قصة علم الإمارات يرويها وثائقي أنتجه مكتب الاتصال الحكومي بالأمانة العامة لمجلس الوزراء بوزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل.
يرتبط علم الدول ارتباطا وثيقا بهويتها، وهو علامة لسيادتها وعنوانها، وهو الراية الرسمية التي تمثلها في كافة المحافل والأزمنة، وهو محل احترام وتقدير سكان كل دولة على اختلاف فئاتهم الاجتماعية والتعليمية وغيرها، لأنه ببساطة يمثلهم جميعا.
ولعلم دولة الإمارات قصة، يرويها فيلم وثائقي قصير أنتجه مكتب الاتصال الحكومي في الأمانة العامة لمجلس الوزراء بوزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل بمناسبة يوم العلم، يتحدث فيه مصمم العلم عبدالله محمد المعينة عن قصة اختيار تصميمه ضمن مسابقة وطنية أعلن عنها لتصميم علم خاص باتحاد دولة الإمارات، من قبل الديوان الأميري في أبوظبي، وقد نشر في صحيفة "الاتحاد"، وذلك قبل نحو شهرين من إعلان اتحاد دولة الإمارات، وتقدم للمسابقة نحو 1030 تصميما تم اختيار 6 منها كترشيح أولي، ووقع الاختيار نهائيا على الشكل الحالي للعلم.
لذلك فعلم دولة الإمارات العربية المتحدة، رمز لهويتها التاريخية، ويجسد طموحات شعبها وآماله، وهو رمز السلام والأمان والفرح والسعادة، التي تتجسد خلال المناسبات الوطنية والاجتماعية، والفعاليات الرسمية والشعبية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية وغيرها من القضايا اليومية، سواء في داخل دولة الإمارات أو خارجها، كما يرافقه على الدوام السلام الوطني.
بدأت القصة عندما قرر المعينة المشاركة في مسابقة تصميم علم الدولة حينها، محددا هدف المشاركة بأن تكون له بصمة تذكر مع التاريخ، رغم تواضع موهبته في الرسم، إلا أنه عمل على تصاميم عدة حينها، وقام بتصميم 6 نماذج لعلم الإمارات كما تخيله ووضعها في ألبوم أرسله على العنوان الوارد في الإعلان الذي تلقى تصاميم أخرى مشاركة في المسابقة.
ويصف المعينة ما آلت إليه حاله وهو ينتظر نتيجة المسابقة منذ لحظة إرسال التصاميم، حيث عاش حالة من القلق واللهفة والانتظار إلى اللحظة التي سيتم فيها إعلان اتحاد الإمارات وإلى معرفة مصير التصاميم التي قدمها للمسابقة، لافتا في حديثه إلى أنه وبعد أيام قليلة أخبره عضو في لجنة تحكيم المسابقة بأنه تم اختيار أحد التصاميم التي قدمها في التصفية النهائية التي اختارتها اللجنة المعنية واقتصرت على بضعة تصاميم فقط.
وأضاف المعينة أن حالة التلهف تطورت لديه فصار ينتظر بشغف وقلق عرض التصاميم المختارة من قبل اللجنة على المجلس الأعلى للاتحاد لاختيار أحدها، وبقي الأمر معلقا دون الإعلان عن التصميم الفائز انتظارا لإعلان اتحاد الإمارات.
وأشار إلى أنه في ليلة الإعلان لم ينم، وكان ينتظر نتيجة المسابقة وعندما لم تعلن ذهب في الصباح الباكر حتى يرى رفع علم الاتحاد أول مرة، وعندما رآه لم يصدق نفسه وظل واقفا أكثر من ساعة ينظر إليه مدققا في ألوانه ولم يهدأ له بال إلا في اليوم الثاني عندما نشرت جريدة الاتحاد صورة العلم، وقال معلقا على رفع العلم حينها: "شعرت بالفخر عندما رأيت يد الشيخ زايد ترفع العلم، واعتبرته أكبر وسام لي في حياتي".
ويتذكر جائزة المسابقة التي تسلمها حينذاك وكانت عبارة عن مبلغ مالي، يعتبر كبيرا في تلك الفترة إلا أنها لم تكن تعني له الكثير بالمقارنة مع سعادته باختيار العلم الذي صممه وهو يرمز إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويعكس علم دولة الإمارات طموحات شعب الإمارات وقيمه، خاصة أنه الرفيق اليومي لهم ولكافة المقيمين على أرض الإمارات، لاسيما الطلاب والطالبات الذين يحيون العلم صباح كل يوم احتراما وتقديرا للدولة ولدورها البناء في خلق أجيال قادرة عن رفد الوطن بالإنجازات والإبداعات.
ويروي المعينة خلال الفيديو دلالات الألوان التي اختارها لعلم الدولة، حيث تم اختيارها على ضوء بيت الشعر الذي قاله الشاعر صفي الدين الحلي: "بيض صنائعنا، خضر مرابعنا، سود وقائعنا، حمر مواضينا"، وتدور معانيها حول أن اللون الأبيض يرمز إلى عمل الخير والعطاء، ومنهج الدولة لدعم الأمن والسلام في العالم، واللون الأخضر يعبر عن النماء والازدهار والبيئة الخضراء، والنهضة الحضارية في الدولة، ويعبر اللون الأسود عن قوة أبناء الدولة ومنعتهم وشدتهم، ورفض الظلم والتطرف، فيما يدل اللون الأحمر إلى تضحيات الجيل السابق لتأسيس الاتحاد، وتضحيات شهداء الوطن لحماية منجزاته ومكتسباته.