كواليس انتخابات "مكتب الإخوان" بتركيا.. صراعات تنذر بانشقاقات
أجرى تنظيم الإخوان في تركيا الأيام الماضية انتخابات "مكتب التنظيم" بأنقرة والرابطة العامة للمصريين الخارج.
وقالت مصادر لـ"العين الإخبارية" إن الانتخابات التي جرت مؤخرا أطاحت بالأمين العام السابق للتنظيم محمود حسين ومجموعته نهائيا من مكتب الإخوان في تركيا.
كما جرى تنصيب عناصر موالية لإبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد العام للتنظيم الإرهابي، وتأجيل انتخابات مجلس الشورى العام.
أشرف عبد الغفار القيادي في التنظيم الهارب في تركيا منذ سنوات، تحدث عن إجراء "انتخابات (ضمن) حراك إخواني من أجل عودة الجماعة لطبيعتها".
وقال عبد الغفار عبر حسابه الرسمي على "فيسبوك" إن: "حراكا في التنظيم حدث بإجراء انتخابات لمؤسسات إخوانية في تركيا لعودة الجماعة إلى طبيعتها والتخلص مما أصابها من خبث وفقا لما رآه البعض"، على حد قوله.
غير أنه أضاف أن "الأمل مازال بعيدا لتحقيق ذلك، ولكنه يمكن تحقيق ذلك بإنهاء ما يسمى برابطة الإخوان المصريين وإبعاد كل من تولى منصبا فيها كائنا من كان".
ووصف عبد الغفار تلك الرابطة بـ "المقيتة"، قائلا إنها "ولدت في ظروف غير معلومة إلا لمن صنعها وهو يدرك مقصده منها وهو تكبيل أكبر كيان في الإخوان على مستوى العالم وهو الإخوان المصريون".
وكان القيادي بالجماعة، قد هاجم محمود حسين في مشاركة سابقة عبر "فيسبوك"، قائلا: "إن حسين يسعى لتدمير الجماعة وتفريقها".
وأردف: "منذ عام 2013 وهو يحاول احتكار كل شيء يخص الجماعة، وقام باختيار مجموعة من حوارييه وشكل منهم ما عرف برابطة المصريين في تركيا".
الصراعات الداخلية
الإطاحة بمحمود حسين من الإخوان، ألمح له أيضا أسامة العشري، عضو تنظيم الإخوان المقيم في تركيا، مؤكدا في مشاركة عبر "فيسبوك"، وقال: "خروج البائس محمود حسين من الجماعة".
وتساءل العشري عن العلاقة بين الإعلان عن خروج الأخير من التنظيم، وما زعمه كذبا بوجود تلميحات لإمكانية إجراء الحكومة المصرية مصالحة مع الإخوان. في إشارة ربما للإعلان الأخير عن الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان في مصر.
وفي تعليقه، قال عمرو فاروق الخبير في شؤون الحركات الإسلامية لـ"العين الإخبارية" إن الانتخابات التي جرت في تركيا مؤخرا وشملت مكتب الإخوان والرابطة العامة للمصريين في الخارج، أحكمت سيطرة إبراهيم منير على التنظيم الإرهابي.
وشدد "فاروق "على أن عناصر موالية لإبراهيم منير قد سيطرت على مكتب الإخوان في تركيا، بعد الإطاحة بمحمود حسين.
وأوضح أن "إبراهيم منير عندما اتخذ قرار حل المكتب كان يرغب في الخلاص نهائيا من العناصر المعطلة لقرارته والمنافسة له في العمق التنظيمي"، وفي مقدمتهم محمود حسين الأمين العام السابق للتنظيم، والذي يرى أحقيته في تولى منصب المرشد العام.
وأكد فاروق أن "مجموعة إخوان السجون تؤيد قرارات إبراهيم منير ولديها تحفظات واسعة على وجود محمود حسين في قمة المشهد التنظيمي".
واعتبر فاروق أن المرحلة المقبلة ربما تشهد تطورات على المستوى القواعد الإخوانية، لاسيما أن هناك حالة من الترهل التنظيمي واضحة جدا، ما يدفع إلى احتمالية حدوث انشقاقات متتالية اعتراضا على التغييرات الحالية، في ظل وجود تيار قوى داخل التنظيم ضد منير ويرغب في الخلاص منه.
وكان القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان إبراهيم منير، قد أعلن رسميا في يوليو/تموز الماضي قرار حل المكتب الإداري لشؤون التنظيم بتركيا.
وشمل قرار الحل مجلس الشورى هناك، كما قرر تأجيل الانتخابات الداخلية التي كان من المزمع إجراؤها خلال أسابيع لاختيار أعضاء مجلس الشورى العام، لمدة 6 أشهر.
وبدوره، قال أحمد كامل البحيري الخبير في الوحدة الأمنية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في حديث لـ"العين الإخبارية" إن الهيكل التنظيمي العام لتنظيم الإخوان رضخ بشكل كامل لقيادة إبراهيم منير".
ورأى البحيري أن خضوع التنظيم لسيطرة منير بسبب "امتلاكه لمفاتيح اقتصاد الجماعة، وعلاقاته الدولية المتشعبة، باعتراف عدد من دول الغرب به كممثل عن الإخوان.
وقال إنه ربما يحدث "انشقاق بعض العناصر خلال الفترة المقبلة".
وشهدت الفترة الماضية خلافات حادة بين المرشد وقيادات التنظيم في تركيا، حول إجراءات تعيين مكتب جديد وكذلك اختيار مجلس شورى عام للتنظيم وفق الآليات التي وضعها منير مسبقاً والتي تقضي بعدم ترشح أي قيادة حالية للمجلس المقبل.
aXA6IDMuMTM4LjY5LjM5IA== جزيرة ام اند امز