بعد عزل البشير.. تزايد المعتصمين أمام قيادة الجيش رفضا لمجلس بن عوف
جموع المحتجين بدأت تتوافد نحو مقر القيادة العامة للجيش من مناطق العاصمة المختلفة للانضمام للاعتصام
واصل سودانيون، الجمعة، اعتصاماً مفتوحاً أمام مقر القيادة العامة للجيش، وسط الخرطوم، لليوم السادس على التوالي رغم عزل رئيس البلاد عمر البشير، مطالبين بتنحي كافة تنظيم "الحركة الإسلامية" السياسية وتسليم السلطة لقيادة مدنية.
وبدأت جموع المحتجين تتوافد نحو مقر القيادة العامة للجيش من مناطق العاصمة المختلفة للانضمام للاعتصام.
فيما أعلن رئيس حزب الأمة القومي زعيم طائفة الأنصار الصادق المهدي أنه سيصلي الجمعة مع المحتجين بساحة الاعتصام، والتي ينتظر أن يصلها لأول مرة منذ بدء الاعتصام 6 أبريل/نيسان الجاري.
وتحدى المحتجون ليل الخميس "حظراً للتجوال" فرضته اللجنة الأمنية العليا برئاسة وزير الدفاع عوض بن عوف، ضمن قرارات قضت بعزل الرئيس عمر البشير، وتشكيل مجلس عسكري لإدارة البلاد لفترة عامين.
ونقل شهود عيان لـ"العين الإخبارية" أن المحتجين واصلوا البارحة اعتصامهم أمام القيادة العامة للجيش، رغم دخول زمن سريان "حظر التجوال" المحدد من الساعة العاشرة مساء (20.00 ت.غ) إلى الرابعة صباحاً (2.00 ت.غ).
وبدا المعتصمون أكثر إصراراً من أي وقت مضى في مواصلة حراكهم السلمي، وعدم مغادرة مقر القيادة العامة للجيش قبل تنحي آخر عنصر من نظام الحركة الإسلامية السياسية الحاكمة، وفق الشهود.
وسبق للمحتجين أن تحدوا حالة الطوارئ التي فرضها الرئيس المخلوع عمر البشير في 22 فبراير/شباط الماضي، في محاولة منه للسيطرة على الأوضاع وكبح جماح المظاهرات.
وردد المحتجون هتافات "الليلة ما بنرجع إلا بن عوف يطلع"، وهو الشعار ذاته الذي رفعوه في مواجهة البشير عند أول يوم، لوصولهم إلى القيادة العامة للجيش وتنفيذهم اعتصاماً مفتوحاً.
وأمس الخميس، توافد مئات الآلاف إلى ساحة الاعتصام بالقيادة العامة للاحتفال عقب سماعهم تنويها عن بيان سيصدر من القوات المسلحة، وسط أنباء بالإطاحة بالنظام الحاكم، ولكن سرعان ما تبددت سعادتهم عقب البيان الذي أذاعه وزير الدفاع، والذي اعتبروه أنه "أبقى على الوجوه ذاتها التابعة للتنظيم الإخواني" حسب تعبيرهم.
وأعلن وزير الدفاع الفريق عوض بن عوف، بصفته رئيساً للجنة الأمنية العليا، عزل الرئيس عمر البشير والتحفظ عليه في مكان آمن، وتشكيل مجلس عسكري انتقالي لمدة سنتين.
وقال، في بيان تلاه عبر تلفزيون السودان، إن اللجنة الأمنية العليا برئاسته قررت تغيير كل النظام، وإقامة فترة انتقالية لمدة عامين يحكم خلالها المجلس العسكري.
وفي وقت لاحق، أعلن بن عوف نفسه رئيساً للمجلس العسكري الانتقالي، وأرجأ إعلان أسماء أعضاء المجلس لمزيد من التشاور، وفق بيان لوزارة الدفاع.
وسارع تجمع المهنيين السودانيين -الذي يقود الاحتجاجات منذ 19 ديسمبر/كانون أول الماضي، وحلفاؤه في "إعلان الحرية والتغيير"- برفض الخطوات التي قام بها الجنرال بن عوف، والتي اعتبروها "التفافاً على ثورتهم، ومحاولة لإعادة إنتاج النظام الإخواني من جديد".
وشهدت ساحة الاعتصام البارحة مخاطبات سياسية بمكبرات الصوت تحض على ضرورة التماسك والثبات والبقاء إلى حين سقوط نظام الحركة الإسلامية، وانتقال السلطة للشعب لإقامة البديل الديمقراطي المدني، بجانب ترديد أغانٍ وطنية وأناشيد حماسية تستلهم ذكريات نضال السودانيين ضد الأنظمة الدكتاتورية القمعية.
وفي تطور لاحق، أعلنت قوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان حميدتي رفضه أية حلول لم ترضِ الشعب السوداني.
ودعا حميدتي، خلال بيان ليل الجمعة، قادة المعارضة التي تقود الاحتجاجات إلى فتح باب الحوار والتفاوض للوصول إلى حلول ترضي الشعب السوداني وتجنيب البلاد الانزلاق للفوضى.
aXA6IDE4LjIyMi41Ni4yNTEg جزيرة ام اند امز