مصر.. مصير "غامض" لبرنامج أحمد موسى بعد التسجيل المفبرك
برنامج "على مسؤوليتي" على "صدى البلد" الذي يقدمه أحمد موسى، أذاع تسجيلا منسوبا لأحد ضباط الشرطة، وأصدرت وزارة الداخلية بيانا تنفي صحته
أحدث تسجيل صوتي "مفبرك" أذاعته فضائية مصرية خاصة حول حادث "الواحات" الإرهابي جدلا إعلاميا واسعا في مصر، وسط تقارير متضاربة عن مصير البرنامج.
وأذاع برنامج "على مسؤوليتي" على فضائية "صدى البلد" الذي يقدمه الصحفي أحمد موسى، أمس السبت، ما اعتبره "انفرادا" لتسجيل صوتي يشرح ما جرى في معركة الواحات بين قوات الشرطة المصرية والإرهابيين، يقول فيه شخص، يزعم أنه أحد الضباط، إن "إرهابيين محترفين أطلقوا النار على عناصر الشرطة بعد أن طرحوهم أرضا وجردوهم من أسلحتهم"، كما يشرح جزءا من أحداث منسوبة للمعركة.
وقال موسى، خلال البرنامج، إن "الحد الأدنى لعدد العناصر الإرهابية في طريق الواحات لا يقل عن 200 عنصر"، مضيفا: "إحنا مش بنحارب كتاكيت"، حسب وصفه.
ونفت وزارة الداخلية المصرية في بيان رسمي صحة التسجيل، وقال مسؤول مركز الإعلام الأمني، إن "ما تم تداوله من تسجيلات صوتية على مواقع التواصل الاجتماعي وتناولته بعض البرامج على القنوات الفضائية غير معلوم مصدرها، وتحمل في طياتها تفاصيل غير واقعية لا تمت لحقيقة الأحداث التي شهدتها المواجهات الأمنية بطريق الواحات بصلة".
وأضاف أن "تلك التسجيلات وتداولها على هذا النحو يهدف لإحداث حالة من البلبلة والإحباط في أوساط وقطاعات الرأي العام، ويعكس عدم مسؤولية مهنية"، مهيبا بـ"عدم الالتفات لمثل تلك التسجيلات أو الاعتماد عليها كمصدر للمعلومات".
وأسفرت مطاردة رجال الشرطة المصرية لمجموعة من الإرهابيين في الواحات بالصحراء الغربية، غربي مصر عن مقتل وإصابة 15 إرهابيا واستشهاد 16 من الشرطة، خلال معركة استخدم فيها الإرهابيون الأسلحة الثقيلة.
وقف البرنامج
وعقدت نقابة الإعلاميين اجتماعا طارئا ظهر، اليوم الأحد، للتحقيق في التسجيل الصوتي، وقررت في ختام المداولات وقف برنامج "على مسؤوليتي"، لحين الانتهاء من التحقيقات.
وقال رئيس النقابة حمدي الكنيسي إن "ما قُدم في الحلقة من محتوى إعلامي يتنافى مع قانون نقابة الإعلاميين، والتي تحظر وبالأخص في مادتها 69 أي تناول إعلامي يؤدي إلى الإخلال بالمصالح العليا للبلاد ومقتضيات الأمن القومي المصري، كما يخالف ميثاق الشرف الإعلامي، مما يمثل تجاوزاً صارخاً، وعليه كان لزاماً على النقابة التصدي لهذه المخالفة".
غير أن محمد أبوالعينين، رجل الأعمال ومالك قناة صدى البلد ، قال: "لن أوقف البرنامج وأحمد موسى سيظهر اليوم على الشاشة في موعده".
وكان التسجيل قد أثار حفيظة جميع الإعلاميين، وقال الإعلامي عمرو أديب، في برنامجه اليومي "أمي": "إزاي نذيع حاجات مفبركة زي دي.. القانون بينظم الحاجات دي"، معتبرا أن إذاعتها تضر بالروح المعنية.
فيما طالب الإعلامي وائل الإبراشي بالتحقيق في القضية، وقال في برنامجه: "هذه الأفعال تهين الشهداء ولا يجب السكوت عليها"، مؤكداً أن: "مصر قدمت للعالم نموذجاً للتوحد في قضية الإرهاب، وأن الإرهاب يزيد الشعب تمسكاً وقوة وإصراراً".
ودشن عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة ضد موسى، واحتل هاشتاق يحمل اسم "#أحمد_موسى"، مركزا متقدما على موقع تويتر.
وقال الدكتور محمد سعيد محفوظ، أستاذ الإعلام، إنه "انتظر قرار المجلس الأعلى للإعلام بشأن مكالمة أحمد موسى"، وتابع في تغريدة له: "المكالمة التي أذاعها أحمد موسى وتتضمن رواية أحد الضباط الناجين عن معركة الواحات صادمة ومفزعة ومحبطة! فهل هذا ما أراده من بثها؟".