«برنامج الأغذية العالمي» يعلن مقتل 3 من موظفيه في غارة جوية بالسودان
أعلن برنامج الأغذية العالمي، اليوم الجمعة، مقتل 3 من موظفيه بقصف جوي استهدف مقره في منطقة "يابوس" بولاية النيل الأزرق على الحدود مع دولة جنوب السودان.
وأثارت الحادثة التي وقعت الخميس ردود فعل متباينة، وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي سيندي ماكين، في بيان، اليوم الجمعة "أشعر بالصدمة والحزن بسبب الوفاة المأساوية لثلاثة أعضاء من الفريق القطري لبرنامج الأغذية العالمي في السودان، الذين فقدوا حياتهم بعد أن أصاب القصف الجوي مجمع المكتب الميداني لبرنامج الأغذية العالمي في يابوس، ولاية النيل الأزرق مساء يوم الخميس 19 ديسمبر/كانون الأول".
وأضافت "كان من بين الزملاء الذين فقدوا حياتهم رئيس المكتب الميداني، ومساعد في البرنامج، وحارس الأمن الذين كانوا يؤدون واجبات إنقاذ الأرواح على الخطوط الأمامية لواحدة من أكبر أزمات الجوع في العالم، توفي أحد الموظفين على الفور، في حين أصيب الاثنان الآخران بجروح خطيرة وتوفيا أثناء نقلهما لتلقي العلاج".
الخارجية السودانية
من جهتها، قالت وزارة الخارجية السودانية في بيان اليوم الجمعة "أفاد مكتب منسق الأمم المتحدة الإنساني المقيم بالسودان بتعرض مكتب برنامج الغذاء العالمي بمنطقة يابوس، ولاية النيل الأزرق، قبالة الحدود الإثيوبية السودانية، لقصف ليلة أمس، قتل جراءه ثلاثة من العاملين بالمكتب".
وأضاف أنه "إذ تتقدم حكومة السودان بالتعازي القلبية لأسر الضحايا، فإنها تجدد رفضها وإدانتها أي استهداف لوكالات الأمم المتحدة وكل العاملين في المجال الإنساني".
وتابع "ستحقق الأجهزة المختصة في الحادث لمعرفة المسؤول عنه، علما بأن القوات المسلحة السودانية ليست لديها حاليا عمليات عسكرية نشطة في تلك المنطقة، وتؤكد حكومة السودان مجددا التزام القوات المسلحة والقوات النظامية بالقانون الدولي الإنساني وحرصها على سلامة العاملين في المجال الإنساني وحمايتهم من أي أخطار".
رد القوى السياسية
بدورها، قالت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، في بيان إنها "تدين حادثة مقتل ثلاثة من موظفي برنامج الغذاء العالمي عبر غارة جوية استهدفت منطقة يابوس في النيل الأزرق، في جريمة أخرى تضاف لسجل الجرائم المرتكبة في هذه الحرب".
وأضاف الييان "جاءت هذه الحادثة في ذات اليوم الذي خصص فيه مجلس الأمن جلسة لمناقشة الأوضاع الإنسانية في السودان وسبل الاستجابة للكارثة الأكبر على مستوى العالم التي خلفتها حرب 15 أبريل/نيسان، لتؤكد خطورة الأوضاع في السودان والطبيعة الإجرامية للحرب التي تدور فيه، والأوضاع القاسية التي يعيشها المدنيين والعاملين في الحقل الإنساني من المنظمات المحلية والدولية".
وتابع "إننا ندعو لتحقيق مستقل وشفاف حول هذه الحادثة ومحاسبة مرتكبيها، ونشدد على أهمية التزام كافة الأطراف المتحاربة بحماية المدنيين وضمان توصيل المساعدات وإزاحة جميع العوائق التي تحول دون وصولها وتمكين المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية من العمل وحماية طواقم عملها وعدم التعرض لهم".
وتقول الأمم المتحدة إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، من أفقر بلدان العالم، يشهد "واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم".
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب في السودان، بما يجنب البلاد كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حربا خلّفت نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 14 مليون نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.