النظام التجاري العالمي.. من الرابح الأكبر في المستقبل؟
ستكون دول جنوب شرق آسيا من بين المستفيدين الرئيسيين من التحولات التي تشهدها التجارة العالمية في السنوات العشر المقبلة مع إعادة تنظيم سلاسل الإنتاج بعد جائحة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا، حسب ما أظهرت دراسة أجرتها مجموعة بوسطن الاستشارية (BCG).
ويقدر نمو التجارة في المنطقة بنحو 1.2 تريليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة "بسبب بروز هذه المنطقة كوجهة رئيسية للشركات التي تسعى إلى تقليل اعتمادها على الصين"، بحسب النشرة السنوية لهذه الشركة الاستشارية العالمية.
- في إكسبو 2030.. الرياض تستقبل العالم بإرث راسخ ونهضة رقمية وابتكارية
- رأس المال المناخي.. طفرة COP28 في الاستثمار الأخضر
وفقا لـ"فرانس برس" تأثرت التجارة العالمية بشكل كبير على مدى السنوات الثلاث الماضية بالسياق الصحي والجيوسياسي، وفي سياق المواجهة الاقتصادية المتزايدة بين الصين والولايات المتحدة.
وتعتبر منطقة جنوب شرق آسيا (آسيان) "بديلا جذابا للصين نظرا لسكانها الشباب والديناميكيين، واقتصادها المتنوع وحيادها في المواجهات الجيوسياسية"، كما تشير هذه الدراسة التي تأخذ منهجيتها في الاعتبار البيانات التاريخية وتقنيات الذكاء الاصطناعي لرسم التوقعات في 10 دول.
وتفصيلاً، ستتأثر التجارة بين الصين وبقية دول العالم بزيادة الحواجز التجارية، بحسب الشركة الاستشارية حيث من المتوقع أن تنخفض التجارة بين الصين والولايات المتحدة بمقدار 197 مليار دولار مقارنة بعام 2022، أي أكثر بثلاث مرات من ما توقعته BCG العام الماضي.
ومن ناحية أخرى، مع أوروبا، ينبغي للتجارة أن تستمر في النمو، ولكن بوتيرة أقل من ذي قبل.
ومن شأن تعزيز الروابط التجارية مع الشركاء الأقرب وكذلك تنويع الإمدادات أن يزيد أيضا من تجارة أوروبا مع الولايات المتحدة، والتي من المتوقع أن تزيد بنسبة 38% وفقا للدراسة، وكذلك مع الهند (+66%) وتركيا (+23%) بحلول عام 2032.
ومن ناحية أخرى، بالنسبة لروسيا، التي تخوض حرباً منذ ما يقرب من عامين في أوكرانيا وتراجعت تجارتها مع الغرب، فإن التجارة مع الاتحاد الأوروبي لا بد أن تتراجع بنحو 222 مليار دولار، ولكنها بالمقابل سترتفع بشكل كبير مع الصين والهند.