الأزمة السودانية.. مأساة إنسانية جديدة والحقائق غائبة
من سيئ إلى أسوأ تمضي وتيرة الاشتباكات المسلحة العنيفة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في الخرطوم وتداعياتها الإنسانية.
واستيقظت منطقة جنوبي العاصمة الخرطوم، اليوم الأحد، على كارثة إنسانية جديدة، أسفرت عن مقتل 40 شخصا جراء القصف الجوي.
إذ ذكرت غرفة طوارئ جنوب الحزام في بيان: "ارتفع عدد ضحايا مجزرة سوق قورو بمنطقة مايو جنوب الحزام جراء القصف الجوي إلى 40 قتيلا وما زالت الحالات تتوافد إلى مستشفى بشائر".
وأفاد شهود عيان "العين الإخبارية"، بأن أحياء "جبرة" و"الشجرة" و"مايو" و"الأزهري" جنوبي الخرطوم، تأثرت جراء الاشتباكات بالمدفعية الثقيلة والطيران الحربي.
وأكد الشهود أن الأشلاء البشرية تغطي مساحات واسعة من سوق "قورو"، رغم نقل عدد كبير من الإصابات إلى مستشفى "بشائر" لتلقي العلاج.
وحسب الشهود، فإن المنطقة تأثرت بانقطاع المياه والكهرباء، وخطوط المواصلات، ما أدى إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية على الأرض.
"جرائم وحشية"
وذكرت قوات الدعم السريع في بيان، أنه "في مواصلة لسلسلة جرائمها الوحشية بحق المدنيين نفذت (قوات الجيش) صباح اليوم، عمليات قصف جوي على السكان بحي مايو جنوب الخرطوم.
وأوضح البيان أن الطيران الحربي نفذ مساء أمس أيضا هجمات جوية على مناطق الحاج يوسف الوحدة شرق النيل مربعي 7 و 10 مخلفاً وراءه 13 قتيلا معظمهم من الأطفال.
وأشار إلى أن "الانتهاكات الوحشية التي يمارسها فلول النظام البائد ضد سكان الخرطوم بالقصف العشوائي، حصدت آلاف الضحايا من المدنيين في مخالفة لجميع الشرائع السماوية وقوانين حقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني".
ولم يرد الجيش السوداني على هذه الاتهامات على الفور. غير أن الطرفين يتبادلان الاتهامات منذ بداية القتال، دون إمكانية للتأكد من الحقائق على الأرض من مصادر مستقلة في ظل الوضع الأمني الراهن.
ويحمل الجيش قوات الدعم السريع مسؤولية اندلاع الصراع في البلد الذي يعاني أصلا من أزمات اقتصادية وتردٍّ في الخدمات.
توسع الاشتباكات
ووفقا للشهود، فإن مدينة بحري شمالي الخرطوم، لا تزال تشهد اشتباكات مسلحة، مع تحليق مكثف للطيران الحربي. كما أفاد الشهود بأن مدينة أم درمان غربي العاصمة، تشهد أيضا اشتباكات، ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان
وأوضح شهود تحدثت معهم "العين الإخبارية" أن مدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور، شهدت مساء السبت، اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع".
وذكرت تنسيقية لجان المقاومة بمدينة الفاشر في بيان مقتضب: "تجددت الاشتباكات بالولاية باستخدام جميع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بالقطاع الشمالي لمدينة الفاشر".
ومساء السبت، أعلن الجيش السوداني، مقتل 30 عنصرا من قوات الدعم السريع في اشتباكات بين الجانبين بمدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور، غربي البلاد.
وقال متحدث الجيش العميد نبيل عبد الله، في بيان، إن "قوات في الفرقة السادسة مشاة بمدينة الفاشر اشتبكت مع المليشيات المتمردة (الدعم السريع) وتمكنت من دحرهم وتكبيدهم خسائر بلغت 30 قتيلا وعددا كبيرا من الجرحى، واستلمت عددا من العربات القتالية".
وأضاف البيان أن "قوات الدعم السريع حاولت مجددا اليوم (الأحد) الهجوم على سلاح المدرعات جنوبي الخرطوم، وتمكنت قواتنا من دحرهم وتكبيدهم خسائر كبيرة في الأفراد (لم يحددها) وتدمير عدد من العربات القتالية".
وذكر أن قوات الدعم السريع "واصلت انتهاكاتها بحق المدنيين، حيث قامت بقصف عشوائي استهدف مناطق شمالي مدينة أم درمان (غربي العاصمة)، أدى إلى مقتل 3 مدنيين"، دون أن ترد الدعم السريع أيضا على الاتهامات.
ويشهد عدد من مدن دارفور، اشتباكات مسلحة منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع في منتصف أبريل/نيسان الماضي، ما أدى إلى إفراز أوضاع أمنية وإنسانية بالغة التعقيد.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، يخوض الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
ويتبادل الجيش بقيادة البرهان، و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuNDcg جزيرة ام اند امز