السودان يجمد تغيير المناهج الدراسية لغرض التوافق
قرر رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، الإربعاء، تجميد العمل بمقترحات المناهج الدراسية، التي أثارت جدلا واسعا، بغرض التوافق.
ونص قرار حمدوك وفق بيان صحفي، على تكوين لجنة قومية تضم التربويين والعلماء المتخصصين وتمثل كافة أطياف الآراء والتوجهات في المجتمع، لتعمل على إعداد المناهج الجديدة حسب الأُسس العلمية المعروفة في إعداد المناهج.
وشدد على أن تراعي لجنة الخبراء، التنوع الثقافي والديني والحضاري والتاريخي للسودان ومتطلبات التعليم في العصر الحديث.
وأشار البيان، إلى أن الفترة الانتقالية التي يمر بها السودان، هي مرحلة للتوافق حول أُسس إعادة البناء والتعمير لسودان يسع الجميع "نستطيع فيه بحسن إدارة تنوعنا أن نكتسب القوة والتماسك الذي يساعدنا على عبور هذه الفترة الحرجة من تاريخ البلاد".
وشدد أن هذا الحراك الاجتماعي والنقاش حول قضية المناهج وتطويرها هو إحدى ثمرات ثورة ديسمبر/كانون الأول التي فتحت الباب لإمكانية هذا الحوار الاجتماعي الديمقراطي الإيجابي.
ونبه البيان، إلى أن رئيس مجلس الوزراء ظل يتابع الجدل الذي اندلع حول قضية مقترحات المناهج الجديدة، حيث التقى وتشاور خلال الفترة الماضية مع طيف واسع من الأكاديميين والتربويين والطوائف الدينية مثل المجمع الصوفي، وهيئة الختمية، وهيئة شؤون الأنصار، وجماعة أنصار السنة المحمدية، ومجمع الفقه الإسلامي والذي تم إعادة تشكيله بواسطة حكومة الثورة ليعبر عن روح الإسلام والتدين الذي يرفض التطرف والغلو.
كما التقى عددا من القساوسة الذين يمثلون الطوائف المسيحية المختلفة في البلاد، وعددا من الفاعلين في المجتمع المدني السوداني.
وأكد رئيس الوزراء أن قضية إعداد المناهج تحتاج إلى توافق اجتماعي واسع وهي قضية قومية تهم الجميع.
مشددا على ضرورة أن تستند المناهج التربوية على المنهج العلمي الذي يشحذ التفكير وينمي قدرات النشء ويُحفز القُدرات الإبداعية على التفكير والابتكار، ويغرس في العقول روح التأمل وأساسيات العلوم الحديثة والرياضيات والفنون ويفتح الآفاق للانفتاح على العالم وتاريخه وحضاراته.
وقال البيان: "أمنت كل المجموعات التي التقاها السيد رئيس الوزراء على هذه المبادئ وعلى ضرورة تغيير المناهج القديمة الموروثة من النظام البائد بحيث تراعي هذه الموجهات وتتسق مع مبادئ ثورة ديسمبر/كانون الأول المجيدة وقيم التنوع الثرّ الذي تمتاز بها بلادنا".
وأضاف: "تجميد العمل بالمناهج المقترحة من المركز القومي للمناهج والبحوث جاء وفق لهذه اللقاءات والمشاورات".
وبدأت السلطة الانتقالية منذ عام إجراءات تغيير المناهج الدراسية التي وضعها نظام الإخوان المعزول، بغرض تطهيرها من أفكار هذا التنظيم.