جراء الاشتباكات العنيفة دون تحديد.
ومليشيات أهل السنة والجماعة "جماعة دينية صوفية" تأسست عسكريا منذ 2007، وقاتلت حركة الشباب الإرهابية في ولاية غلمدغ بعد إقدام الأخيرة على الهجوم عليها.
وبالفعل أحرزت "أهل السنة والجماعة" انتصارات ميدانية كبيرة بشكل مفاجئ على حركة الشباب الإرهابية، لكنها سرعان ما تحولت إلى قوة سياسية وعسكرية هيمنت على الإقليم من 2007 وحتى 2020، رافضة المشاركة السياسية في نظام موحد لسكان غلمدغ.
لكن بعد جولات من المفاوضات السياسية الشاقة والتسوية، تخلصت الحكومة الفيدرالية بشكل ديناميكي من المليشيات عبر دمج عناصرهم في الجيش الصومالي.
غير أن مليشيات أهل السنة والجماعة تحاول الآن إعادة التموضع والهيكلة من أجل استعادة التأثير السياسي والعسكري لها عبر استثمار ورقة الحرب على حركة الشباب، بزعم فشل القوات الحكومة في القضاء على الإرهابيين.