صوت الجمهور مسموع.. إيرادات فيلمي "هارلي كوين" و"سونيك" خير دليل
"سونيك القنفذ" يعد الفائز الأكبر بعد استماع صناعه لرأي الجمهور، إذ صرح رئيس الشركة المنتجة: "لقد عبر المشاهدون عن رأيهم ونحن أنصتنا"
في وقت ليس بالبعيد، بدا أن فيلم Sonic the Hedgehog "سونيك القنفذ" حُكِم عليه بالفشل، إذ واجه الجمهور أول إعلان تشويقي له في أبريل/نيسان العام الماضي، بالانتقاد والسخرية الحادة من شكل "سونيك" المخيف الأشبه بالبشر.
السخرية الحادة التي واجهت فيلم "سونيك" لم يكن لها مثيل فيما عدا فيلم Cats "قطط"، الذي مُني بفشل ذريع على المستوى النقدي والجماهيري، ولكن على عكس مخرج "قطط"، قرر صناع "سونيك" الاستماع لانتقادات الجمهور، معلنين تأجيل طرح الفيلم وتعديل شكل اللعبة الكارتونية بما يُرضي طموح الجمهور.
مقامرة صناع "سونيك" أتت ثمارها، فبعد أن كان من المتوقع طرح الفيلم 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، تم طرحه 14 فبراير/شباط 2020؛ ليحتل الفيلم بعدها المركز الأول في شباك التذاكر العالمي برصيد 113 مليون دولار بعد أيام من طرحه.
مجلة "فانيتي فير" الأمريكية تستعرض في التقرير التالي التحول في صناعة السينما، وكيف أصبحت استوديوهات الإنتاج السينمائي تستمع إلى الجمهور في المقام الأول قبل أي شيء.
يقول محلل شباك التذاكر بول درجرابديان بهذا الصدد: "أصبحت شركات الإنتاج تستمتع إلى الجمهور وهو أمر ذكي؛ فبفضل وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر أصبح بمقدورها استطلاع رأي الجمهور مسبقا قبل طرح أي عمل فني، ومن ثم الأخذ بعين الاعتبار الانتقادات التي توجه إليهم".
في بعض الأحيان تأتي ردود فعل الجمهور متأخرة، كما حدث مع فيلم Birds of Prey "طيور جارحة"، المنشق عن فيلم الأبطال الخارقين Suicide Squad "سويسايد سكواد"، إذ حقق الفيلم 33.25 مليون دولار فقط محليا منذ طرحه 7 فبراير/شباط وحتى الآن.
ويرى المحللون السينمائيون أن الرقم السابق يبدو متواضعا جدا، وأنه كان ليحقق رقما أكبر بكثير لو تضمن عنوان الفيلم اسم هارلي كوين بطلة العمل، التي تقوم بدورها مرشحة الأوسكار مارجوت روبي.
حاولت شركة "وارنر بروس" الأمريكية تدارك الخطأ بعد فوات الأوان، إذ حثت شركات التوزيع السينمائي على تغيير اسم الفيلم ليتضمن العنوان اسم "هارلي كوين" بعد طرحه بأسبوع، استجابةً لرأي مستخدمي الإنترنت.
وأوضح المحلل السينمائي بول أن خطوة تغيير اسم الفيلم بعد طرحه هي خطوة استثنائية وغير معتادة، رسميا ما زال اسم الفيلم "طيور جارحة"، لأن تغيير اسم فيلم بعد طرحه هو عملية معقدة وباهظة التكاليف، فمن الصعب تغيير بوسترات الدعاية وغيرها من سبل تسويق الفيلم التي تم اعتمادها بالفعل.
على المنوال نفسه، حاول مخرج فيلم "كاتس" توم هوبر الاستجابة لرأي الجمهور بعد فوات الأوان، إذ حاول تعديل المؤثرات البصرية للفيلم بأكمله بعد طرحه، إثر اكتشاف الجمهور خطأ فنيا في أحد المشاهد، وهو ما لم يفلح ومُنِي الفيلم بفشل مزرٍ.
بشكل عام، يبدو أن فيلم "سونيك القنفذ" هو الفائز الأكبر بعد استماع صناعه لرأي الجمهور، إذ صرح رئيس شركة الإنتاج والتوزيع السينمائي بارامونت، المنتجة لفيلم "سونيك": "المستهلك دوما يحدد ما هو الصواب وما هو الخطأ، لقد عبر المشاهدون عن رأيهم ونحن أنصتنا جيدا".
وتابع: "ونظرا لأن الناتج كان بهذه القوة، من المتوقع أن نستمع للجمهور من هنا فصاعدا".